اعلان

من "توت عنخ آمون" إلي سلاطين دمشق.. قصة الـ"سيوف" أول سلاح فتاك

كتب : سها صلاح

تعد السيوف من أوائل الأسلحة التي صنعها الإنسان بغرض القتل على عكس الأسلحة التي سبقتها والتي كانت متعددة الاستخدام مثل الرمح والفأس.

فمع بداية العام 3500 قبل الميلاد، عرف الإنسان عن طريق الصدفة قدرته على صهر معدن النحاس وخلطه بمعدن الزرنيخ أو القصدير، ثم طرقه وتشكيله، وبذلك أصبح يملك أول سلاح قاتل، رغم أنه كان غير متقن.

وتعود أصول أقدم سيف إلى تلك الفترة من الزمن، علمًا بأنه عُثر عليه في تركيا، وبلغ طوله نحو 45 إلى 60 سم.

أما أقدم سيف ملكي عثر عليه في العالم، فيعود إلى ملك مصر توت عنخ آمون، وهو سيف مصنوع من البرونز على شكل المنجل، وكان يسمى "خوبيش".

1-الحديد

ما بين عامي 1500 و1200 قبل الميلاد، اكتُشف معدن جديد يتسم بالقوة والمتانة، وهو الحديد من قبل الحثيون أو "Hittites" الذين كانوا يعيشون في منطقة الآناضول، فاعتمدوا عليه في صناعة السيوف والخناجر بدلًا من البرونز.

2-الفولاذ

استطاع الإتروريون صناعة سبائك من الفولاذ، وهو عبارة عن حديد وكربون، فصنعوا سيوفًا ذات شفرات حادة قادرة على قطع الدروع.

3-من المعارك.. إلى مظاهر للإحتفال

ظلت السيوف جزءًا لا يتجزأ من أسلحة الجيوش في المعارك، خاصة مع ظهور الجيوش الكثيفة، إذ أصبحت صناعة السيوف أسهل من قبل، وأخذت أشكالًا وأسماء مختلفة خلال القرون الماضية، لتتناسب مع أساليب القتال ومع صاحبها.

لكن ظهور البارود، وما تبع ذلك من اختراع الأسلحة النارية، أدى لتراجع السيوف في الحروب تدريجيًا، حتى اختفت منها مع بدايات القرن العشرين، فأصبح وجودها مقتصرًا على الاحتفالات الرسمية، حيث يحملها القادة والعسكريون كرمز للقوة.

4-السيوف العربية

ولم تشهد صناعة السيوف أي تطور ملحوظ في الجزيرة العربية إلا مع ظهور الإسلام، حيث كان لها دور مهم في الفتوحات الإسلامية، والدفاع عن المسلمين من الأعداء.

لاحقًا اهتم الصُّناع المسلمون بصناعة السيوف، لما لها من مكانة عالية عند الحُكام والفرسان، فأخذت أشكالًا عديدة منها القصير والطويل، والثقيل والخفيف، والمستقيم والمقوس والعريض، والضيق والمدبب، فضلًا عن ابتكارهم طرقًا جديدة لطرقها وصناعتها وصقلها وزخرفتها في كافة البلدان الإسلامية، سواء في القاهرة أو بغداد أو الشام.

5-السيف الدمشقي

"تمتاز باﻟﺠﻭﺩﺓ، ﻭامتازت نصاﻟﻬﺎ بقطعها ﺍﻟﺠﻴﺩ، ﻭﻻ يمكن ﺃﻥ يوجد ﻟﻬﺎ مثيل ﻹﺭﻫﺎﻑ حدها ﻭﻟﻁﻑ فرندها، وبلغ لمعانها حدًا كبيرًا من إتقان ﺍﻟﺼﻨﻌﺔ، بحيث يمكن ﺃﻥ يتخذ الإنسان ﺍﻟﺴﻴﻑ الدمشقي مرآة لهندمة ثيابه"، هكذا قال ابن إسحاق الكندي في كتابه "رسالة في السيوف وأجناسها".

منذ أن عرفت دمشق صناعة السيوف، منحت تلك الصنعة سحرًا وسرًا خاصًا، ظلَّ محيرًا لعدة قرون، فالسيف الدمشقي ليس له مثيل في أي بلد بالعالم، ونال شهرته في القرن الثامن الميلادي، عندما قابل أهل الشام الحملات الصليبية بسيوف أكثر تقدمًا وأقوى وأحدّ من سيوفهم البدائية العريضة.

6-السلاطين والسيوف الدمشقية

من أشهر السيوف الدمشقية التي حملها الخلفاء والأمراء سيف عمر بن عبد العزيز، وسيف هشام بن عبد الملك، وسيف نجم الدين الأيوبي والد صلاح الدين الأيوبي، وسيف السلطان المنصور قلاوون، وسيف السلطان قانصوه الغوري.

وهكذا، كما كانت هذه السيوف معجزة في فترة استخدامها، ورغم انقراض صُناع السيوف الدمشقية، إلا أنها ما زالت معجزة وهي تزين المتاحف الإسلامية، لما فيها من أسرار لم تبُح بها حتى الآن، فهي صنعة لها أسرار تميزت بها دمشق دون كافة البلاد عبر العصور.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً