السير في مظاهرات احتجاجية ولافتات منددة وهتافات بالرفض وضرورة المحاسبة، بالطبع لن تكون هذه الصورة في مظاهرة نسائية تطالب بحقوق للمرأة، بل اتخذت المحتجات لهن طرق مختلفة، ما بين الرقص لإيصال رسالتهن للمسئولين والجرأة بالاحتجاج بالتعري أحيانا والتظاهر بالحلل والأواني المطبخية وكذلك بالأسلحة البيضاء والشوم، تعبيرًا عن رفضهن لسياسات وممارسات اتصفت بالعنصرية وسط غياب تام لحقوقها في عدد من البلدان ليست العربية فقط، بل الأجنبية أيضًا.
الاحتجاج بالحلل وأواني المطبخ
ومن أمريكا اللاتينية، حيث احتجاجات الطبقات الفقيرة إلى مصر، حيث شاركت عدد من السيدات فى وقفة احتجاجية أمام مجلس الوزراء بشارع قصر العيني، بأواني الطهي، اعتراضًا على تزوير الاستفتاء على مشروع الدستور "الإخوانى" وللمطالبة بمدنية الدولة، وقامت السيدات بالطرق على الحلل و”الصواني” و”الطاسات” و”الهون”، وللتأكيد على حق النساء في المشاركة السياسية، وأن دورهن لا يقتصر على طبخ الطعام.
واستخدم هذا الأسلوب سابقا في الاحتجاج الصامت على الفقر والجوع فقد انطلقت فى أنحاء مصر وخاصة بالعاصمة تظاهرات الأوانى النحاسية في عهد الرئيس السابق حسنى مبارك، عندما تظاهر عمال شركة "أمونيستو"، لهروب مالك مصنعهم بقروض بنكية وأغلقت البنوك المصنع، وتظاهروا صامتين أمام مجلس الشورى، حاملين الحلل وأوانى الطعام الفارغة وقاموا بالطرق عليها بصورة هيستيرية، ما تسبب فى ضوضاء عالية حتى هدد أعضاء مجلس الشورى بتعليق العمل حتى تحل أزمة العمال.
تظاهرات بالأسلحة ضد التحرش
وفي فبراير عام 2013، انطلقت مسيرة نسائية حاشدة من أمام مسجد السيدة زينب متجهة إلى ميدان التحرير، حمل فيها عدد من النساء الشوم والأسلحة البيضاء تنديدًا بالتحرش رافعات شعار "من حقنا.. الشارع لنا". وجاءت المسيرة ردا على التحرش الجنسي والاعتداء على ناشطات سياسيات عشية يوم 25 يناير 2013.
المكياج ضد العنف
وفي ديسمبر من العام قبل الماضي، تظاهر عدد من الفتيات أمام سلم نقابة الصحفيين، بالقاهرة، واضعات مكياج رمزي دلالة على العنف على وجوههن، وكانت الوقفة من أجل رفض العنف الواقع على النساء في مصر ولسن تشريعات وقوانين تحمي المرأة.
الاحتجاج بالرقص
في فبراير من عام 2013، تظاهرت اللبنانيات مستخدمات الرقص للتعبير عن آرائهم، حيث قامت مجموعة منهن بالتجمع أمام منزل رئيس البرلمان نبيه بري، ورقصن لإيصال رسالتهن بضرورة إقرار قانون يحمي النساء من العنف الأسري واختارت المتظاهرات منزل رئيس البرلمان لأنه دعا في كلمته الافتتاحية للمجلس النيابي المنتخب عام 2009 إلى حماية المرأة من العنف وتعديل القوانين التمييزية ضدها.
ولاقت التظاهرات آنذاك إقبالا جماهيريًا كبيرا ليس من النساء وحدهم بل من الرجال والأطفال الداعمين للمطالب كما انضم إليهم مجموعة من العاملات في المنازل منا لأجنبيات لكونهن يتعرضن لعنف من قبل أصحاب العمل، وطالبت المشاركات، بإدراج مشروع قانون حماية المرأة من العنف الأسري وجرائم الشرف على جدول أعمال اللجان في مجلس النواب اللبناني، وحمل المتظاهرون لافتات وشعارات طالبت بتحريك مشروع القانون والتصديق عليه.
وفي يناير من العام نفسه تظاهرت طالبات أكاديمية الرقص الوطني بإيطاليا، بتقديمهن عروضا راقصة أمام مبني البانتيوم في روما بإيطاليا، وفي المناسبة ذاتها عبّرت الراقصات عن احتجاجاتهن ضد الميزانية التي قررتها وزارة التربية في مجال التعليم وطالبن بتحسين ظروف دراستهن وذلك عبر تأدية عدة رقصات ورفع لافتات المطالب.
التعري من أجل الحقوق
ربما لم تغب عن الأذهان الناشطة المصرية علياء المهدي التي اندفعت تصور نفسها عارية وكاتبة على جسدها عبارات احتجاجية مثل "الشريعة ليست دستورا"، المهدي والمنتمية إلى منظمة "فيمن" النسوية ينتهجون التعري من أجل الاحتجاج والذي لم يكن وليد هذه الأيام إذ يعود تاريخ الاحتجاج بالتعري إلى فترة ما قبل العصور الوسطى، وأول من بدءته هي الليدي غوديفا (1040 - 1070) عندما ركبت صهوة حصانها عارية في مدينة كوفنتري البريطانية وذلك من أجل إقناع زوجها حاكم المدينة بتخفيض الضرائب على سكان المدينة.
كما استخدمت هذا الأسلوب الأوكرانيات، فعندما قامت بعض السيدات في السعودية بمحاولة قيادة السيارة وقبض عليهن ذهبت ثلاث فتيات أوكرانيات أمام السفارة السعودية في بلدهن، وقمن بتعرية صدروهن احتجاجًا وأوكرانية أخرى تعرت في مطار بيروت لمنعها من التدخين وقيدت للتحقيق.
كما وقفت وفتيات أوكرانيات عاريات الصدور أمام سفارة الهند احتجاجًا على منع الأوكرانيات من الذهاب إلى الهند لمنع الدعارة، كما تعروا أمام السفارة المصرية في استوكهولم رفضًا للدستور المصري، إبان حكم الرئيس المعزول محمد مرسي.