صُناع الحصير لـ"أهل مصر": "حرفة الآباء والأجداد.. والموكيت أكل الجو مننا"

صناعة الحصير
كتب : مي محمد

تحولت قرية "الحُصر" التابعة لمركز الزقازيق بالشرقية، من أهم القري لصناعة الحُصر، إلى قرية يسودها عناصر المدنية من المباني الشاهقة والعوامل التي تعكس تغيب الصناعة التي تميزت بها حتي أُطلق عليها اسمها.

"أنني اعمل في صناعة حصر السمار منذ 6 سنوات وسأظل اعمل بها حتي مماتي " بهذه الكلمات بدأ عبدالرحمن علي 70 عامًا من أهالي قرية كفر الحُصر بالزقازيق، قائلا: "منذ كان عمري 6 سنوات تعلمت صناعة حٌصر السمار من والدي وجدي، حيث ان العائلة كلها كانت تعمل بهذه المهنة وتوارثها الأبناء من الأجداد".

وتابع عبدالرحمن: "رغم أنني أصبحت مٌسن وصحتي ليست مثل زمان ولكني لن أترك هذه المهنة مهما حصل ولن يُؤثر قلة طلبها واندثارها في عملي بها لافتًا الي أن هذه الصناعة متواجدة منذ عهد الفراعنة، ورغم ذلم فهي مهٌملة من المسئولين".

وأضاف عبدالرحمن: "لإن القرية منذ عشرات السنين كانت تشتهر بصناعة حُصر السمار بل أنها كانت أشهر القري في هذه المهنة علي مستوي الجمهورية، وكٌنا نوزع منتجاتنا علي الأهالي في محافظة الشرقية، وايضا تصديرها إلى الخارج وخاصة دولة ليبيا".

وأستطرد قائلًا: "زمان كان كل أهالي القرية شغالين في تصنيع الحصير مفيش بيت كان يخلو من تلك الصناعة، فكنا نصنع ونبيع المنتجات للأهالى داخل محافظة الشرقية والمحافظات الأخرى وصولًا للتصدير حيث كنا نتعامل مع أحد التجار بالإسكندرية والذي كان يرسل سيارتين نقل أو ثلاثة للقرية كل اسبوع لأخذ منتجات الحصير لتصديرها لدولة ليبيا"، موضحًا أن حمولة السيارة الواحدة كانت تصل لـ5 آلاف متر حصير بخلاف بيع الحصر للمساجد بالتنسيق مع هيئة الأوقاف.

وقال جلال حسن 56 عام، أحد العاملين بهذه المهنة: "زمان كان الحال غير دلوقتي كنا بنشتغل وننتج ونصدر دلوقتي شغالين على قد الحال ورزق يوم بيوم وكله نصيب ربنا مبينساش حد".

وأضاف الحاج جلال: "إننا نعتمد فى صناعة الحصير على نبات السمار الذي نجلبه من محافظة الفيوم ونظرًا لأن أعواد النبات تكون ناشفة نضعها فى حوض به مياه حتى تكتسب المرونة اللازمة وتساعدناعلى تصنيعها حيث يتم وضع السمار على النول ويتم البدء في تكوين الحصير الذي تتراوح مقاساته ما بين "متر أو مترين أو ثلاثة حسب طلب الزبون" مضيفًا أنهم يصبغون بعض أعواد السمار لإكسابها ألوان مختلفه كاللون الأحمر والأخضر وغيرها لاستخدامها في صناعة أشكال ورسومات تضيف للحصير رونق وشكل جمالي جذاب".

وفي سياق متصل قال حسن جابر 76عامًا: "بعد لما أموت أنا وزمايلي المٌسنين العاملين بمهنة حصر السمار، ستندثر المهنة ولن تكون موجوده بالقرية، إنني و3 من زملائي المٌسنين فقط نعمل بهذه المهنة بالقرية، وعقب وفاتنا لن يكون لها وجود، وكل هذا بسبب ظهر الحُصر البلاستيك، والموكيت والسجاد".

وتابع عم جابر: "رغم أن حصر السمار أنضف وأفضل من البلاستيكية بكثير حيث أنها تتحمل الرطوبة والأتربة، إلا أن االمواطنين اتجهوا لشراء الحٌصر البلاستيك والمفروشات الحديثة من سجاد وموكيت، وأصبح العاملون في مهنة تصنيع حٌصر السمار يعانون الأمرين في سبيل بيع منتجاتهم التي كان يتهافت عليها السائحون والمواطنون ومع إنخفاض الإقبال ترك الكثير من العاملين المهنة خاصة بعد حرص الأباء على تعليم أبنائهم الذين التحقوا بالوظائف الحكومية والخاصة".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً