لا يراودنك الفرح والسعادة مرة ثانية إذا سمعت كلمة "خلبوص" تقال لك وتنتشي فرحًا وتظن أنه " مقطع السمكة وديلها" فتسير في الشارع كما الطاووس، فكلمة الخلبوص ليس معناها كما يجي في مخيلتك.
فى بداية القرن الـ 18 كان صبي "الغازية" شخص أجرودي بدون شعر في جسده وكان يرتدي مثلما ترتدي الغازية (الراقصة) ويضرب على الصاجات، ويقلد حركاتها بإبتذال، ويهرج ويغمز لأي أحد ويهمس بشكل إباحى ومستفز، ويهيئ الجو والقاعدة والمزاج، وفي الغالب كان له جملة شهيرة يرددها ليحمى الغازية من الحسد " 4 و1 عليكى يا أبلتى."
ذكره علماء الحملة الفرنسية، وقالوا عنه "الخلبوص مهرج يقوم بأوضاع بالغة الفحش وبحركات وقحة تواكب حركات الغازية.. بدأ ببدلة رقص من سنين طويلة وبعدها لبس الجلابية الضيقة، ومع الزمن والتطور واكب الموضة ولبس البدلة والكرفتة.. أشهر الخلابيص كان تركى واسمه عبد الله رقص 40 ليلة فى احتفالات أفراح أنجال الخديوى إسماعيل، وشهرته نافست الحامولى وألمظ وساكنة بك".
وأول ما فتحت دور السينما بعض الدور جلبوا "الخلابيص" ليروجوا للأفلام وقطعوا تذاكر على أساس أن لديهم موهبة فى الجذب، عرفناهم عبر الشاشة من خلال أفلام شفيقة ومتولى وسيد درويش والراقصة والسياسى وأظهر كل فيلم مرحلة زمنية معينة فى تطور الخلبوص.
وكان أشهر من أدى هذا الدور هم الفنانين فاروق فلوكس ومن أبرز أعمال فاروق فلوكس السينمائية: "حكاية في كلمتين، والراقصة والسياسي، وسفاح النساء، وبالوالدين إحسانًا، وضربة شمس" والزعيم عادل إمام جسد شخصية "صبي العالمة" في فيلم "سيد درويش" عام 1966، الذي قام ببطولته النجم الراحل كرم مطاوع والنجمة الراحلة هند رستم.
كما أدى الفنان نجاح الموجي دور "صبى العالمة" من خلال دور "قُرني" في فيلم شوارع من نار، وتظهر الشخصية الأنثوية في "قرنى" من خلال تحركاته، وتعاملاته، وصوته الناعم. كما أدى الفنان فؤاد خليل في فيلم "البيضة والحجر" إنتاج 1990، دور طروطة الكوافير النسائي الذي يأتي ل"أحمد زكي – الدجال" بالزبائن ويحكي له عن حياتهم ليساعده في نصبه، لكنه أيضًا أنثوي الكلام والحركات، يبدو أن ذلك من كثرة تعامله مع النساء، أو كما قال عندما سأله أحمد زكي "إيه اللي قالب حالك؟"، فأجابه "أصل أنا شقي".