قال المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، في افتتاحه لجلسة برنامج تحديث مصر2021 – تطوير وتحديث قطاع البترول والغاز، بمؤتمر مصر الدولى للبترول ( ايجبس 2017)، اليوم، أبدأ بالحديث عن قطاع البترول، فخلال العامين الماضيين قمنا بالكثير من الاصلاحات بالتوازى مع ماتم من اصلاحات اكبر من جانب الحكومة سواء كان اصلاح مالى أو اقتصادى. ومنذ شهرين شغل تفكيرى كيف يبدو قطاع البترول فى ضوء برنامج الاصلاح والتزام الحكومة خلال السنوات القادمة . من هنا نشأت فكرة التطوير أو التحديث وهى ليست مجرد كلمة بل انها اشمل من ذلك فهى تعنى الكفاءة والحوكمة والشفافية وبين كل هذا وهناك خطوات لابد من اتخاذها وباسلوب علمى وعلى الوجه الامثل وهو مشروع قطاع البترول والغاز الاستراتيجى . ولضمان نجاح المشروع قمنا بالاستعانة باستشارى عالمى وبدانا فى وضع تصوراتنا ورؤيتنا للوصول الى اهدافنا بحلول عام 2021 .
أضاف الوزير، وعندما نتحدث عن الاصلاح والتزام الحكومة نحو اصلاح منظومة الدعم وتحرير سعر الصرف والاصلاح الضريبى ، تم اصدار قوانين جديدة وعلى الاخص قانون تنظيم سوق الغاز وهذه الخطوات اتاحت لنا الفرصة لوضع تصوراتنا والرؤية للهدف الذى نسعى لتحقيقه وذلك بدعم من شركائنا فى قطاع البترول والغاز وبالفعل توصلنا لرؤية ، ولم نفكر فى هذا بصورة مستقلة بل شاركنا قيادات من الشركات العالمية فى قطاعات الاستكشاف والانتاج التكرير والتسويق والتوزيع ، كذلك قيادات فى الهيئة والقوابض . والاهم من ذلك اننا اجتمعنا مع الشباب والقيادات من كافة المناصب وخرجنا جميعا برؤية تضعنا فى النهاية بين مصاف الشركات العالمية الكبرى ( اينى ، بى بى ، شل ...) فنحن نسعى ان يصبح قطاع البترول مثل هذه الشركات الكبرى حيث يتركز دور الوزارة على وضع السياسات والمتابعة فقط بينما يركز القطاع بشركاته على انشطتة الرئيسية من استكشاف وانتاج وتكرير مع وجود جهاز مستقل لتنظيم سوق الغاز .
ومن منطلق رؤية قطاع البترول لقيادة رحلة التحديث فى مصر سوف نستمر بحلول عام 2021، فى كشف واستغلال كافة الامكانات التى يتمتع بها قطاع البترول باعتباره المحرك الاساسى للنمو الاقتصادى والتنمية المستدامة فى مصر لتحقيق عائد مالى ، وان يصبح مركزا اقليميا رائدا للبترول والغاز ، وان يعد نموذجا يحتذى به فى مستقبل مصر الحديثة ، وذلك من خلال الحفاظ على القيم الجوهرية للقطاع ( السلامة ، الابتكار، الالتزام باخلاق المهنة ، الشفافية والكفاءة ).
وأشار لأهم التحديات التى واجهتنا مثلما يحدث فى أى مكان هى مقاومة التغيير والمشروع هام ويحتاج ان يغيرالقطاع كله من قطاعات بحث واستكشاف وانتاج وتكرير وهو ليس امرا سهلا لانه قطاع ضخم ويضم شركات مشتركة واستثمارية وقوابض وشركات قطاع عام ومن اجل انجاح المشروع يجب ضمهم جميعا بقياداتهم فى المنظومة. وهو ما حدث بالفعل وقمنا بانجاز ذلك بنحو 99% . والجانب الايجابى لهذا التحدى هم الشباب الذين يملؤهم حماسة هائلة وبلغ عددهم الان 150 فرداً فى فرق مختلفة وفق البرامج وهم يسعون للمشاركة فى البرنامج وكلهم امل بان هناك مايستحق فى اخر الطريق وهو لصالح القطاع ، خلق قيادات جديدة وشابة . خلال زياراتى للشركات القابضة للتواصل مع الشباب وجدت حماسة وديناميكية الاداء فيهم وقدرتهم على الاستماع والسؤال حول امكانية الانضمام للفريق. نحو 60% من الشعب المصرى اقل من 40 سنة ويحتاجون الى حافز لهم وان يكونوا جزءا من حلمهم ، لاول مرة يضعون رؤية بايديهم معا وهم يسعون لرفع مكانة بلدهم والاهتمام بنموذج التغيير فى الحكومة وهو نموذج يحتذى به فى اجراء التغيير فى مستقبل مصر . وكل ذلك يتم من خلال اسلوب علمى بالاستعانة باستشارى عالمى وبخطة موضوعة وقمنا باطلاق المشروع الذى سيحدد ملامح القطاع فى المستقبل ، ان المشروع يتلخص فى نقطة هامة هو كيفية انجاز العمل وطريقة التفكير .
الأستاذ أسامة مبارز وكيل وزارة البترول لشئون المكتب الفنى:
بعد التوصل للرؤية ، قمنا بتحديد المبادرات او البرامج التى سننطلق للعمل منها ، وهم 6 برامج :
-جذب الاستثمارات : خاصة فى مجال الاستكشاف والانتاج فهناك تحديات تواجهنا فى مجال الاتفاقيات والاجراءات التى تتم لتنفيذ الاتفاقية وذلك من خلال مراجعة نماذج الاتفاقيات الحالية والنماذج الاخرى على مستوى العالم ، لذا يركز البرنامج على تحقيق المرونة فى مجال الاتفاقيات .
-تنمية قطاع الاستكشاف والانتاج : من خلال الاستمرار فى زيادة الانتاج لتلبية احتياجات السوق المحلى ودعم خطط تنمية الحقول والاكتشافات وتحقيق مكاسب سريعة خلال فترة تمتد من 3-6 شهور .
- إعادة هيكلة القطاع : لتحقيق التكامل بين الانشطة البترولية من خلال الفصل بين السياسات والاختصاصات حيث تستمر الوزارة فى وضع السياسات والموافقة عليها على ان تتولى الشركات متابعة المشروعات .
-تطوير قطاع التكرير والبتروكيماويات: بهدف تحقيق مكاسب سريعة وتعظيم القيمة المضافة للمعامل والتسهيلات وتحسين اداء المستودعات وعمليات التوزيع .
-رفع كفاءة وتحسين الكودار البشرية: بهدف وضع قاعدة بيانات للعاملين بالقطاع للمساعدة على التخطيط المستقبلى لقيادات القطاع ودفع الشباب ورفع اداء الموارد البشرية باعتبارها ثروة لا بد من استغلالها جيدا.
- تحويل مصر الى مركز اقليمى للطاقة : من خلال استغلال البنية التحتية واصول مصر من معامل ومصانع اسالة وتسهيلات لتصبح مورد وناقل للطاقة الى كافة الدول فى المنطقة.
وهناك نقطة هامة تلخص المشروع انه رحلة طموح وتحدى ويجب علينا ان نقوم بها وانا واثق من نجاح الفريق لاننا عندما نواجه مشكلة نحلها معا وانا واثق ان المستقبل سيكون افضل لنا.
من جانبه قال مهندس جاسر حنطر رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة شل مصر، أولا هذا البرنامج مهم جدا وتوقيته مناسب وكلكم تعلمون ان شل تعمل فى مصر منذ عقود طويلة وشهدت تحولات كثيرة فى مصر ومن وجهة نظرى ان التطور يخلق مناخ من الشفافية ويؤدى الى اتخاذ القرارات بصورة ناجحة للطرفين واننا كشركاء فى الصناعة سعداء ومتفائلين بنجاح هذا المشروع الذى سيعمل على تحويل الصناعة ويجذب الاستثمارات الكافية لتحقيق الاكتفاء الذاتى من الانتاج ، ولا شك ان هناك دوما المتشككون والواثقون فى النجاح لهذا البرنامج ونحن ندعم الوزارة فى هذا البرنامج ونتطلع الى رؤية المكاسب السريعة من هذا المشروع.
إن هذا المشروع جيد والدول الاخرى لها رؤية فى تنفيذه ويجب علينا ان نتفهم انه رحلة طويلة وتحتاج الى مثابرة فالامر لم ينتهى بمجرد وضع البرنامج ، فهو ليس الهدف .. الهدف هو اجراء التغيير والمحافظة عليه، ويجب اشراك الشركاء فى الحوار ونقل التجارب والخبرة، ووضع آلية تنفيذ .. لانها هى التى ستحل المشاكل والعقبات التى ستنشأ وليس البرنامج .
أضاف رئيس شل، أمرا آخر، لابد من تطبيق البرنامج على الشركات المشتركة ايضا لانه سيؤثر بدوره على زيادة الانتاج . هو برنامج طموح ويحقق مكاسب سريعة وعلينا ان نحفز الافراد على انجاح هذا المشروع فالقيادة هى من تقود التغيير .
وأخيرا أصف المشروع بأنه حيوى واساسى وبداية للتغيير من اجل تحويل مصر لمركز اقليمى للطاقة .
وقال "أشيش كانو" المسئول عن برنامج التنمية المستدامة بالبنك الدولى: إان قطاع البترول والغاز احد القطاعات الهامة لاستقرار مصر وخلال الثلاث سنوات القادمة سيحصل على استثمارات كبيرة تحتاجها مصر لتوفير العملة الصعبة.
مصر تريد العمل جيدا على تسويق مواردها وفرصها الاستثمارية والحكومة تدرك تماما ان توافر الموارد يأتى بشكل اساسى من قطاع البترول والغاز وانا ارى ان مصر تسير على الطريق السليم لان هذا البرنامج يسير بخطى جيدة والـ 6 برامج ستحقق نجاح فى القريب العاجل، فهناك 150 فرداً مستعدون ومتحمسون ومتحفزون بشكل رائع لحل كل المشاكل.
ان هذا البرنامج يحاول ان يربط كل المستويات وان يكون هناك وسيلة ربط بين كل اطراف الصناعة. واود ان اشكر الفريق لانهم يحاولون الوصول لكل اطراف الصناعة. فلاول مرة نرى الوزير شخصيا يذهب للناس للشرح والتوضيح وتقوم الوزارة بتوزيع نشره حول المشروع لتوضيحه ونشره وهذا شىء حيوى للغاية وهام لاى تحول. كما ان الوضوح فى الرؤية والمرونة فى التنفيذ من الاشياء الهامة جدا فى تنفيذ اى برنامج. كما ان دعم المهندس شريف اسماعيل رئيس الوزراء والرئيس السيسى فى ظل النمو الاقتصادى الذى تشهده مصر احد اهم العوامل الداعمه للمشروع. المشكلة التى رأيتها فى 6 دول عملت بها انهم يتحدثون كثيرا ولا ينفذون ولكن من الجدير بالذكر والرائع بالفعل ان مصر تقوم بالتنفيذ فعلا.
وقال أسامة السعدواى مدير عام البحوث والتنمية بشركة مهارات الزيت والغاز، نحن متحمسون للغاية لهذا المشروع، امس كان حلما والآن أصبح حقيقة واقعة ونحن نهتم بالجزء المهم فى اى منظومة وهى الافراد حيث انهم هم الدافع الرئيسى لاى تغيير ويجب أن نتأكد أن لدينا تغيير حقيقى. ان الاشخاص هم الدافع وراء التحديث وهناك 6 برامج فى منظومة التحديث والبرنامج السادس الخاص بنا يتضمن 6 محاور تدور كلها حول العامل البشرى وتطويره وجذب المهارات وتمكين الهيئات والشركات العامة وتحسين الهيكل الادارى وتنمية الموارد البشرية.
ونحن نحاول ربط المزيد من العاملين ببرنامج التطوير والتحديث والحفاظ على رؤية الوزارة.