"قمة الحكومات" توصي بوضع "التعليم المبكر" ضمن أولويات الدول‎

ارشيفية
كتب : وكالات

اتفقت مجموعة من الخبراء، خلال أعمال القمة العالمية للحكومات 2017 المنعقدة حاليا بدبي، أن التعليم المبكر الذي يغير وجه التعليم بوضعه الحالي والذي يعمل على تحفيز المهارات لدى الطلبة وتشجيعهم على متابعة العلم لمراحل متقدمة تؤهلهم للواقع الوظيفي المعاصر المتطلب، هو شرط لازم وأساسي يجب أن يدرج على أجندة الحكومات.

وشملت قائمة المتحدثين الذين شاركوا في جلسة "دور الحكومات في بناء نظام تعليمي معاصر" كلًا من كريستا كيورو وزيرة التربية السابقة في فنلندا ومحمد ذنيبات وزير التربية والتعليم السابق في الأردن وصفا الكوجالي، قائد قطاع منطقة الكاريبي وهايتي في برنامج البنك الدولي للتنمية البشرية، والمدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة جوانغ جو كيم، والبروفيسور في جامعة شنغهاي مينوكسان زهانج.

وسلط المتحدثون الثلاثة الضوء على أهمية تعاون الحكومات مع القطاع الخاص من أجل دعم التعليم، بحيث تبقى الحكومة الداعم الرئيسي للتعليم في بلدها، وذلك من خلال تشجيعها كافة القطاعات في الدولة على المشاركة من أجل صياغة بيئة تعليمية شاملة تضمن التعليم للجميع، ولكافة المناطق.

وقالت صفا الكوجالي: "يشكل التعليم أمرًا أساسيًا للبنك الدولي حيث أننا نعمل مع الحكومات من أجل النهضة في هذا الإطار، ونحن نشجع على أن تلعب الحكومات دورًا كبيرًا في بناء أسس التعليم وذلك من خلال العمل مع المؤسسات والهيئات الخاصة بحيث لا تبقى الحكومة هي الوكيل الحصري للتعليم ولكنها الداعم الأساسي والمنظم له".

وأضافت: "يشهد التعليم في العالم العربي عراقيل كثيرة، أهمها تتعلق بعدم وجود استقرار أمني في الكثير من هذه الدول، تدني مستوى التعليم في المناطق النائية بالمقارنة مع المدن، والفرق الهائل بين مستوى التعليم في المدارس الخاصة والحكومية، حيث يقدم تعليم ذو جودة عالية في القطاع الخاص، وهذا ما يجعلنا ندعو الحكومات في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى العمل بشكل أكبر لتحسين جودة المناهج، وجعل التعليم متاح للجميع، وأهمها الاستثمار في التعليم المبكر."

بدوره أكد محمد ذنيبات وزير التربية والتعليم السابق بالأردن، أهمية التعليم المبكر، مشددًا على ضرورة الحصول هذه البلدان على الأمن والسلام كشرط أساسي، حيث قال: "معظم البلدان العربية تنفق 13% فقط من ميزانيتها العامة على التعليم، ولهذا نستطيع أن نرى الأزمة الحقيقة التي يواجهها هذا القطاع في منطقتنا. نعمل في الأردن على الترحيب بكافة المبادرات من القطاع الخاص، وهذا التعاون أثمر بتطوير مناهجنا، كما طورنا امتحانًا تأهيليًا يقيس أهلية المدرسين على البدء بالتعليم وهذا ما رفع حسن نظامنا التعليمي 15 نقطة على المقياس التعليمي العالمي. ومن منطلق فهمنا لضرورة التعليم للجميع بغض النظر عن جنسهم أو دينهم، وفي خضم تدفق اللاجئين على الأردن في السنوات الأخيرة فتحنا مدارسنا للأطفال السوريين حيث استقبلنا 117 ألف طالب يتم الإنفاق عليهم من الحكومة الأردنية".

وفي إطار حديثها عن نجاح التجربة الفنلندية في المدارس ذكرت كريستا كيورو وزيرة التربية السابقة أن أساس هذا النجاح هو دخول الأطفال في النظام التعليمي في سن مبكر بحيث يختبرون تعليمًا لا يشبه ما اعتدنا عليه في الأنظمة التعليمية التقليدية، بل هو نظام معتمد على التعلم من خلال اللعب والمشاركة وتحفيز المهارات، حيث أثبت هذا النظام أن الأطفال الذين يبدأون الدراسة منذ سن صغيرة يظهرون قابلية على الإنجاز والرغبة في استكمال دراستهم لمراحل متقدمة.

وقالت كريستا: "يجب على المدارس اليوم أن تعمل على بناء الثقة في الأطفال وتشجيعهم على ممارسة مواهبهم، كما من المهم أن تقدم تعليمًا معاصرًا يهيئهم للحياة الواقعية. وبناء مثل هذا النظام التعليمي يعتمد بشكل أساسي على المدرسين فلا يمكن استكماله إلا بمنح تأهيل شامل لهؤلاء الأفراد الذين يمثلون العناصر الأساسية".

وبدوره أكد المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة جوانغ جو كيم أن الهدف الأساسي للتعليم لا يتمحور فقط على إعداد الأفراد للحصول على الوظائف، بل يجب أن يتم التأسيس لجانب أكثر أهمية وتأثيرًا على المجتمعات بأكمله، وهي تعليم القيم كاحترام التنوع وحقوق الإنسان والعطاء.

في نفس الإطار، أشار البروفيسور في جامعة شنغهاي مينوكسان زهانج إلى أنه لا يهم امتلاكنا للمعرفة إذا لم يمكن باستطاعنا التواصل مع الآخرين مشيرًا إلى التجربة الصينية في تطوير التعليم قائلًا: "استطعنا أن نحقق نجاحًا مميزًا في نظامنا التعليم، وقد بدئنا بالاهتمام بشكل أكبر للتعليم في المناطق النائية، إلى جانب خلق برامج تأهيلية للمدرسين من ضمنها تبادل دولي للاستفادة من الخبرات والممارسات الدولية في هذا القطاع".

يذكر أن القمة العالمية للحكومات استقطبت أكثر من 4000 شخصية وطنية وإقليمية وعالمية من أكثر من 138 دولة، ما يعكس المكانة البارزة للقمة على المستوى الإقليمي والدولي والاهتمام الكبير من الحكومات والمنظمات العالمية وهيئات القطاعين العام والخاص وصنّاع القرار ورواد الأعمال والأكاديميين وطلبة الجامعات والمبتكرين.

وتستضيف القمة التي تختتم أعمالها مساء اليوم في دبي 150 متحدثًا في 114 جلسة لتسليط الضوء على أكثر تحديات العالم الملحة واستعراض أفضل الممارسات والحلول العصرية للتعامل معها.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً