أنهى وفد الكونجرس الأمريكي، اليوم الإثنين، زيارته إلى مصر، بعد عدة لقاءات أجراها الوفد مع الرئيس عبدالفتاح السيسي والقيادات السياسية والحكومية، للتشاور حول العديد من القضايا حول الأمنية والاقتصادية التي تمر بها مصر.
وكان قد وصل وفد من أعضاء مجلس النواب الأمريكى، الجمعة الماضية إلى مصر، ويضم كلا من النائبين خوان فارجاس وجيه لويس كوريا عن كاليفورنيا، والنائب أندى هاريس عن ميريلاند، والنائب فرنش هيل عن أركنساس، والنائب روبرت بيتنجر عن كارولينا الشمالية، والنائب ستيف كينج عن أيوا، لتعزيز الروابط بين الشعبين الأمريكى والمصري.
وأعلنت السفارة الأمريكية بالقاهرة، في بيان لها، أن الوفد الذى ترأسه دانا رورباكر، النائب عن كاليفورنيا والعضو البارز بلجنة الشئون الخارجية عقد اجتماعًا مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، والقيادات رفيعة المستوى من الحكومة وقطاع الأعمال والقيادات المجتمعية.
وأضافت أن الوفد ناقش عددًا من الموضوعات في إطار التعاون والاهتمام المشترك، وأعربوا عن تأييد الولايات المتحدة لأمن مصر واستقرارها وازدهارها.
وفي سياق متصل، عقد الوفد لقاءا مع وزير الدفاع صدقي صبحي، للتشاور حول ملف مكافحة الإهارب وسبل تجفيف منابعه.
وقال المتحدث العسكري، في بيان له، إن الجانبين تبادلا الرؤى تجاه تطورات الأوضاع التي تشهدها المنطقة والجهود الإقليمية والدولية الرامية لتجفيف منابع الإرهاب ومناقشة عدد من الملفات والموضوعات ذات الاهتمام المشترك في ضوء العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية.
وفي هذا الصدد يقول الخبير العسكري جمال مظلوم، إن زيارة وفد الكونجرس الأمريكيين، إلى مصر في هذا التوقيت يمثل دعما واضحا لمصر في العديد من القضايا، ويشير إلى الاهتمام الخارجي بضرورة استقرار الأوضاع في مصر، لافتا إلى أن الزيارة لها أهداف أمنية اكثر منها اقتصادية، نظرا لتطور الأوضاع في الأيام الماضية، خاصة بعد ما ذكرته التقارير الصحفية ونقلته عن وسائل إعلام غربية، عن مزاعم إسرائيل بإنطلاق صواريخ تجاه إيلات من سيناء، وتوغل "داعش" بها، وهو مانفته المخابرات الحربية مؤخرا.
وتابع مظلوم في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن الولايات المتحدة تسعى للتحالف الأمني والعسكري مع العديد من الدول للقضاء على التنظيم الإرهابي في جميع أنحاء العالم، وهذا ماكشفت عنه اتصالات ترامب الأخيرة مع الجانب التركي، متوقعا تطور العلاقات المصرية الأمريكية في الأيام المقبلة.
وأكد مظلوم، على أن إعلان الوفد حرص بلادهم على تدعيم علاقات الشراكة والتعاون المتميز بين البلدين على كافة الأصعدة على نحو يلبى طموحات الشعب المصري، وتطلعاته نحو المستقبل، أمرا إيجابيا، لاسيما، أن مصر تمر بظروف عصيبة على مدار السنوات الماضية، وفي أمس الحاجه للدعم والمساندة فى حربها على الإرهاب وإصلاحاتها الإقتصادية.
وفي سياق متصل، يقول الدكتور مدحت نافع، الخبير الاقتصادي، إن الإصلاحات الإقتصادية التي تشهدها مصر حاليا، جذبت أنظار العالم، مما يدفع لتعزيز العلاقات بين مصر وبين باقي الدول، مشيرا إلى أن زيارة وفد الكونجرس إلى مصر، إشار قوية لإيمانه بتطور الأوضاع بشكل إيجابي في مصر، مضيفا، أن الزيارة تطرقت إلى عدة مواضيع إقتصادية، منها قرض صندوق النقد الدولي، وإتجاه مصر لتنفيذ شروطه لإستكمال مسيرة الإصلاح، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لترسيخ مفهوم المواطنة، معربين عن تفاؤلهم بمستقبل مصر وثقتهم في تحقيقها التنمية الشاملة المنشودة.
وتابع نافع، في تصريحات خاصة، أن الحكومة استعرضت خلال الزيارة جهودها في توفير مناخ جاذب للاستثمار وترحيب مصر باستقبال الاستثمارات الأمريكية في القطاعات المختلفة، إلى جانب عزمها على مواصلة عملية التطوير السياسي والاقتصادي، واتخاذ القرارات الصعبة التي طال انتظارها لعقود طويلة.
ومن جانبه قال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، إن توقيت زيارة الكونجرس إلى مصر مناسب جدا، نظرا لتطور الاوضاع السياسية على الصعيد الدولي، خلال الفترة الماضية، مشيرا إلى أن الملفات السياسية بين مصر وأمريكا شهدت تطورا كبير عقب تولي الرئيس الامريكي الحالي دونالد ترامب، مضيفا، أن القضية الفلسطينية ونقل السفارة الاسرائيلية إلى القدس، والجماعات الإرهابية، والعلاقات المصرية الروسية، إلى جانب علاقة مصر بالدول العربية والتطور الذي شهدته الفترة الماضية، هو أبرز القضايا السياسية المفروضة على الزيارة، كما أن لجماعة الإخوان المسلمين والحركات الاسلامية نصيب في المشاروات التي عقدت بين الرئيس والوفد.
وتابع نافعة، إن مصر تريد إدراج الكونجرس جماعة الإخوان المسلمين، على قائمة التنظيمات الإرهابية، الأمر الذي رحب به ترامب مسبقا، إلا أن وفد الكونجرس خلال الزيارة أبدى اهتمامه بالقضية، ويدرس جديا إدراج "الجماعة" تنظيما إرهابيا في وقت قريب.
يذكر أن سبق أن أجرى ترامب اتصالا هاتفيا بالسيسي في يناير الماضي، وأعرب عن تطلعه لزيارة الرئيس المصري لواشنطن لاستكمال التنسيق والتشاور.