في اختصار مفيد يوضح ظاهرة جديدة بدأت في الانتشار، يقول ميشائيل جرونفالد، إن "الألوان المضيئة أصبحت من الاتجاهات الحديثة في الفن"، وجرونفالد فنان متخصص في استخدام الضوء الاصطناعي كوسيلة للتعبير ويبلغ من العمر 47 عاما، ويقيم بولاية براندنبرج الكائنة بشمال شرقي ألمانيا.
وأصبحت شركته مسؤولة حرفيا عن المعالم البصرية البارزة التي تزين الفعاليات ومهرجانات موسيقى الروك واحتفالات المدن في جميع أنحاء ألمانيا، ويعمل معه 30 من "الأشخاص المفعمين بالتوهج".
وفي بلدة بارشيم التي تبعد عن شمال غربي برلين بمسافة 150 كيلومترا، أصبحت هناك "منارة" تبرز نشاط وتجارة الإنارة بالأضواء المشرقة الواسعة النطاق تتمثل في سوق الإضاءة والديكور (لودا)، وهي اختصار ألماني لعبارة "ضوء في الظلام"، وتسبح هذه البلدة الصغيرة خلال فترة السوق في صخب من الضوء.
وعروض الضوء الاحتفالية تتطلب أكثر من 600 مصباح ضوئي بالإضافة إلى 12 كيلومترا من الكابلات الكهربائية.
وفي آخر عرض مماثل للإضاءة الاحتفالية تم تنظيمه في كانون أولديسمبر الماضي، تم تزيين 30 مبنى وميدانا بشكل فني ثم إضاءتها لاستخراج أفضل التأثيرات البصرية.
واستغرقت عملية تشييد العرض أسبوعا كاملا وأسبوعا آخر لإزالته في وقت لاحق، وهذا النوع من التشييد الضخم صنع من المنسوجات والزجاج والمعادن والمنارات واستخدمت فيه شبكة إليكترونية ومصابيح وأشعة الليزر وحزم الإشعاع ومصابيح اللد التي توفر الطاقة الكهربائية، ويقول المؤسس المشارك ماتياس دين إن العملية تستحق الجهد المبذول فيها " ويضيف "إننا نجعل العالم أكثر بهجة".
ويعمل المؤسسون الثلاثة داخل حظيرة بقرية دومزيل حولوها إلى ورشة للتصميم، وتجربة أفكار جديدة للإضاءة والتأثيرات الخاصة.
ويؤكد جرونفالد أن الضوء الأبيض التقليدي الناصع ليس هدفهم، ويقول "الهدف هو خلق جو بكل شيء متاح لك، والمهم هو الجانب الفني".
ولا تستهدف تنويعة الألوان المباني فقط، ولكن يمكن تطبيقها في الطبيعة على الأشجار والأدغال وحافات الغابات، ويمكن "طلاء" الواجهات وتعويم الطرق والميادين في جدول من الضوء، ويراود جرونفالد حلم واحد وهو أن يسمح له ذات يوم بتنفيذ عرض ضوئي على المباني التاريخية بألمانيا.
ووسط التأثيرات الرائعة في مثل هذه العروض الضوئية، يقول العلماء أن ثمة تأثيرات مفيدة على البشر للإضاءة العصرية الحديثة بالمدن والمناطق السكنية.
وتم إتاحة منهج للدراسات العليا في مجال "تصميم الإضاءة المعمارية" بكلية فيسمار بمدينة فيسمار الكائنة على ساحل بحر البلطيق، حيث يتم إجراء الأبحاث حول تكنولوجيات الإضاءة المستقبلية.
ويعد هذا هو المنهج الدراسي الوحيد من نوعه في ألمانيا، ويتفق مصممو الضوء في كلية فيسمار على أن مصابيح اللد تمثل طفرة كمية، مما يسمح بالإنارة الثنائية بحيث يمكن توجيه الألوان والكثافة باستخدام الكمبيوتر.
ووفقا لما تقوله بريتا هولزمان من جمعية تكنولوجيا الضوء الألمانية ببرلين فإن نظاما متطورا من الإضاءة الخارجية، يعد مهما لتحسين الحالة النفسية للأشخاص في الأيام التي تكون مظلمة من العام.
وتضيف "التسوق بالمدن مع الإضاءة أصبح اتجاها عالميا، ومن السهل جذب الانتباه عن طريق الضوء".
غير أن هذا لا يعني أنه يجب أن يكون كل شيئا مبهرا في الإضاءة، والشيء الرئيسي يتمثل في إمكان إضاءة مدينة وشوارعها الجانبية وميادينها وأيضا بلدة ما أثناء الليل لإعطائها مزيدا من الحيوية وجعلها أكثر جاذبية" كما تقول هولزمان، حتى على الرغم من أن ذلك يمكن أن يكلف مزيدا من الأموال، وتضيف قائلة "الأمان يأتي في المقدمة قبل توفير الكهرباء".