بعد وصول ترامب.. فلسطين بين فكي رحى نتنياهو والرئيس الجديد

كتب : سها صلاح

بعد تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تبدو السلطة الوطنية الفلسطينية في وضع لا تُحسد عليه، فالحكومة الإسرائيلية المُشكلة من ائتلاف يميني متشدد برئاسة نتنياهو، لا تُضيّع وقتًا في استغلال وجود "ترامب" في منصبه، من أجل الاستيلاء علي ما تبقى من الأراضي الفلسطينية، وتدمير مبدأ "حل الدولتين"، الذي يفترض أن تقوم عملية السلام الحالية على أساسه.

وصول ترامب فتح شهية نتنياهو للاستيطان

وأشار موقع المصدر الإسرائيلي بنسخته الإنجليزية أنه بعد فوز ترامب شرعت الحكومة الإسرائيلية في منح أذونات واسعة للاستيطان في الضفة الغربية بما فيها القدس.

وقال الموقع يبدو أن وصول ترامب للسلطة، قد فتح شهية نتنياهو لتنفيذ مخططات الاستيطان، حيث تسعى إسرائيل حاليًا لضم مستوطنة "معاليه أدوميم" المقامة على أراضي الضفة لإسرائيل، وهو ما يعني التهام مساحات كبيرة من الضفة وفصل شمالها عن جنوبها، بالإضافة إلى فصل القدس عنها.

وتساءل الموقع عن الدور المصري والسعودي والروسي في أزمة فلسطين مشيرا إلى أنه سيكون هناك تجميد هادئ للمستوطنات، فيما عدا في القدس وربما الكتل الاستيطانية.

وسيتجسد الاختلاف بين الجانبين، الإسرائيلي والأمريكي، في المعادلة الآتية: ستضطر إسرائيل إلى بذل جهد لعدم إحراج الولايات المتحدة، وبالمقابل، لن تشجب الولايات المتحدة تصريحات البناء كما كان الحال أثناء حدوث عمليات في عهد أوباما.

وعند إعادة النظر، ندرك أنه إذا كان ترامب جديا فيما يتعلق بإنجاز "صفقة" بين الإسرائيليين والفلسطينيين، فسيكون الرئيس الوحيد منذ الرئيس بيل كلينتون، القادر على إقناع الرأي العام الإسرائيلي باتفاق كهذا.

موقف أبو مازن

ويضيف الموقع منذ انتخاب ترامب رئيسًا، يعيش أبو مازن والمقرّبون منه في حالة من الصدمة السياسيّة، فبعد أن اعتادوا على التذمّر من الإدارات الأمريكية الموالية لإسرائيل رغم التعاطف والمساعدة الاقتصادية اللذين حظيا بهما، فهم يعيشون في بيئة جديدة بالنسبة لهم.

إن البيئة "الترامبية" غريبة لهم تماما، إذ تقوم العلاقات معهم حتى الساعة بواسطة الدول العربية أو ‏وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وتابع الموقع من الواضح أن الجبهة الفلسطينية أمام إدارة أمريكية يرأسها شخص، يعلن وبشكل واضح موقفه الداعم للسياسات الإسرائيلية، وهو ما يجعل السلطة أمام خيارات سياسية ليست سهلة.

وأضاف الموقع أن على إسرائيل أن تواجه خيارات صعبة، أولها محكمة الجنايات الدولية، حيث تعتزم وزارة الخارجية الفلسطينية تقديم إحالة للمحكمة بشأن الاستيطان، كما أن خيار سحب الاعتراف الفلسطيني بدولة إسرائيل وارد في الحسبان.

موقف السعودية

وقال الموقع إن الموضوع الفلسطينيّ آخر ما يهم السعوديون في هذه الأيام فقد يجدون أنفسهم يتورطون في حديث ترامب عن "صفقة" بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، والتلميح إلى مشاركتهم في هذه الجهود رغم أنفهم.

فهم عالقون في حروب عديدة ضد إيران، وفي سوريا، وفي اليمن كما أن هناك حديث عن عقد قمة عربيّة شاملة قريبًا في واشنطن، لفتح صفحة جديدة بعد 8 سنوات صعبة في عهد أوباما.

روسيا

وأشار الموقع إلي أن ترامب غير متوقع كما هو معروف، في مجالات كثيرة ولكن يمكن أن نفترض أمرًا واحدًا مؤكدا بالنسبة له، وهو أن ترامب يرمي إلى التقارّب من بوتين، ولكن حليفَي بوتين هما إيران، وبشار الأسد.

لذا يمكن أن نفترض أن الاتّفاق مع إيران لن يُلغى كما يتمنى السعوديون، وأن ترامب سيكتفي بفرض العقوبات لتهدئة الصقور الجمهوريين في الكونغرس الأمريكي.

تراجع مصر

وقال الموقع في ظل الارتباك الإسرائيلي تأتي الضربة القاضية إذا تراجعت مصر عن مقترح إعطاء أهالي غزة جزء من سيناء بشرط نزع السلاح.

ويؤكد الموقع أن مصر في خيار صعب بين مواجهة الإرهاب حاليًا في سيناء مما يجعلها غير قابلة لدخول عناصر جدد لم تعرف هويتهم يمكن أن يثيروا عناصر إرهابية أكثر وبين أزمة فلسطين ومحاولة حلها.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
"البرلمان" يستأنف مناقشة قانونا لجوء الأجانب والإجراءات الجنائية اليوم