يعتبر القتل والاغتيال أسهل وسيلة للجاماعات الإرهابية للتخلص من خصومهم، فالدم والعنف هو المنهج الذي تتوارثه تلك المنظمات جيلًا بعد جيل، ومن أبرز ملامح العمل المسلح هو قوائم الاغتيالات التي تصدرها التنظيمات الإرهابية من حين لآخر، حيث صدرت أكثر من قائمة في العراق وسوريا ولبنان وتونس ومصر والكثير من الدول العربيو والدوليو، وتم تنفيذ أكثر من عملية اغتيال بها، والتي كان آخرها القائمة التي أعلن عنها "داعش" لاغتيال عددًا من الشخصيات الدينية وعلى رأسها شيخ الأزهر.
وفي هذا السياق يرصد "أهل مصر" أبرز قوائم الاغتيالات التي ظهرت في مصر موؤخرًا.
ظهور قوائم الاغتيالات
بدأت قوائم الاغتيالات في الظهور مباشرةً بعد إعلان التنظيم وجوده في مصر، وأصدر التنظيم الإرهابي على لسان أبي أسامة المصري، قائد جماعة أنصار بيت المقدس، تسجيلًا صوتيًا له بعنوان "رسالة إلى أهالي الجنود" أعلن فيها استهداف التنظيم الإرهابي لكل رجال الشرطة والجيش المتواجدين في سيناء موجهًا لهم رسالة بمطالبة أبنائهم بالانسحاب.
وخرج بعد ذلك أبو محمد العدناني، المتحدث الرسمي باسم التنظيم الإرهابي، بقائمة جديدة في رسالة صوتية أخرى بعنوان "إلى مصر الكنانة السلمية دين من؟" أعلن فيها استهداف رجال الشرطة ووضعهم على قائمة الاغتيالات بسبب ما أدعاه بشأن معاملته لفتيات الإخوان، كما قام بالتحريض على الرئيس عبد الفتاح السيسي وأعضاء حكومته بالكامل وإعلانه استهدافهم أيضا.
قائمة الـ100 شخصية
وكشفت الأجهزة الأمنية عن قائمة اغتيالات للتنظيمات الإرهابية، تضم 100 شخصية سياسية، وإعلامية، ودينية وفنية، ضمن مخطط واسع لاغتيالهم على يد خلية من تابعيها، في طول البلاد وعرضها.
وتضمنت القائمة جميع تفاصيل العملية، وأسماء الشخصيات المقرر اغتيالها، بالكامل، وأسماء ذويهم وأبنائهم، ومقرات إقامتهم، داخل القاهرة وخارجها، وأماكن عملهم، بالإضافة إلى صورهم، حتى يتعرف عليهم أعضاء الخلية، حتى لا يحدث خطأ فى الاغتيالات.
وشملت القائمة تعريفًا كاملًا بالمطلوبين، واعتبرتهم أشد خطرًا على الإسلام والمسلمين، حسب الوثيقة، بالإضافة إلى أن عمليات التفجير يجب أن تشمل مقار الصحف الخاصة والمستقلة والحزبية، ومنها "الوطن، والمصرى اليوم، واليوم السابع، والتحرير، والفجر، والشروق، والصباح"، فضلًا عن القنوات الفضائية، خصوصًا الموجودة فى مدينة الإنتاج الإعلامي، مع محاولة معرفة مصادر تمويلها، من أجل قتل أصحابها، وتجفيف المنابع.
وشددت الوثيقة على ضرورة إنجاز الاغتيالات بكفاءة "قتالية ونارية" عالية، باستخدام السيارات المفخخة، على مداخل الصحف، والفضائيات المستهدفة، أو عن طريق إطلاق صواريخ بعيدة المدى، من سيارات متحركة، كتلك التى يستخدمها المجاهدون فى سيناء، خلال عملياتهم "المباركة" بحسب وصف الوثيقة.
وكان من بين الشخصيات الإعلامية التى ذكرتها الوثيقة، ورصدتهم الخلية، هم "مجدي الجلاد، وأسرته، إبراهيم عيسى، وأسرته، عادل حمودة، وأسرته، ومن أبرز الشخصيات السياسية، الدكتور محمد البرادعي، حمدين صباحي، ومن الشخصيات العسكرية؛ المشير محمد حسين طنطاوي، الرئيس عبدالفتاح السيسي، الفريق سامي عنان، ومن الشخصيات الدينية الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر 2- الأنبا باخوميوس، قائم مقام البابا "وقت كتابة الوثيقة"، الدكتور على جمعة، مفتي الديار المصرية، ومن رجال الأعمال نجيب ساويرس، محمد أبوالعينين".
أهالي سيناء
كما شملت قائمة اغتيالات "داعش" أهالي سيناء، حيث أصدر التنظيم الإرهابي أكثر من إصدار مرئي أكد فيه استهدافه لعدد من شيوخ القبائل بسبب تعاونهم مع الجيش المصري، محذرًا كل سيناوي من هذا الأمر ومهددا إياه بالذبح، كما تم ذبح أكثر من مواطن سيناوي بهذه الحجة وبحجج أخرى كالتعاون مع الموساد الإسرائيلي.
شعبان عبد الرحيم وسما المصري
ومن القائمة التي أثارت جدلًا واسعًا، هي التي ضمت المطرب الشعبي شعبان عبدالرحيم، بعد هجومه على خليفة "داعش" أبي بكر البغدادي، في أحد أغانيه ما جعل أحد المؤيدين لداعش يهدر دمه، وهذا ما تكرر مع الراقصة سما المصري.
هشام بركات
ومن العمليات التي نجحت الجماعة الإرهابية في تنفيذها، هي اغتيال المستشار هشام بركات النائب العام الراحل، وضمت قائمة الاغتيالات التى أعدتها جماعة الإخوان الإرهابية، استهداف عدد من المسئولين بالدولة، وممثلين بعض الدول والبعثات الدبلوماسية، نجحت الأجهزة الأمنية في ضبطها بحوزة عناصر لجان العمليات المتقدمة، المتهمين بالتورط في اغتيال النائب العام الراحل المستشار هشام بركات.
وجاء على رأس قائمة الاغتيالات اسم المستشار هشام بركات، النائب العام الراحل، يليه وزير الدفاع، واللواء أسامة الصغير، إبان توليه منصب مدير أمن القاهرة، وشيخ الأزهر، ووزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم، والمستشار محمد ناجي شحاتة، والمستشار شعبان الشامي، ومدير أمن الفيوم، واللواء فؤاد عبد الحليم مسئول التسليح بالقوات المسلحة، والإعلامي أحمد موسى، ووزير الشباب والرياضة.
وكشفت القائمة تخطيط عناصر الخلية لاغتيال السفير الإسرائيلي بالقاهرة، وتفجير فندقى سميراميس وفورسيزون، وسفارات روسيا، والإمارات، والولايات المتحدة الأمريكية، ومطار القاهرة الدولي، ومديرية أمن الشرقية.
قائمة عناصر الأمة الإسلامية
وتعد قائمة اغتيال عناصر الأمة الإسلامية، آخر القوائم التي أعلن عنها "داعش"، حيث دعا تنظيم داعش أنصاره إلى اغتيال أبرز علماء في الأمة الإسلامية؛ قائلين إنهم "شركاء في الحرب الصليبية ضد التنظيم".
وفي فيديو بعنوان "فقاتلوا أئمة الكفر"، قال التنظيم على لسان أحد عناصره إن "قتلهم (العلماء) أحب إلينا من قتل المباحث والمخابرات"، مضيفًا: "إننا الآن ننادي أولئك الذين حاولوا الهجرة إلى دار الإسلام ولم يستطيعوا، نقول لهم: حيث أنتم، اقتلوهم حيث ثقفتموهم".
ودعا التنظيم عناصره في جميع دول العالم إلى قتل العلماء، قائلا إنهم "حمير آذوا المجاهدين"، مضيفا: "شرهم لا ينتهي إلا بقتلهم، فاقتلوهم واكفونا شرهم، ولا تأخذكم بهم شفقة، فإنهم جنود أوفياء لدى التحالف الصليبي".
ومن أبرز الأسماء التي ذكرها التنظيم، إما بالإسم، أو بنشر صورهم: "عبد العزيز آل الشيخ، محمد العريفي، عائض القرني، سعد البريك، صالح المغامسي، سعد الشثري، ناصر العمر، عبد العزيز الفوزان، علي المالكي"، إضافةً إلى "يوسف القرضاوي، نبيل العوضي، أحمد الطيب، شيخ الأزهر، علي جمعة المفتي السابق، محمد بديع، محمد حسان، عمر عبد الكافي، محمد راتب النابلسي، أمجد قورشة، عدنان العرعور، علي الجفري، محمد المنجد".
كما نشر التنظيم صورا ومقاطع لدعاة وعلماء مسلمين في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، قائلا إنهم "حلفاء للصليبيين ويجب قتلهم"، ومن أبرزهم "الشيخ شادي السليمان، عمر سليمان، إسماعيل منك"، وغيرهم.