"تربيطات.. تحالفات.. تحركات" كانت وستظل تلك الكلمات هي العنوان الأنسب لانتخابات نقابة الصحفيين، بين الكتل الانتخابية، والتي يعلمها الجميع داخل أروقة النقابة، سواء كانت "الناصريين.. اليساريين.. الإخوان..الصعايدة".
"ضياء رشوان"، المرشح الذي أعلن قبل فتح باب الترشيح للانتخابات عزمه خوضه السباق، ولكن فؤجئ الصحفيون في اليوم الأخير "الثلاثاء الماضي"، ببيان طويل، يتهم فيه "عبدالمحسن سلامه ويحي قلاش"، منافسيه على منصب النقيب، بأنهم لا ينظرون لمصلحة الصحفيين، معلنآ عن عدوله عن الترشح.
وعلق "رشوان"، على قرار انسحابه قائلًا: إن السبب يعود إلى فشل كافة جهود التوافق على مرشح واحد، مشيرًا إلى أن الصراع الانتخابى على المقعد سيشبه معركة الرئيس المعزول محمد مرسى، والفريق أحمد شفيق، على مقعد رئاسة الجمهورية قبل الأخيرة.
أعلن "ضياء" أنه تواصل مع سلامة وقلاش عبر "مراسيل"، لشرح خطورة الموقف، ولكن بعد فشل تلك المفاوضات، أعلن انسحابه.
ويشترك كلآ من ضياء رشوان ويحيي قلاش بنفس التيار، ونفس الاتجاه، والمتمثل في كتلة"الناصريين"، والتي تعتبر الأقوي تأثيرًا، داخل أروقة النقابة، بالإضافة لتمتع رشوان بكتلة "الصعايدة"، نظرًا لانه من أبناء محافظة قنا.
"رشوان" خاض غمار سباق انتخابات نقابة الصحفيين على مقعد النقيب عام 2009، ضد نقيبها آنذاك مكرم محمد أحمد، وفاز بها "مكرم" بالتجديد، ليرشح نفسه مجددًا على المقعد في مارس 2013، والتي أسفرت عن فوزه بمنصب النقيب، بعد حصوله على 1280 صوتًا بنسبة 55%، مقابل 1015 صوتًا لمنافسه عبد المحسن سلامة مدير تحرير جريدة الأهرام، إلا أنه أعلن خوضه لدورة ثانية، امام يحيي قلاش، ليخسر بفارق تعدي 800صوت.
وتعود "رشوان" علي المناورة والذكاء السياسي والنقابي، لأنه ليس صحفيًا فقط، بل سياسي، فقد خاض انتخابات مجلس النواب عام 2010 على مقعد أرمنت بالأقصر، ولم ينجح فيها متهمًا الحزب الوطني بتزويرها.
كما ورث "رشوان" حب العمل السياسي من والده، يوسف رشوان، الذي كان نائبًا للبرلمان وعضوًا بالشورى بالتعيين عن الحزب الوطني، وكان أمينًا للحزب عن محافظة قنا لدورات عديدة.
حاول كثيرون مقربون من"قلاش_رشوان"، التوصل لاتفاق قبل الانتخابات يتضمن تناول إحداهما للأخر عن المنصب، لكن مساعيهم باءت بالفشل، مؤكدين أن "قلاش" يسعي لتكملة فترة ثانية، لأنه لم يحصل علي فرصته كامله، خاصة بعد قضية اتهامه بإيواء مطلوبين أمنيًا"عمرو بدر ومحمود السقا"، والقضية التي حكم بها بالسجن عامين وغرامة 10الآف جنية، لوقف التنفيذ، والتي تم حجزها بعد الاستئناف في 25 فبراير الجاري. بينما يسعي رشوان للثأر من قلاش بعد الفارق الكبير الذي وصل إلي 800صوت بينهما لأول مره في تاريخ انتخابات الصحفيين.
وفي السياق نفسه سعي بعض أنصار يحيي قلاش، التواصل مع ضياء رشوان سعيًا في مناصرته أمام منافسه عبد المحسن سلامه، بأعتبارهما نفس التيار، ودارت عدد من اللقاءات بين المقربين للطرفين، ولكنها لم تسفر عن شيئ، وظل رشوان لم يعطي ردًا لبعض أعضاء حملة "قلاش".
وعلي الجانب المقابل، سعي بعض المقربين، من عبدالمحسن سلامة، أعضاء حملته، الانتخابية، للتواصل مع رشوان، لحثه علي مناصرته بكتلتة الانتخابية، بأعتبارهما أبناء مؤسسة الأهرام، مطالبين بعودة منصب النقيب للمؤسسة العريقة، ولكن رشوان ناور بطبيعته، مؤكدًا أنه يدرس الأمر.
"رشوان"الذي يملك كتلة تصويتية لا يستهان بها، يسعي كلا المرشحين، لكسب وده، في مناصرته، ولكنه يدرس الموقف، ويعلن تكرارًا أنه لن يرشح أحد لمنصب النقيب، وسوف يأتي لانتخاب أعضاء مجلس النقابة فقط.
الانتخابات التي أصبحت تبتعد أيام قليلة عن أروقة النقابة، والتي تجري في 3مارس المقبل، لاختيار 6 من المرشحين، بالإضافة للنقيب، ستكون لها طابع خاص، خاصة في ظل الظروف الراهنة للمهنة، والعلاقة السيئة بين النقابة وكثير من مؤسسات الدولة.