شهد ملتقى الشباب ضمن فعاليات معرض الكتاب، ورشة عمل، حول جهود دار الكتب والوثائق المصرية فى تحقيق التراث، بمشاركة الدكتور محمود الضبع رئيس مجلس إدارتها، والدكتور عبد الناصر حسن الرئيس الأسبق لها، وياسر عثمان مدير مكتبة القاهرة الكبرى، والدكتور أيمن فؤاد سيد، وأدار الندوة الدكتور عبد الكريم أبو جبل عضو مركز تحقيق التراث بدار الكتب.
وقال الدكتور محمود الضبع، إن لديه رؤية خاصة، وهي محاولة استكمال كل الجهود التى بدأها الرؤساء السابقون للدار، فالعمل المؤسسى فى مصر يفتقد التراكمية والتكاملية، وأطمح لعمل لقاءات دورية مع الجميع لأننى أؤمن بأن كلًا منهم كانت لديه خطة لم تسمح له الظروف بتفيذها، والدليل على ذلك أننى عندما قابلت الدكتور محمود فهمى حجازى قال إنه توصل إلى ضيغ جديدة ورؤى تخص العمل بالدار.
وأضاف الضبع: فى كل العالم لا أحد يغامر أبدا بذاكرة وطنه من خلال نسخ واحدة لكل المخطوطات، فى مكان واحد، ربما يتعرض هذا المكان فى أى لحظة لكارثة طبيعية، لذلك فالعالم أجمع يحاول الحفاظ على تاريخه فى مكان يبتعد عن العاصمة على الأقل بسبعين كيلومتر، وهو ما فعلناه من خلال اتصالات متعاقبة لتخصيص مكان فى العاصمة الإدارية الجديدة لدار الكتب والوثائق، والأكثر من ذلك فقد طالبنا بمكان فى محافظة أسيوط حيث يكون البعد حوالى 400 كيلومتر.
وتابع الضبع: لقد كان لدى تصور أوسع وأجرأ مما تناوله غيرى فيما يخص التراث، وهذا التناول يعود لمفهوم اليونسكو للتراث،وهو يخص التراث المادى وغير المادى،وكل ما مر عليه خمسون عامًا، وعلى هذا فلن يتوقف التراث عند المخطوطات، لكن هو يشمل أيضًا الميديا، والاسطونات، فهناك عدد من الاسطونات لمطربين، أنا شخصيا لم أكن أعرفهم، لأن تاريخ الموسيقى العربى موجود قبل ذلك بكثير، منذ عهد هارون الرشيد وكذلك كتاب الأغانى الذى بنى على عشرة أصوات رخيمة، وعلى هذا لقد وسعنا مفهوم الميديا ليشمل أيضًا أشرطة الكاسيت، نحن نحاول وسنظل نحاول.
وبنظرة على تاريخ دار الكتب قال المؤرخ الدكتور أيمن فؤاد سيد إنها أول دار كتب عربية أنشئت فى الشرق بمبادرة من على باشا مبارك وزير المعارف فى هذا الوقت، فاستطاعت أن تحافظ على تاريخ مصر المتاح، هذه المطبوعات معظمها أنشئ فى مطبعة بولاق التى أنشأها على باشا عام 1922،وكانت تهدف هذه الدار إلى الحفاظ على تراث مصر، وإتاحته للباحثين وقت الحاجة إليه.
أما الدكتور عبد الناصر حسن الرئيس الأسبق لدار الكتب فقال إن الفترة التى كنت أدير فيها دار الكتب كانت فترة عصيبة لأنها كانت بعد ثورة 25 يناير لكنى سعيد اليوم لأنى ألحظ وجود عدد كبير من الشباب بين الحضور أحترم مجيئهم لكى يعلموا أكثر عن هذه الدار.
وأهم إدارات الدار، دار المخطوطات، وكذلك إدارة البرديات، والإدارة المركزية التى تحتوى على خمس إدارات تختص بالحفاظ على كل المقتنيات الوثائقية، ودار الكتب المصرية هى المسئولة عن كل المستندات الخاصة بمصر.
وعن المشاكل التى تواجه الدار قال: "الإهمال"، فبعض مؤسسات الدولة تهمل الأوراق التى تخصها بوضعها فى البدرومات، وبعد حصولنا عليها يكون معظمها غير صالح للاحتفاظ بها، والمشكلة الأكبر هل الدار تستطيع الاحتفاظ بكل هذا الكم من المستندات إذا وصل إليها؟
وأضاف حسن، أن دار الكتب لديها عدة أهداف أولها نشر الوعى الثقافى فى المجتمع، كذلك تيسير الإطلاع لنا ولكل الأمم، وتقديم الخدمات المعرفية للباحثين والعمل على حفظ التراث العربى وجمع مقتنيات كل ما يخص المخطوطات والدوريات والتعرف على أعلامها لأن فى ذلك نوعًا من المعرفة الجيدة التى تعد كنوزًا، وتوثيق الصلات بين دار الكتب والمؤسسات الثقافية الأخرى ودعم مفاهيم الحرية والعدالة الاجتماعية، وبناء محور رقمى جيد، والإعلام والنشر بكل ما تقتنيه الدار.
وتابع: قانون المخطوطات ينص على أن كل مصرى يمتلك مخطوطًا، الهيئة مسئولة عن ترميمه دون تكلفة، ولكن لماذا لم يأت أحد لنا؟ لأن الناس تخشى أن تستولى الهيئة عليه.
وقال الدكتور ياسر عثمان إنه يسعى جاهدًا لربط المكتبة الوطنية بخطة مصر 2030، والتى تحتوى على سبعة عشر هدفًا وضعتها هيئة الأمم المتحدة، كان منها الثقافة، ودار الكتب المصرية حاولت أن تنحى هذا الاتجاه من خلال عمل عدة ندوات، أولها تختص بالطفولة.