كشفت صحيفة يدعوت أحرنوت الإسرائيلية بنسختها الإنجليزية عن عودة مخطط إسرائيل لإقامة دولة فلسطينية بسيناء المصرية، زعمًا منها أن هذا الحل الوحيد لتمهيد الطريق للسلام.
ويبدو أن الكيان "الصهيو-أمريكي" حرف مقترح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمحاولة عودة فكرة مشروع توطين لاجئي قطاع غزة في سيناء.
ووفقًا للصحيفة فقد أقترح الرئيس عبد الفتاح السيسي خطة على الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، تشمل تسليم منطقة في سيناء مساحتها 1600 كيلومتر مربع إلى السلطة الفلسطينية، وربطها بقطاع غزة وتشمل سهل ساحلي طوله عدة كيلومترات.
وتقضي خطة السيسي نقل لاجئين فلسطينيين من مخيمات اللاجئين في لبنان وسورية إلى هذه المنطقة في سيناء.
وبحسب الصحيفة فإن "الدولة الفلسطينية" في سيناء ستكون منزوعة السلاح، وذلك على ما يبدو استجابة لأحد شروط رئيس الحكومة "الإسرائيلية" بنيامين نتنياهو.
وفي ما يتعلق بالضفة الغربية، فإن خطة السيسي تقضي بحصول المدن الفلسطينية في الضفة على "حكم ذاتي"، وفي المقابل يتنازل الفلسطينيون عن مطالبة "إسرائيل "بالانسحاب إلى حدود العام 1967 وعن حق العودة للاجئين.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الفكرة برزت في الفترة ما بين 1951 و1953، حينها استطاعت إسرائيل لعقد اتفاق بين مصر ووكالة الغوث لتشغيل اللاجئين، وكان هذا الاتفاق يقضي بإقامة مشاريع في مساحة 250 ألف فدان بسيناء.
وأكدت الصحيفة فشل هذا الاتفاق بعد الضغط الشعبي المصري وكذا الفلسطيني إلى تراجع مصر عن تنفيذ الاتفاق، إذ أصدرت بيانًا عام 1953، تراجعت فيه عن الاتفاق مع الوكالة الأممية، مُعتبرةً أن المشروع الناتج عن الاتفاق غير ذي جدوى.
1-مكاسب مصر
وقالت الصحيفة أن مكاسب التى ستحصل عليها مصر، بحسب المشروع "الصهيو-أمريكى"، فهى التنازل عن أراضٍ غير مأهولة قليلة الأهمية من الناحية الاستراتيجية، مقابل أراضٍ لها أهمية استراتيجية كبيرة، وكذلك ممر برى إلى الأردن، وطريق أسهل للحجيج للوصول إلى مكة، علاوة على فوائد تجارية مثل مد خط أنابيب نفط وتنشيط التجارة، وتوفير التمويل الدولى للاقتصاد المصرى، وكذلك تسريع وتيرة مفاوضات إتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، والحفاظ على المساعدات العسكرية الأمريكية.
2-المكاسب الفلسطينية
وأوضحت الصحيفة أن المكاسب الفلسطينية هي ضم أراضٍ ذات أهمية استراتيجية ومنطقة ساحلية، مقابل التنازل عن المطالبات بالأحقية فى أراضٍ ذات كثافة سكانية إسرائيلية عالية، وأيضًا تخفيف الضغط السكانى عن غزة، إضافة إلى عدد من الفوائد الاقتصادية مثل بناء ميناء فى عمق البحر، وتنشيط الصادرات والواردات وإقامة خط أنابيب النفط، وكذلك إقامة محطات كهرباء ومنشآت تحلية المياه ومطار دولى وعدد من المدن الجديدة وتنشيط السياحة وصيد الأسماك.
3-لغز المخطط الإسرائيلي
أشارت الصحيفة إلى مقولة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحق رابين: "أتمنى أن أستيقظ يومًا فأجد غزة وقد ابتلعها البحر"، وهذا يلخص فكرة اقتطاع مساحات كافية من سيناء، لتكون وطنًا بديلًا للغزاوية، أو بإضافتها إلى قطاع غزة لتصبح مع مساحة القطاع كيانًا فلسطينيًا آخر، بعيدًا عن حدود 1967.
لذلك وفقًا للصحيفة فإن الحروب الدورية التي تخوضها إسرائيل ضد قطاع غزة، تستهدف بشكل أو بآخر التعجيل بتنفيذ خططها الخاصة بالوطن البديل، عبر جعل الحياة غير محتملة بالنسبة لسكان القطاع، للانتقال إلى سيناء لتصبح المنطقة التي سيطلق عليها "غزة الكبرى"، منطقة حُكمٍ ذاتي، تخضع في النهاية لحكم السلطة الوطنية.
4-تحطيم آمال الكيان الصهيوني
وقالت الصحيفة أن كلا الشعبين المصري والفلسطيني، سيمثلان عقبة أمام تنفيذ خطة الوطن البديل، وعليه فمن الصعب أن يأخذ الكيان الإسرائيلي ما يريده.
وأشارت الصحيفة إلى أن مقترح السيسي لم يكن مؤكدًا حتي الآن وأن فكرة الاستيطان ليست إلا تسريبات من الطرف الإسرائيلي فقط لجس النبض المصري والفلسطيني، هدفها في النهاية قذف الكرة في الملعب الفلسطيني والمصري.
في السياق ذاته، نفى رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، تبني إسرائيل فكرة إقامة دولة فلسطين على أرض سيناء، قائلًا: إن هذه الفكرة لم تطرح ولم تبحث بأى شكل من الأشكال ولا أساس لها، متابعًا: "إسرائيل تعتبر مصر طرفًا مهما فى تعزيز الأمن والاستقرار فى المنطقة".