دعا الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الإثنين، في كلمته أمام معهد السلام الدولي في العاصمة البحرينية المنامة، دول الخليج العربي، إلى لعب دور أكبر في سورية، والمشاركة في تدريب جيش سوري وطني يتولى حماية المدنيين، إضافة إلى إقامة مناطق آمنة في سوريا، ومناطق حظر طيران.
ورأى أردوغان، أنه من الأفضل لسورية "إقامة مناطق آمنة للمدنيين"، مؤكدًا دعوة تركيا مبكرًا إلى إقامة "مناطق آمنة يحظر فيها الطيران" قبل عامين. كما أكد عرض تركيا "تدريب جيش سوري وطني يتولى مهمة حماية المدنيين"، كما تقوم تركيا اليوم بتدريب "الجيش الحر" في شمال سوريا.
وكان قد بدأ الرئيس التركي، أمس، جولة خليجية، تشمل، إضافة إلى مملكة البحرين، قطر والسعودية، التي من المقرر أن يزور عاصمتها الرياض اليوم للقاء العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.
وعلق قياديين في الجيش السوري الحر، عن سعي تركي لتشكيل ما أسمها "الجيش الوطني"، أن تشكيل الجيش سيكون من أبناء الثورة السورية، مشيرين في سلسلة تغريدات على "تويتر"، الاثنين، إلى أن الخطوات الأولى في تشكيل الجيش الوطني السوري بدأت، مؤكدين أن هذا يتم بدعم كامل من الإخوة الأتراك لإلغاء الحالة الفصائلية.
وتابعت قيادات الجيس السوري، أن الذي يشارك بشكل فعال في عملية درع الفرات، المدعومة من تركيا، يجب أن يلتحق بالجيش الوطني، مضيفة "هذا لمن أراد بناء سوريا المستقبل وسوريا الثورة".
وأوضح محللون سوريون، أن نواة الجيش الوطني سوف تكون من النخب والكفاءات، كما أكده الصحفي التركي يوسف عيسى، الذي قال إن الجيش سيقوده قادة خبراء متعلمون، كما دعا آخرون جميع الدول العربية وليس دولة وحيدة بعينها، بأن تتقاسم الدعم فيما بينهم بالمساعدات العسكرية وغيرها من أجل تكوين "الجيش الوطني الحر" ومواجهة المرحلة المقبلة.
فيما عدد من المعارضون السوريون، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يسعى من خلال إقامة ما يسمى بـ"الجيش الوطني الحر" إلى، لتأمين حدود بلاد الجنوبية مع سوريا حتى ولو كان الأمر على حساب الشعب السوري نفسه، فأردوغان يعتبر نفسه مهتمًا بحل الخلافات الموجودة في سوريا، ولكنه يسعى لخلق كيان مسلح موازٍ ومناوئ للجيش العربي السوري في مخطط خبيث من جانبه، لضمان استمرار النزاع والضغط على الرئيس السوري بشار الأسد.
ويقول الخبير العسكري والاستراتيجي السوري، العميد تركي الحسن، أن تصريحات الرئيس التركي، رجب أردوغان، بشأن إقامة منطقة عازلة في شمال سوريا، وإقامة جيش وطني، بأنها ليست بالجديدة وكان يعول عليها منذ خمسة أعوام، إلا أن الجديد حاليا هو تزامن تلك التصريحات مع التحرك التركي نحو مدينة "الباب" السورية.
وأضاف الحسن خلال، تصريحات تليفزيونية، أن الأهداف التركية تظهر شيئا فشيئًا، فبعد أن كانت تعلن أنها تدخلت في سوريا لمحاربة إرهاب "داعش" والإرهاب الكردي، مؤكدا أن الهدف الذي ظهر هو إقامة منطقة عازلة التي طالما حلم بها الرئيس التركي منذ أكثر من 5 سنوات ويحاول أن يجر أصدقاءه من حلف شمال الأطلسي لهذه المهمة.
وأوضح الحسن، أن تسليح الجيش الوطني، في حال تكوينه لن يخرج عن تركيا وأمريكا، نظرا للمصالح المشتركة في حماية حدودهما، لافتا إلى أن أن القوات التركية ستدخل الأرض السورية وهي قوات غازية، وبعد أن تواجه "داعش" ستصطدم بالأكراد، وقد يصل الأمر إلى أن تصطدم بالقوات السورية.
وفي سياق متصل، يقول الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، إن مزاعم أردوغان بـإقامة "جيش وطني حر" في سوريا، يحمل في مضمونه محاولات القيادة التركية لحماية حدودها فقط، كما أن اتجاهات أردوغان بدأت تتمحور بشكل جديد تجاه المصالح الأمريكية بعد موقف تركيا الحرج وغير المفهوم مع روسيا.
وتابع "نافعة"، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن طلب الرئيس التركي، بتنظيم جيش سوري وطني، بدلًا من الجيش الحر، كان مطلبًا سوريًا يهدف إلى إقامة الجيش الوطني لمصلحة السوريين وليس غير ذلك، إلا أن نوايا أردوغان لا تمت للمصالح السورية بأي صلة، مشيرا، إلى أن الأيام المقبلة ستشهد تطورا في مطالبات أردوغان تجاه القضية السورية.
ومن جانبه، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إنه في حالة تكوين "الجيش الوطني الحر" ستشارك فيه جماعات من الجيس السوري الحر المنشق عن الجيش النظامي، نظرا لمشاركته السابقة القوات التركية، في اقتحام مدينة الباب ودعمت الجيش السوري الحر بـ 25 دبابة وحوالي 60 ناقلة جند.
وتابع فهمي، أن تركيا ستقوم بتسليح الجيش في حالة تكوينه، متوقعا دعوة الدول العربية في المشاركة بتسليح الجيش الوطني، مؤكدا أن مهام الجيش هو محاربة الإرهاب الداخلي في سوريا، وفرض حالة من الهدوء والاستقرار داخل الأراضي السورية، مشيرا إلى أن قوات المعارضة السورية تعارض انشاء الجيش الوطني الحر، نظرا لخلافاتها مع الرئيس التركي.