بدأت القوات العراقية الأحد هجوما من المحور الجنوبي للموصل لاستعادة الجزء الغربي من المدينة، حيث تمكنت حتى الآن من تحرير خمس قرى في إطار المرحلة الجديدة من عملية عسكرية ضخمة بدأت قبل أربعة أشهر.
وتعد معركة استعادة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق وآخر معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في شمال العراق، أكبر عملية عسكرية تنفذها القوات العراقية منذ سنوات.
تمكنت قوات الشرطة الاتحادية الأحد من استعادة خمس قرى جنوب الموصل، يساعد موقع إحداها على جعل القوات العراقية قاب قوسين أو أدنى من مطار الموصل الذي يقع على الأطراف الجنوبية للمدينة.
وتخوض هذه القوات المواجهات بدعم من الجيش، وقوات الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية.
ولا تشارك قوات مكافحة الإرهاب، أبرز القوات العراقية التي تشارك في معركة الموصل، في الهجوم. ويتوقع ان تقوم بعملية اختراق للجانب الغربي خلال الأيام المقبلة.
أما قوات الحشد الشعبي، التي تضم فصائل شيعية مدعومة من إيران، تنتشر في مواقع على الجبهة الجنوبية الغربية من الموصل، وتفرض حصارا على معاقل الجهاديين في بلدة تلعفر (غرب الموصل)، وتمكنت من قطع خطوط إمداد الجهاديين بين الموصل وسوريا.
وتتواجد قوات متفرقة على الجانب الشرقي من الموصل الذي استعيدت السيطرة عليه الشهر الماضي، من دون أن يشهد هذا الجانب تواجدا لقوات البشمركة الكردية التي تتمركز في مواقع تمتد إلى شرق وشمال الموصل.
الهدف الرئيس للقوات العراقية خلال عملية غرب الموصل سيكون باتجاه المطار والقاعدة العسكرية القريبة منه.
وتسعى القوات العراقية إلى اختراق الجانب الغربي من الموصل حيث الكثافة السكانية العالية، من جهات عدة، تشمل استخدام جسور عائمة لعبور نهر دجلة من الجانب الشرقي.
وستكون معركة الجزء الغربي من المدينة أكثر صعوبة، حيث الشوارع الضيقة، وخصوصا في البلدة القديمة، كما أن الجهاديين متمركزون جيدا ويتطلعون إلى استخدام المدنيين كدروع بشرية.
وقامت قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، بتوجيه اكثر من عشرة الاف قذيفة ضد اهداف للجهاديين منذ انطلاق عملية الموصل في 17 أكتوبر، وتشارك قوات خاصة تابعة لها على الأرض، لتقديم المشورة للقوات العراقية.
لم يصل عدد النازحين من الموصل منذ بدء الهجوم على المدينة لطرد تنظيم الدولة الإسلامية منها، إلى الرقم الذي توقعته المنظمات الإنسانية. وبلغ عدد الفارين من المعارك نحو 200 ألف مدني، عاد 50 ألفا منهم إلى منازلهم، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
وحذرت المنظمات الإنسانية من تعرض سكان الجانب الغربي من الموصل، حيث يحتجز تنظيم الدولة الاسلامية نحو 750 ألف مدني، إلى ظروف معيشية قاسية ومن تدهور سريع للأوضاع يشكل مصدر قلق كبير.
وأشارت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق ليز غراند في وقت سابق الى "توقع نزوح 250 ألف شخص من الجانب الغربي للموصل".
والأحد نبهت منظمة "سيف ذا تشيلدرن" غير الحكومية البريطانية إلى ان نحو 350 ألف طفل عالقون في القسم الغربي من مدينة الموصل، داعية القوات العراقية وحلفاءها إلى "بذل كل ما بوسعهم لحمايتهم".