عاودت قوات الإحتلال الإسرائيلية، خلال الأيام القليلة الماضية، قصف عدة مواقع تدريبة تابعة لكتائب عز الدين القسام الذراع المسلح لحركة المقاومة الإسلامية حماس في كلًا من مناطق بيت لاهيا وبلدة جباليا شمالي قطاع غزة، كما صرح جيش الاحتلال الإسرائيلي فى بيان له أن مدفعيته إستهدفت نقطة مراقبة تابعه لحركة المقاومة حماس.
كما شن الطيران الحربي الاسرائيلي، فجر اليوم الخميس، غارة جوية على عين أحد الأنفاق التجارية بين مصر وقطاع غزة، أسفرت عن وقوع عدة ضحايا في صفوف العمال الفلسطينيين، بجانب استهداف قوات الاحتلال المتمركزة في مواقع وأبراج عسكرية على الخط الفاصل شمال قطاع غزة، بنيران أسلحتها الرشاشة المواطنين ومنازلهم شمالي القطاع، دون وقوع إصابات.
وتأتي عمليات القصف المستمرة، عقب الاتفاقات المتبادلة بين الجانبين الإسرائيلي والتركي، حيث التقى مسئولون رفيعو المستوى من وزارتي خارجية تركيا وإسرائيل، الأسبوع الماضي، بأنقرة في اجتماع يستأنف اللقاءات الاعتيادية التي كانت قائمة بين البلدين قبل قطع العلاقات نتيجة الهجوم الإسرائيلي على "أسطول الحرية" الذي كان يتوجه لكسر الحصار على غزة في 2010.
وكان قد شهدت الأوضاع هدوءا بين الطرفين، أعقاب اتفاق بين حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ العام 2007 وبين السلطات الإسرائيلية والذي تم التوصل اليه بوساطة مصرية، حيث أشارت عدد من المصادر أن الجيش الإسرائيلي بدأ في الأنسحاب من حدود قطاع غزة عقب اتفاق على الهدنة.
وترصد "أهل مصر" دلالات الهجوم الإسرائيلى على الأراضي الفلسطينية، رغم الاتفاق المتبادل على تهدئة الأوضاع.ويقول الدكتور أيمن سمير، الخبير في العلاقات الدولية، إن هجوم إسرائيل على المواقع الفلسطينية، يعد خرقا للهدنة بين الطرفين، الأمر الذي طالما اعتادت عليه إسرائيل، إلا أن توقيت القصف يثير العديد من الشكوك، خاصة وأنه يأتي في أعقاب الاتفاقات الدولية بين إسرائيل وتركيا، وعقب تصريحات الرئيس الأمريكي امنتخب حديثا، دونالد ترامب، مششيرا إلى أن الأيام القادمة سوف تكشف عن الكثير من الحقائق الغامضة حول عملية القصف.وتابع سمير، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن الكيان الصهيوني، إدعا كذبا من خلال بيان له، عقب هجومه على المواقع الفلسطينية، أن الهجوم يعد ردا على ردا على سقوط قذيفة اطلقت من القطاع على جنوب اسرائيل في وقت سابق، رغم أنه لم يطلق صاروخ او قذيفة من قطاع غزة على اسرائيل منذ اكتوبر الماضي.
ومن جانبه قال الدكتور رفعت سيد أحمد، المحلل السياسي، إن التقارير الإسرائيلية، خلال الأيام الماضية، تركز على أن حماس بدت أقوى من السابق، بل تمتلك جيشا منظما تستعد للمواجهة، ولذا فإن قوات الإحتلال الاسرائيلي تستهدف إضعاف قوة حماس، خاصة بعد تلقيها دفعة من الرئيس الأمريكي الحالي" دونالد ترامب"، مشيرا إلى أن الكيان الصهيوني عادة ماينتقد المعاهدات ويخترق الهدنة المتفق عليها بين الطرفين.وتابع سيدأحمد، أن العلاقات بين تركيا وإسرائيل تثير شكوك متعددة، حيث أنها المرة الأولى بعد انقطاع استمر 6 سنوات، تجري تركيا وإسرائيل مشاورات سياسية، الأمر الذي وصفه "سيد أحمد" بالغريب والغير مفهوم، مؤكدا أن العلاقات بين البلدين تهدف للمصالح المشتركة في المقام الأول.
وفي سياق متصل قال اللواء جمال مظلوم، إن الهجوم الإسرائيلي على غزة، له أبعاد كثيرة، منها ماهو واضح ومرئي ويهدف لإضعاف المقاومة الفلسطينية، ومنها ماهو خفي، تشير له معطيات عودة العلاقات بين إسرائيل وعدة دول من بينها تركيا، خاصة وأن القصف يأتى في أعقاب المناقشات والحوارات السياسية الأخيرة بين الطرفين.وتابع مظلوم، أنه بعيدًا عن التشابكات السياسية المحلية والدولية التي تتعلق بتصعيد الاحتلال نحو غزة، بقيت الأنفاق ومواقع المقاومة هي الأهداف الحتمية لكل تصعيد، مشيرا إلى أن استهداف مواقع رصد ومراقبة المقاومة القريبة من الحدود، يأتي لتعطيل مهمة رؤية ومتابعة الاحتلال، وتجميد مهمات الأسلحة المضادة للدروع كافة. ويقول الخبير والمحلل العسكري، اللواء عادل سليمان، إن الهجوم الإسرائيلي ليس وليد اللحظة، وإنما هو امتداد لسلسة أهداق تطمح لها إسرائيل من خلال قصف مواقع بعينها في حماس، إلا أن المعطيات تشير إلى أن وراء القصف أسباب أخرى غير معلومة، تبعد كثيرا عن القضية الأساسية والنزاع الدائم بين البلدين.وتابع سليمان، أن المشاورات التي تجريها إسرائيل مع عدد من البلدان، إلى جانب دعم ترامب لها المستمر، يجعل هناك مؤشرات لمخطط قادم غير معلوم الملامح، متوقعا أن العلاقات والنزاع الدائر بين البلدين سيشهد منعطفا أخرخلال الأيام القليلة القادمة.