"إكرام الميت دفنه".. جملة كثيرًا ما تسمعها في الشارع المصري وبالأخص في أنحاء الصعيد، بالإضافة إلى أن الأعمال الدرامية أبرزتها في مسلسلات المتعلقة بصعيد البلاد، هذا الأمر قديبدو مخاص بالمصريين وبعض الدول الأخرى، إلل أن هناك دول خرجت عن المألوف في هذه المسألة.
المتفق عليه أو المتعارف بين الجميع هو "الدفن"، مع اختلاف طرق الدفن، إلا أن الشائع «كفن» و«تابوت»، وكلاهما وسائل مباحة وتتبعها الأديان السماوية المعروفة، بعض النظر عن الحرق أو الأكل أو ما يشبه ذلك من طرق جديدة بالنسبة لبعض البلاد في دفن موتاهم.
ويرصد "أهل مصر" أغرب طرق تكريم الميت في مختلف بلدان العالم:
وليمة بشرية
الأكثر غرابة على الإطلاق، فهو ما يحدث بالكاميرون في بعض الجزر الاستوائية، فهناك بعض القبائل تتخلص من موتاها عن طريق أكلهم، بدافع الحب والاحترام، فعندما يكبر الجد أو الأب ويدب الوهن في جسده ويشرف على الموت، يجتمع أهل القرية والأصدقاء المقربين في بيته، في انتظار موت صديقهم، على أن لا يشارك في أكله أهله المباشرين.
"الرمي للحيوانات"
وحيث جزيرة بالي، التي تعيش فيها قبيلة وثنية تمارس طريقة غريبة في التخلص من الموتى، فبدلًا من الدفن أو الحرق، ويلبس الميت أجمل ثيابه، ويجلس في الغابة مستندًا بظهره لجذع شجرة، لتتكفل الحيوانات المفترسة بالتهام لحمه وجلده، وتكون الديدان أتمت عملها ونظفت العظام، وبعدها يتم ربط الهيكل العظمي إلى الشجرة نفسها، ليظل في هذا الوضع إلى الأبد.
فيما نجد أغرب عادات التخلص من الموتى في التبت، حيث يقطع الرهبان البوذيون جثة الميت قطعا صغيرة، ثم يتركونها في العراء لتلتهمها النسور والطيور الأخرى، لتحلق بها في السماء، ويعتقد التبتيون أنه خلال لحظات النزاع تترك الروح الجسد، لذا يصبح الجسد مجرد وعاء، وبالتالي انتفاع الطيور به مهم.
تحويل الميت لـ"مومياء"
فيما يقوم قبيلة البابو، بتحويل الميت إلى مومياء، معتقدين أن هذا شرف كبير يعبر عن الاحترام للأجداد، وأن المومياء تحرسهم وتحميهم، حيث يظنون أن أرواح الأجداد تحوم حولهم إلى الأبد، لذلك فهم يقدمون أي زوار يأتون إليهم إلى هذه المومياوات كما لو كانت حية، باعتبارها المسؤولة عن الحماية في المكان.
النحت في سولاوسي
وأما جزيرة سولاوسي الإندوليسية، فتختلف في طريقة الدفن، حيث تتبع قبيلة ""توراجدا"،طريقة النحت وهي كالتالي، يأتون نحات لينحت تمثالًا واقفًا، هذا التمثال يأخذ شكل الميت، ويوقفون مراسم الدفن واضعين التمثال فوق المقبرة الصخرية والتي لا يدفن فيها إلا بعد 10 سنوات، لأن أسرته ستظل تجمع المال طوال هذه الفترة لأداء واجب العزاء ومراسم الدفن، بجانب ضرورة ذبح الخنازير وتوزيعها على القرية في يوم دفن الميت.
ميت يحضر مناسبات عائلته
في ظاهرة هي الأغرب على مستوى العالم حضور ميت حفل زفاف، أو احتفالات، حيث يستخرج الشعب "المارنيا" في مدغشقرن جثث الأجداد والآباء والأقارب المتوفين، بين شهري يونيو وسبتمبر، لإعادة تزيينهم وتغيير الأكفان بأخرى جديدة، وبفضلون تأجيل كل مناسباتهم لهذه المدة، لأن هذه المدة يكون الميت وسط أهله، ليدفن الميت 9 أشهر، ويقضي 3 أشهر الباقية وسط أهله وأسرته.
تحويل الميت لألماظ
وعرضت مؤسسة سويسرا لدفن المتوفى على أهالي الميت أن يحرقوه، ويأخدوا الرماد ويسخنوه حتى درجة حرارة تزيد عن ألفي درجة مئوية، ويعرضونها لضعط عالٍ جدا، ليحصلوا في النهاية على "ماسة"، ليحصل جسده في هذه الحالة على "الخلود".
وما خفي كان أعظم، وما زال سلسال الأحداث المفزعة لقلوب الجميع مستمرة، فبعض هؤلاء الذين يقومون بهذه الطرق "موضات الموت"، يتمسكون بعادات الأجداد، يحددون بأنفسهم هذا المصير الذي يخشاه الكثيرون.