أحيانا يصل بنا التقليد الأعمى للمشاهير لحد الموت دون أن نشعر بأن ما نحب أن نصل إليه سيكون أكثر ما يذهب بحياتنا لطريق لا رجعة منه.
وبرغم أن النحافة الشديدة هي أمل كل الفتيات اللاتي يرغبن في العمل كعارضات أزياء أو مضيفات على خطوط الطيران المختلفة، إلا أن النحافة قد تؤدي إلى الموت بسبب اعتياد الحرمان من الطعام واتباع اسلوب الريجيم القاسي.
ويعد المرض القاتل الأول في الطب النفسي هو القهم العصبي، وهو يصيب فئة كبيرة خاصة الفتيات من عمر 13 وحتى 18 عاما، وهي المرحلة التي تهتم فيها الفتاة بتنحيف جسدها قدر المستطاع أملا في جسد يشبه عارضات الأزياء والفنانات والمطربات، وهذا المرض وصلت نسبة الوفيات بسببه إلى 20 بالمائة قبل اكتشاف عقاقير طبية لعلاجه، حيث كان يتسبب في وفاة فتاة من كل خمس في نيويورك على الأخص.
السبب الرئيسي لقناعة الفتاة بأن الجمال هو النحافة الشديدة بسبب ارتباط مقاييس الجمال بعارضات الأزياء، اللواتي يلبسن أجمل الثياب وأغلاها، وهو ما يجعل الفتاة في عمر صغير تنبهر بما تراه من تسليط الأضواء عليهن أينما كن، لذلك ترغب بأن تصبح مثلهنّ، وهنا يبدأ المرض فعليا حيث تحافظ الفتاة على نمط غذائي معين، يمنعها حتى من تناول حبة أرز واحدة في اليوم، ومراقبة السعرات الحرارية بشكل دائم في أي شيء تتناوله، حتى الرياضة التي تمارسها تكون غير اعتيادية، تصل لدرجة عدم جلوسها هادئة لبضعة دقائق، وتستمر في القفز بهدف حرق السعرات الحرارية، بالاضافة إلى تناولها أدوية مسبّبة للاستفراغ الدائم، وأحياناً لا تنتظر الدواء، بل تضع أصبعها في فمها لاستخراج ما أكلته من المعدة في صورة مرضية بشعة.
وأكدت سلوى الصالح استشارية التغذية والصحة الأسرية أن جسد الفتاة يبدأ بالتأقلم مع قلة الطعام، وحرق ذاته بدءاً من العضلات ثم ينتقل إلى القلب والكلى وتطور الأمر إلى التهابات في الجهاز التنفسي والرأس والبول، وكلها أمراض تقود إلى فشل أعضاء الجسم في أداء مهامها، وهو ما عانى منه كثير من المشاهير وخاصة نجمخات السينما اللاتي طللن لنجدهن كمن اصابها مرض عضال لا نجاة منه إلا بالموت.
وإذا وصل وزن الشخص إلى حد اللامعقول فإن السلطات الطبية تأمر بإدخالها قسراً إلى المستشفى حماية لها من الموت، ووصل الأمر في بعض الحالات إلى إدخال الطعام للمريضة عبر أنبوب يوضع في أنفها.
وعن أشهر من عانين من المرض كانت النجمة العالمية أنجلينا جولي، والتي امتنعت عن الطعام تماما بعد عدة زيارات لأماكن اللاجئين في انحاء العالم بعد إصابتها بحالة نفسية غريبة، وظهرت في شكل اعتقد كثير من المحللين للأمر أنها مريضة ولا تفصح عن ذلك، كما كان تعرضها سابقا للاصابة بسرطان الثدي سببا في تدعيم التكهنات.
والعلاج في رأي د.سلوى أن الاعتدال وعدم الانبهار بحياة المشاهير إلا بعد التقصي عن مدى سعادتهن بحياتهن مهم جدا، والتوجيه الأسري الدائم ومرافقة الصغار في افكارهم واسلوب حياتهم من الأهمية، كما أن الاتجاه للعلاج النفسي في الحالات التي تستدعي ذلك لا يقلل من شأن الشخص أو أسرته على الاطلاق.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
