يبدو أن تنظيم داعش الإرهابي يحاول توريط مصر في معارك خارجية مع بعض الدول خاصة بعد قصف مدينة "إيلات" جنوبي الأراضي الفلسطينية المحتلة أمس، بعدد من الصواريخ الداعشية، حيث قال التنظيم في بيان رسمي صدر عنه: "إن الحرب مع العدو الإسرائيلي بدأت"، فى محاولة لجر مصر لمعركة، بعد الضربات الموجعة التى تلقاها التنظيم الإرهابى فى سيناء على يد قوات الجيش والشرطة.
هذا الإعلان يفتح باب التساؤلات حول الهدف المخفي لتنظيم "داعش" الإرهابي من إعلان الحرب، خاصة أنه يعاني من أزمات كبيرة داخلية وخارجية، وأن لعنات المجازر والحرق والقتل التي نفذها أفراده، خاصة في العراق وسوريا، تلاحقه في كل مكان.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن عدة صواريخ أطلقت من سيناء تجاه مدينة "إيلات" الواقعة على البحر الأحمر، حيث سادت حالة من الهلع لدى السكان الإسرائيليين، وأفاد موقع "وللا" العبري بأن "أربعة صواريخ سقطت على مدينة إيلات، اعترضت القبة الحديدية ثلاثة منها".
توقيت قصف مدينة "إيلات" في ظل التقارب الأخير الذي جرى بين حركة حماس ومصر، قد يكون له أهداف أخرى متعلقة بالعلاقة بين الجانبين، ومن المتوقع أن يستمر داعش في الفترة المقبلة بشن هجمات أخرى وجديدة على المدن الإسرائيلية، خاصة وأن ملف "داعش في سيناء" يتم التشاور فيه بشكل مكثف ودائم بين الجانبين المصري والإسرائيلي، لكون العلاقات السياسية والأمنية والاستراتيجية بين الجانبين باتت متقاربة وقوية، خاصة في الفترة الأخيرة.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الجيش ينسق مع الجانب المصري لملاحقة الخلية المهاجمة بسيناء، وفي هذه المرحلة لا يتوقع إقدام الجيش على مهاجمة أهداف بسيناء ردًا على الصواريخ.حيث أراد تنظيم الدولة أن يفتح جبهة قتال مع الجانب الإسرائيلي، للتغطية على جرائمه التي يرتكبها منذ سنوات طويلة، ويحاول بتلك الجبهة التأكيد للعالم أن عدوه الأول هو إسرائيل.
بدأ تنظيم "داعش" الآن يفكر بكل الطرق التي توفر له غطاء البقاء والسيطرة والنفوذ، ورأى في إعلان الحرب على إسرائيل وفتح جبهة جديدة الطريقة الأفضل لذلك لتحسين صورته السوداء أمام العالم.وحرب داعش مع إسرائيل رغم صعوبة إمكانية حدوثها في الوقت الحالي، يعتبرها التنظيم الحل الأمثل الذي يملكه، خاصة أن تفعيل هذا الخيار ستكون لها خسائر كبيرة للتنظيم الإرهابي.
ومن الواضح أن إسرائيل لن تنجر لأهداف داعش بالحرب، وهذا ما يفسر الفتور الإسرائيلي في التعامل مع بيان داعش، فقواتالاحتلال لن تعطي داعش ما يريده، لأن الخلافات الداخلية التي يعاني منها تعيقه، خاصة أنه ينظر لقطاع غزة بأنه حلقة أضعف، وأن الحرب عليه هي طوق النجاة الوحيد الذي يملكه الآن، بعد إصابة زعمائه في العراق وسوريا والتصدي له في مصر.ولكن سيكتفي جيش الاحتلال فقط بقصف مناطق وتجمعات لداعش في سيناء بالتنسيق مع الجانب المصري، لكن لن يصل لحد الحرب والمواجهة المفتوحة، وفقًا لصحيفة يدعوت أحرنوت الإسرائيلية بنسختها الإنجليزية.
يذكر أن سيناء المصرية تشهد معارك دامية بين قوات الشرطة والجيش من جهة، وعناصر تنظيم ولاية سيناء، الفرع المصري لتنظيم داعش.وفي يوليو 2015، سقطت في جنوب "إسرائيل" صواريخ أطلقت من شبه الجزيرة المصرية، لكنها لم تسفر عن إصابات، في هجوم تبناه يومها تنظيم ولاية سيناء.وكشفت لأول مرة جماعة "أحفاد الصحابة" الفلسطينية عن تبعية تنظيم "أجناد بيت المقدس" و"ولاية سيناء" لهم.مما يؤكد أن بعض المخربين داخل فلسطين يحاولون تخريب العلاقة بين حماس ومصر مرة أخري بمحاولة توريط مصر وإظهارها بمظهر الدولة غير القادرة على حماية حدودها.