جرت تغيرات كثيرة داخل الإخوان المسلمين، الأعوام الماضية، كشفت طبيعة الجماعة التي ظلت متخفية بثياب الفضيلة فترات طويلة، وأظهرت بقدر كبير زيف التخفي وراء النص، ووهم التحلي بفضائل لم تدم طويلًا أمام اتهامات متبادلة بالتخوين والسرقة بين جبهتين كلتاهما تمتلك أسلحتها، وأموالها، ووسائل إعلامها أيضا.
وتنشر "أهل مصر" أشهر 5 سرقات لقيادات الإخوان من أموال الجماعة:
1-فضيحة السبائك الذهبية
كانت فضيحة اختفاء 375 سبيكة ذهبية من الخزينة المتواجدة بالشقة التي كان يقيم بها جمعة أمين نائب المرشد العام للإخوان في لندن، واستقر بها قبل اندلاع ثورة 30 يونيو والإطاحة بنظام الإخوان.
التحقيق الذي أجراه التنظيم الدولى للإخوان كان به طرفان رئيسيان أولهما جمعة أمين نائب المرشد العام للإخوان والرجل توفي في 24 يناير 2015، والطرف الآخر محمد سودان.
وكانت بعض الأصوات في لندن ارتفعت المطالبة بوضع جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب وحظر أنشطتها في بريطانيا وملاحقة أعضائها، وعند هذه النقطة انزعج إبراهيم منير كثيرا ودعا لاجتماع عاجل للتنظيم الدولي احتضنته لندن وحضره ممثلون عن كل الدول الأعضاء في التنظيم.
واتخذ التنظيم عدة خطوات منها خطوات دبلوماسية تمثلت في الضغط على الحكومة البريطانية بواسطة بعض الحكومات الراعية للإخوان كقطر وتركيا وغيرهما، وأرسل التنظيم رسائل طمأنة للحكومة البريطانية، بصورة مباشرة عبر بعض قادتها الذين يمتلكون مراكز أبحاث ودراسات في مختلف المدن الأوربية.
ولزيادة ترتيب الأوضاع داخل لندن اتخذ التنظيم الدولي للإخوان قرارًا للوصول لبعض السياسيين والإعلاميين ودوائر صنع القرار من المقربين من الحكومة البريطانية، وجاء ذلك عبر رشاوى قدمت لهؤلاء في صورة سبائك ذهبية.
ولأجل هذا الغرض اشترى الإخوان 500 سبيكة ذهبية وزن السبيكة كيلو جرام واحد، وكانت هذه السبائك من أعلى عيار نقاء ويتم تصنيعها في إيطاليا وتلقى رواجا في إنجلترا والسويد وسويسرا وفرنسا، وتبلغ درجة نقائها 999.99 وهي أعلى درجات النقاء في عيار 24.
ويبلغ ثمن السبيكة الواحدة 25 ألف جنيه إسترليني بما يوازي 283 ألف جنيه.
وكانت هذه السبائك معدة لتوزع كرشاوى على الفاسدين من المقربين من دوائر صنع القرار داخل بريطانيا.
تم وضع هذه السبائك في خزينة داخل الشقة التي يقيم بها جمعة أمين، وكانت هذه الخزينة بأرقام سرية لا يستطيع فتحها سوى واحد من اثنين أما جمعة أمين نفسه أو محمد سودان.
وبعدها تم سحب 25 سبيكة أخرى من السبائك الذهبية الموجودة في خزينة شقة جمعة أمين، وتم تهريب هذه السبائك لمصر لتسليمها لبعض قادة المكاتب الإدارية لتمويل نشاط الجماعة المعادي لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي وتنفيذ مهام محددة كلفوا بها من قبل التنظيم الدولي للإخوان.
2-سرقة أموال التبرعات
شهدت جماعة الإخوان المسلمين معركة داخلية طاحنة بسبب سرقة أموال التبرعات داخل التنظيم، ويتهم الشباب القيادات وعلي رأسهم الدكتور محمود حسين الأمين العام للجماعة والمسؤل الحالي عن صندوق التمويلات بسرقة مبالغ طائلة من الصندوق تبرع بها قيادات من التنظيم الدولي حول العالم وكان من المفترض أن تصل للمصابين وأسر المتوفين ولم يحدث.
وكشف أحد شباب الإخوان المقيمين في تركيا تفاصيل كارثية حول موضوع سرقة أموال التنظيم حيث أكد أن التبرعات التي تصل الجماعة شهريًا تقدر بالمليارات ومصدرها رجال الأعمال الإخوان في كل دول العالم وأهمهم المليادير يوسف ندا والاستثمارات الخاصة بالتنظيم وأغلبها في ماليزيا وبريطانيا وتركيا والمانيا ومنتشرة في جميع بلاد العالم، وأوضح أن اوجه الانفاق معروفه ومحددة أهمها ارسال المساعدات المالية للجماعة في مصر وتغطية احتياجات أسر المابين والمتوفين وفتح مشروعات لبعضهم والتكفل بمصروفات أبنائهم وأسرهم بشكل كامل، مؤكدًا أن الدعم منقطع عن تلك الأسر منذ حوالي عام ونصف ولا يصلهم من التنظيم مليم واحد ويقوم عدد من الشباب بجمع تبرعات بسيطة في كل منطقة أو محافظة لتقديم دعم بسيط لهم.
3-اختلاسات مالية من قيادات الجماعة بالخارج
كشفت مصادر مقربة من جماعة الإخوان، عن تفاصيل جديدة حول الاختلاسات المالية لقيادات الجماعة بالخارج، واستثمار أموال التنظيم فى شراء فيلات وشقق سكنية فخمة فى العواصم الأوروبية المختلفة، مؤكدة أن الجماعة استقبلت عشرات الاستقالات خلال الفترة الأخيرة من عدد من الشباب والأعضاء المقيمين بالخارج، على خلفية الأزمة.
وأكدت، أن عددًا من القيادات هددوا شباب الإخوان بطردهم من مساكنهم وأماكن عملهم فى الخارج، خاصة فى تركيا وقطر ولندن، فى محاولة لتهدئة الأوضاع والتكتم على فضح سرقات الجماعة، فى حين اقترح عدد من القيادات تشكيل لجنة مصالحة بقيادة عدد من القيادات التى تتمتع بعلاقات طيبة مع الجميع، منهم حلمى الجزار الهارب للسودان حاليًا، من أجل التفاوض مع القيادات لعودة الأموال المنهوبة من الجماعة وتسوية الخلافات.
4-أزمة قناة "وطن"
مع قرب انطلاق قناة "وطن" قبل ثورة 25 يناير، قامت اللجنة الإعلامية لمكتب الأزمة بتكليف القيادى الشاب إسلام عقل، بإدارة القناة الجديدة، وبحسب مصادر قريبة من مكتب الأزمة، فإنه كان من المفترض ان تنطلق القناة ولكن بسبب اختلاسات اموال القناةلم تنطلق في موعدها المحدد.
وقد نشرت حينها صحيفة النيويورك تايمز وثيقة كشفت فيها أنه بناء على تكليفٍ من الأمين العام للجماعة "محمود حسين" قام "إسلام عقل" القائم بأعمال مدير القناة الجديدة، بتغيير عقد إيجار القناة، دون الرجوع إلى مكتب الأزمة الذى عينه، وتأسيس شركة وهمية جديدة، حملت اسمه هو والمهندس "مدحت الحداد"، مسؤول مكتب الإخوان فى تركيا، والمهندس "على عبدالفتاح"، المحسوبَيْن على جبهة محمود حسين-.
وكشفت رسالة داخلية من مكتب الأزمة بالخارج والذى يدير الجماعة عن الفساد الذى يضرب الجماعة وضرورة محاسبة المشاركين فيه، ونص الرسالة: "فى الوقت الذى بذلت فيه الجهود خلال الأشهر الماضية لإعادة بث القناة بشكل مباشر ومؤسسى مستقل يرضى الطموحات ويحقق ما أسموه "أهداف الثورة"، لاحظنا تباطؤا فى الأسابيع الأخيرة من "إسلام عقل" وعدم تمكينه من الإطلاع على الصرف".
وتابعت الرسالة المسربة: "فوجئنا والقناة على وشك الإطلاق قبل ذكرى ثورة 25 يناير بالقائم بأعمال المدير "إسلام عقل" و"مدحت الحداد"، والمهندس "على عبد الفتاح"، بتكليف من "محمود حسين" الأمين العام للإخوان بالقيام بعمل غير أخلاقى حيث قاموا بتغيير عقد الإيجار دون علم المكتب وتأسيس شركة وهمية فى محاولة لجر الجماعة لصراع جديد بعيد عن الصراع الحقيقى فى هذا الوقت المريب قبل ذكرى 25 يناير وبشكل يسئ إلى الجماعة أمام الدول المضيفة، فى إشارة إلى تركيا.
5-فساد فى الإخوان بـ10 ملايين دولار
قررت واحدة من أكبر المنظمات التى تدعم الجماعة فى أوروبا، وقف تقديم أى دعم مالى لها خلال الفترة المقبلة، لحين التحقيق فى وقائع الفساد وسرقة أموال الجماعة، إذ كان من المقرر توجيه هذه الأموال لفعاليات بعينها، فى حين سرقتها بعض القيادات وحوّلتها لحساباتها الخاصة.
كانت تقارير إعلامية قد أفادت بأن حجم الأموال المختلسة من قبل قيادات الإخوان فى الخارج، وصل إلى 10 ملايين دولار فى هيئة مدارس وعقارات وأموال، موضّحة أن مكتب إخوان لندن يتواصل مع شركات اقتصادية كبرى فى بريطانيا لحفظ أمواله.