من أخطر ملفات المخابرات.. قصة الصحفي منير عيسى الذي عمل جاسوسًا خلال حرب أكتوبر

صورة تعبيرية

تناول كتاب "المخابرات العامة المصرية – إطلالة تاريخيه علي بعض صفحات النضال الوطني 1953 – 1973" الصادر حديثا، من تأليف اللواء الدكتور عادل شاهين وكيل جهاز المخابرات العامة – الطبعه الثانية 2017، قصة الجاسوس منير محمد عبدالغني عيسى، أحد أخطر الجواسيس الذين زرعتهم إسرائيل في مصر.

وتناول الموقع الرسمي "للمجوعة 73 مؤرخين" قصته مردفا أن ملفات المخابرات العامة المصرية أشارت أنه في الفترة من عام 1968، نجحت المخابرات الاسرائيلية – الموساد – في أن يجند مصور صحفي دائم السفر إلى الخارج لمراسلة عدد من الصحف والمجلات الاجنبية لامدادها بالاخبار والمعلومات الصحفية عن منطقه الشرق الاوسط وخاصة مصر.

ووقع المصور الصحفي في شباك المخابرات الاسرائيلية في بدايات عام 1968 خلال تواجده في روما، حيث تمكنت فتاة تعمل مع المخابرات الاسرائيلية في التعرف عليه خلال تواجدة بأحد الملاهي الليلية، وأصطحبته لمسكنها في أحد ضواحي روما، وقضي معها ثلاث أيام تمكنت هي خلالها من الحصول علي تفاصيل معلومات عن حياتة في مصر.وكان همها أنه كان يواجه اضطهادا من رئيسة في أحد الصحف المصرية آنذاك، مما دفعه للعمل كمراسل صحفي متجول.

وفي أحد الأيام قامت بتقديمه الي صديق لها يدعي "دري مان" - هكذا قالت له – خلال ارتيادهما لأحد المقاهي في روما، وكانت هذه المقابلة التي كانت تبدو مصادفة، والتي اتضح بعدها أنها كانت مرتبة من قبل بمعرفة الموساد.

وقدمت له صديقها دري مان علي أنه صحفي كبير في أحد المجلات الايطالية المهتمة بالنشاط السياسي ومناطق التوتر وخاصه أسرائيل وجيرانها العرب وخاصة مصر، وهي المنطقه المرشحة لحروب دائمة ومستمرة.

وهكذا تم تسليم الصحفي المصري المتجول الي شخصية أخري تعمل في الحقل الصحفي كما قيل له وقتها.

استمرت علاقة منير عبد الغني بهذا الصحفي الايطالي والذي تقابل معة عدة مرات، عرف منه أنه في أمكانة كصحفي من التعرف علي الانشطه الاقتصادية والسياسية في مصر وخاصه منطقه قناه السويس، والتي كانت تعاني في تلك الفترة من كساد أقتصادي بسبب معارك حرب الاستنزاف المستمرة، وتهجير السكان الي مدن الدلتا وتوقف جميع الانشطه الاقتصادية بها.

وفي أحد اللقاءات فاتحه الصحفي الايطالي – دري مان – بأن له صديق يعمل في منظمة عالمية لمتابعة أثار الحروب التي تنعكس علي المدنيين وأنه يمكن أن يقوم بأجراء التعارف بينهم، وأن في ذلك ميزه في العمل والتعاون بينهم وبمقابل ثابت شهريا، وعلي الفور رحب منير وتم الاتفاق علي موعد ومكان اللقاء القادم.

وكان اللقاء في مقهي جروسو بميدان أسبانيا وهي من أكبر مقاهي روما، حيث تم التعرف بينهما بواسطة الصحفي الايطالي دري مان – والذي أنسحب من اللقاء علي الفور بعد التعارف.

دار حديث طويل بين منير وبين الشخصية الجديده التي تعرف عليها في المقهي، وتطرق الحديث عن المشاكل التي تواجهها مصر في هذه الفتره بعد هزيمه يونيو 67 وخاصه أثار تلك الهزيمة في كل المجالات وكيف كانت تلك الاثار ثقيلة ومدمرة بل ومحطمه لكل نفوس المصريين.

وفي نهاية اللقاء كانت هذه الشخصية الجديدة التي حسبما أدعت تعمل في منظمة عالمية لمتابعة آثار الحروب في الشرق الاوسط وخاصة بين مصر واسرائيل، كشف عن وجهة الحقيقي أنه ضابط بالموساد الاسرائيلي وأنة يدعي أسحاق رامينا وأنه سيدفع لمنير مرتب شهري قدرة 300 دولار، وسيمنحة مكافأه مميزة علي الأعمال الجيدة التي سيقدمها.

وافق منير والذي كانت شخصيته تنطوي علي الخسة والغدر وخيانة بلاده، حسبما أتضح من المعلومات التي تم الحصول عليها في نطاق أسرته وفي نطاق عمله، قبل أن يتحول الي مراسل متجول، لذلك وافق منير علي عرض ضابط المخابرات الاسرائيلي أسحاق رامينا.

وطبقا لملف العملية، فقد تم تدريب منير علي وسيلة الاتصال السرية بينهما وكانت في الواقع وسيلة مناسبة طبقا لمجال عمل منير، فلكونه صحفيا متجولا فقد تم أختيار وسيلة لا تحتوي علي وسيلة تراسل سري من الوسائل المطروقة في العمل السري في هذه الفترة بل وسيلة مناسبة له فقد ٌكلف بأن يلتقط الصور التي يٌطلب منه تصويرها ثم يضع الافلام المصورة دون تحميض في مظروف معتم مخصوص سلمته أياة المخابرات الأسرائيلية – الموساد – بحيث يحضر الي روما ويسلم المظروف المعتم وبه الافلام المصورة ويستلم مكانة مظروفا جديدا.

والواقع أن تلك الوسيلة الجديدة في التراسل تضمن أمن منير ففي حالة فتح المظروف وتعرضة للضوء فأن الافلام داخلة تفسد علي الفور، ومن ثم فهي تحمل في طياتها تأمين للجاسوس والذي لو تم القبض علية وتم فتح المظروف في أي ضوء فأن تلك الافلام ستفسد وتضيع أدلة أدانتة كجاسوس، وهكذا يستطيع أن يعاود العمل الكره تلو الكره دون أن يتم القبض عليه.

ونتيجه للمتابعة الدقيقة من المخابرات المصرية لمنير طوال فترة وجوده في مصر وخلال تنقلاته الدائمة والمستمرة وخاصه لمدن قناة السويس رصد تصويره لتنقلات القوات المسلحة وكذا قيامة بتصوير شركات المقاولات المدنية التي تقوم بأعمال تعلية الساتر الترابي للضفة الغربية لقناة السويس، وكذا تصوير بعض نقاط المراقبة الدائمة والمستمرة خاصه التي كانت تقع فوق الاشجار العالية أو التباب المرتفعه غرب القناة.

وتم تقييم ودراسة نشاط منير بواسطة المخابرات المصرية، وتقارير الرصد للمتابعة السرية لتحركاته في روما، تم رصد مقابلات منير مع شخص واحد كل مرة طوال رحلات سفرة، وتصويره في لقاءاته والتي أوضحت أنه في كل مرة يقوم بتسليم مظروفا بشكل معين الي هذا الشخص ويتسلم من ذات الشخص مظروفا أخرا بنفس الشكل.

ومن ثم توافر للمخابرات العامة المصرية ومن خلال تقارير المتابعه يقين بأهمية الحصول علي هذا المظروف كدليل أدانة، وهو ما تم بالفعل عندما صدر قرار ضبطة متلبسا بحيازة صور لمعدات وأسلحه وأنشطة أخري تجرب غرب قناة السويس استعدادا لحرب قريبة مع أسرائيل لتحرير سيناء المحتله أنذاك.

وهكذا قدم منير عبد الغني عيسي دليل أدانته بالتجسس واستحق الاعدام شنقا جزاء خيانتة لمصر وتخابرة مع الموساد الاسرائيلي في أحرج فترة في حياة مصر.

والقي القبض عليه في مطار القاهره الدولي وهو يستعد للصعود للطائرة المتجهه الي روما، حيث قام رجال المخابرات وفي حضور نيابه أمن الدولة بالقبض علية علي سلم الطائرة ظهر يوم 28 نوفمبر 1968 وكان المظروف المعتم أول شئ تم التحفظ عليه وقد صدر الحكم باعدامة 1969.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
وفاة والدة مي عز الدين بعد تدهور حالتها الصحية