انتشرت في الآونة الأخيرة جرائم التعذيب والقتل في الشوارع والحارات أمام أعين المواطنين وفي وضح النهار، دون أن يتدخل أحد للدفاع عن الضعيف ونصرة المظلوم، فالقتل والسحل أصبح أمرا طبيعيا يحدث دون اكتراث بل لا يهتم المواطنين إلا بالتصوير لعرض الجريمة على الرأى العام والسوشيال ميديا فهذه الظاهرة التي تحدث باستمرار تشير إلى تغير جذري في سلوك وأخلاق الشعب المصري التي اشتهر بها.
بين سيدة مسنة تم سحلها في الشرقية ثم قتلها بأكثر من 50 طعنة وشاب تم قتله في شوارع الإسكندرية في وضح النهار، وقتله أمام أعين الناس ومن بينهم أمه التي ماتت حسرة عليه، وآخر في الوادي الجديد الذي قتله البلطجية أمام أبيه، كلها جرائم تنذر بخطر مجتمعي كبير يصل إلى التطاول على حرمة المبيت.
تغير في سلوك الشعب المصري
ورأى الدكتور خالد رؤوف أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة، أن تلك الظاهرة تكشف تغير سلوك الشعب المصري للتطرف في التعامل مع بعضهم البعض، مؤكدا أن هناك غضب مكبوت داخل سلوكيات المواطنين ويظهر بشكل عنيف.
وأضاف رؤوف "أن هناك انفلات أخلافي عام في المجتمع ظهر خلال السنوات الماضية، مشيرًا إلى أن هناك العديد من تلك الحالات داخل مجتمعنا ولكن لا يتم تسليط الضوء عليها".
وتابع أستاذ علم النفس، "مجتمعنا مازال يعاني من الكبت الجنسي والذي يخرج على أشكال منها التطرف والعنف في السلوكيات وهو ما ظهر خلال تعرية السيدات في الشارع ".
وفي نفس السياق، قال الدكتور السيد عبدالعظيم أستاذ الطب النفسي بكلية الطب بجامعة القاهرة، إن الثلاثة حوادث التعرية التي شهدتها مصر خلال الأيام الماضية تعتبر حوادث فردية تحدث في أي دولة في العالم.
وأضاف عبدالعظيم في تصريح خاص لـ" أهل مصر"، حادثة تعرية السيدة القبطية تؤكد أن وراءها دافع سياسي لإشعال الفتنة الطائفية في مصر مرة أخرى، أما الحادثتين الأخرتين، هي فردية دون شك ".
وأكد أستاذ الطب النفسي، أن سلوكيات المجتمع المصري تحتاج إلى ضوابط أكثر، وخاصة بعد تكرار حوادث العنف في الشارع المصري.
أشهر الجرائم..عجوز الزقازي
كان أهالى منطقة عزبة الحريرى بمدينة الزقازيق في محافظة الشرقية قد عاشوا حالة من الرعب والذعر والهلع بعد قيام أسرة مسجلين خطر بالتربص لسيدة مسنة، تدعى "ف. ع.م" 57 سنة ربة منزل وتعريتها وتعذيبها وقتلها والتمثيل بجثتها بطريقة بشعة فى عرض الطريق العام، أمام الأهالى والمارة، الذين تجمعوا لرؤية المشهد، واكتفوا بالصراخ والعويل والهتاف المتكرر، "خلاص ماتت خلاص سيبوها"، ولم يجرؤ أحد منهم على التدخل لإنقاذها من يد هؤلاء الجبناء، الذين لم يرحموا توسلاتها، وظلوا يطعنونها بالأسلحة البيضاء، بصورة وحشية حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، ثم قاموا بوضعها على تروسيكل، وطافوا بها عارية فى أنحاء المنطقة، وذلك للثأر والانتقام من نجلها وزوجها، اللذين تشاجرا مع أشقاء المتهمين وقتل شقيقهم ويدعى "عرسة" مسجل خطر فى مشاجرة نشبت بينهم العام الماضى.
قتل شاب العريش في ميدان الفواخرية
ارتكب مسلحون مجهولون جريمة بشعة بمدينة العريش بشمال سيناء في مصر، حيث ذبحوا رجلا وابنه في ميدان الفواخرية أكبر ميادين المدينة، وعلى مرأى ومسمع من المواطنين بدعوى تعاونهما مع الجيش والشرطة.، وقالت مصادر قبلية وشهود عيان إن مسلحين مجهولين يستقلون سيارة ماركة فيرنا توقفوا في ميدان الفواخرية، وقاموا بإنزال رجل مقيد ومعصوب العينين أمام المواطنين الذين تجمعوا لمشاهدة هذا الموقف المأساوي وذبحوه بسكين حاد، وبعدها قاموا بإنزال ابنه الشاب وألقوه على الأرض وهو مقيد الأيدي أيضا وأطلقوا عليه وابلا من الرصاص فأردوه قتيلا وفروا بعدها هاربين.
شهيد موقف السيارات
وبنفس الطريقة قتل أيمن سعد عصيدة بمنطقة قسم الرمل الثانى بالإسكندرية، نتيجة مشادة مع القاتل كانت قد أشعلت الموقف فى أعقاب قيام القتيل بالذهاب للمنطقة التى يقطن بها القاتل وشقيقه ليشتبك مع والدهم ويتعدى عليه.
وما كان من القاتل الذى أحضر سكينًا إلا أن تربص بالمدعو أيمن مع شقيقه، وطلب من أخيه الإمساك به ليذبحه، وبالفعل نفذ المجرم فعلته وسط المئات بالمنطقة الذين آثروا أن يأخدوا موقف المتفرجين بدون أدنى رد فعل، ثم وقف القاتل فى انتظار الشرطة شاهرًا سلاحه وبيده سيجارة وسط الجموع مناديًا بصوت مرتفع "اللى عاوز يتقتل ييجي".
سيدة الكرم
تجريد وتعذيب وسحل هو ما تعرضت له سيدة مسنة تعدى عمرها السبعين عاما بقرية الكرم بأبو قرقاص محافظة المنيا، بدأت الأحداث المؤسفة بعد شائعة علاقة بين مسيحي ومسلمة، وتعرض المسيحي ويدعى أشرف عبده عطية للتهديد مما دفعه لترك القرية، بينما قام والد ووالدة المذكور بعمل محضر بمركز شرطة أبوقرقاص، يبلغان فيه بتلقيهما تهديدات، وبأنه من المتوقع أن تنفذ تلك التهديدات في اليوم التالي.
وبالفعل فإن مجموعة يقدر عددها بثلاثمائة شخص خرجوا ليلا يحملون أسلحة متنوعة وتعدوا على سبعة من منازل الأقباط، وقاموا بسلبها وتحطيم محتوياتها وإضرام النار في بعضها، وقاموا بتجريد سيدة مسيحية مسنة من ثيابها هاتفين ومشهرين بها أمام الحشد الكبير بالشارع.
وقالت السيدة المسنة التي تم تعريتها في الشارع، "حرقوا البيت ودخلوا جابونى من جوه، ورمونى قدام البيت وخلعونى هدومى زى ما ولدتنى أمى مخلوش حاجة حتى ملابسى الداخلية وأنا بصرخ وأبكى، وبعدين ربنا خلصنى من إيدهم، وناس خدونى جوه بيتهم أخدت جلبية قديمة ولبستها وبعدين، جات الناس تسأل علي فرد اهل لبيت وقالوا لهم مش موجوده ".