كشفت تقارير صحفية نشرتها صحف أمريكية وبريطانية، اتجاه أمريكا لإقناع عدد كبير من الدول العربية، لإنشاء تحالف عربي إسرائيلي، في مواجهة "إيران"، نظرا للصراعات التي تشهدها أمريكا وبعض الدول في الفترة الماضية مع الدولة الإيرانية، مما يعطي دلالات واضحة حول معالم السياسة الأمريكية تجاه الشرق.
وأوضحت التقارير، أن التحالف العربي الإسرائيلي، سيتضمن الأردن ومصر اللتين تقيمان علاقات مع إسرائيل، كما أنه من الممكن أن تكون السعودية والإمارات ضمن هذا الحلف، لتبادل المعلومات الاستخباراتية مع إسرائيل بهدف مواجهةِ النفوذ الإيراني، إلا أن القضية الفلسطينية تظل العائق الوحيد أمام إقامة الحلف، نظرا لتمسك الدول العربية بضرورة تسوية القضية وحل الدولتين، الأمر الذي ترفضه إسرائيل والولايات المتحدة، في تأكيد منهما على أنه لا حل لدولة فلسطينية في المنطقة.
كما ذكرت التقارير، أنه ربما تلعب تركيا دورا في إقامة الحلف، نظرا لتقاربها الأخير مع السياسة الأمريكية، كما أن العلاقات التركية الإسرائيلية عادت إلى كانت عليه سابقا، إلى جانب أن تركيا ما زالت تستشعر الخطر الإيراني في العراق وسوريا، لا سيما أن القصية السورية لم تحل بعد، بالإضافة إلى مسألة تنظيم الدولة في الموصل، كل هذا يدفع تركيا لتقوم بدور هام وفعال في انجاز التحالف.
وفي سياق متصل علق عدد من الخبراء الدوليين على إمكانية إقامة التحالف، مؤكدين أن المخاوف الخليجية من النفوذ الإيراني في المنطقة، قد يكون دافعا نحو وجود حلف كهذا على الرغم من التوافق الإسرائيلي الأمريكي على عدم قيام دولة فلسطينية، إلا أن التقارب لن يكون علنيا على الأقل، مؤكدين أن السعودية وإسرائيل لم يسبق أن جمعتهما طاولة واحدة بشكل مكشوف أمام الملأ، إذ يعد هذا أمرا غير مسبوق.
وفي إطار متصل، يقول الخبير العسكري عادل سليمان، إن تأسيس حلف إسرائيلي عربي، للتصدي للنزاع والنفوذ الإيراني، هو ما أكدته الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي ترامب، والتي اقترحت إنشاء ناتو عربى، وتحدث عن هذا المشروع مايكل فالن مستشار ترامب للأمن القومي، الذى تمت إقالته مؤخرًا، والذي تسعى من خلاله الولايات المتحدة للدفاع عن السياسات الأمريكية وأن يكون موجهًا بالأساس إلى إيران.
وأكد سليمان، في تصريحات خاصة، أن إنشاء التحالف بصدد إحداث تطور ملحوظ في العلاقات الدولية، وربما يخلق صراعات عديدة، ربما بين دول التحالف نفسها، في حال تكوينه، نظرا لاختلاف الرؤى والأهداف، كما أن التحالف ربما يواجه تحالفا أخر، خاصة مع تقارب إيران مع بعض الدول، بعد زيارة الرئيس الإيراني "روحاني" لعُمان والكويت، لتقليل التوتر بين البلدين.
وتابع سليمان في تصريحات خاصة، لـ"أهل مصر"، أن مصر سترفض بالطبع الانضمام للتحالف، حتى لو وافقت عليه بعض دول الخليج، وإن اصطدم ذلك بالمصالح الأمريكية"، مشددًا على أن "الأولويات الوطنية لمصر، تتطلب عدم دخولها في أية تحالفات إقليمية تضغط عليها في قضايا بعينها، كما كان حالها في التحالف مع السعودية في حرب اليمن.
وأكد سليمان، على أن التحالف، وإن تم، لن يكون له تواجد بشكل أساسي في الصراعات في المنطقة، نظرا لتزاخم القضايا والشؤون الداخلية للبلاد المتوقع دخولها في التحالف، خصوصا مصر، لافتا إلى أن تكوينه ربما يشمل ثلاث مراحل، فالمرحلة الأولى ستركز على تكوين تحالف بين مصر والإمارات والأردن والكويت، على أن تتم إضافة دول من التعاون الخليجي إليه في المرحلة الثانية، بجانب من يرغب من دول المنطقة المغربية، ثم المرحلة الثالثة وتضم إسرائيل والدول العربية الأخرى.
ويرى الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، أن إنشاء تحالف إسرائيلي عربي يستحيل تكوينه في الوقت الحالي، رغم مساعي ترامب لتأسيسه، مؤكدا أن تأسيس تحالف عربي معادٍ لإيران سيؤدى إلى زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، مستكملًا " لن يجلب للمنطقة الاستقرار بل الفوضى والتوتر".
وتابع نافعة في تصريحات خاصة، أن مبادرة إنشاء تحالف عربى عسكرى فى المنطقة لم تكن من اختراع ترامب أو إدارته، فقد ظهرت تلك المبادرة عام 2015 على لسان الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث تم بالفعل الاتفاق من حيث المبدأ على إنشاء مثل هذا التحالف بين الأردن ومصر والكويت والسعودية والإمارات والبحرين.