باتت مؤشرات انهيار تنظيم داعش الإرهابى ظاهرة واضحة أمام الجميع، ولعل نتائج الحرب التي خاضها التنظيم مؤخرًا، والخسائر البشرية والمادية التى تعرض لها خلال الأوانة الأخيرة الدليل الأكبر على ذلك، ما يبشر بسقوط تنظيم أبو بكر البغدادي.
تصفية القيادات
مؤخًرا فقد التنظم مجموعة كبيرة من قياداته أثناء الحروب التي خاضها، على رأسهم وزير نفط التنظيم، وحيد السبعاوي، بالموصل، ومما لا شك فيه أن مقتل القائد دائمًا فى كل معركة يؤثر بالسلب على الجيش، بحسب القواعد والأعراف العسكرية..
وقُتل وزير مالية التنظيم، حاجى إمام، وأبو عمر الشيشاني، وزير الحرب في التنظيم، ومقتل عبدالرحمن القادولي، الرجل الثاني بالتنظيم، إضافة إلى مسؤول كبير اسمه عمر الشيشاني، أحد كبار القادة العسكريين، ووهيب الفهداوي، بالأنبار، وماهر البيلاوي، بالفلوجة.
فشل "داعش" أعلاميًا
كما يشهد التنظيم تراجع نوعي وكمي للمواد الإعلامية، وهو ما يعكس حالة التخبط التي يعيشها، فإن الجماعات المتطرفة عندما تكون فى ذروة قوتها وعنفوانها، يتضح ذلك فى المزيد من الإصدارات الإعلامية، حيث بلغ عدد الصور التى بثها منذ يونيو إلى سبتمبر 2015 نحو 3217 صورة فى سوريا، ونحو 3762 فى العراق، فى مقابل انخفاض ملحوظ فى الأشهر، ووصلت النسبة فى سوريا إلى 2500، بينما انخفضت فى العراق إلى 2700، وانخفضت الفيديوهات من 728 إلى 500.
تراجع التنظيم جغرافيا
من الناحية الجغرافية فقد تنظيم "داعش" الكثير من المناطق التي كان قد احتلّها سابقًا، منها 40 % في العراق، وحوالى النصف في سوريا، وسوف تتقلّص أكثر في الأشهر القليلة المقبلة، خصوصًا بعد تدمير موارده المهمة العسكرية والمالية والبشرية، كما تراجع عددٍ المواطنين الذين يعيشون في مناطق سيطرة داعش، من تسعة ملايين إلى أقل من ستة ملايين.
إعدام رجال التنظيم
ومع إعدام عددٍ كبير من رجال التنظيم، قام الكثيرون من عناصره بالهروب، وهو ما تجلى في الأخبار إعدام الكثيرين من عناصره، الفارين من المعارك في مواجهة القوات الأمنية العراقية في الكرمة بالفلوجة وسوريا وغيرها من بلاد العالم التي أفنت حياة عناصر التنظيم.
تراجع المبيعات
وعلى جانب آخر، تراجعت مبيعات النفط للتنظيم، ما اعتبر بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير، فالهجمات التي تم شنها على المنشآت النفطية الواقعة تحت سيطرته، إضافة الى استهداف القوافل النفطية، وحقول النفط والمصافى والحاويات، قلص إنتاج التنظيم من النفط لحوالى الثلث، فيما تراجعت عائدات التنظيم من صناعة النفط إلى 50% تقريبًا، بسبب تراجع الأسعار، وتقليص قدرته على تصنيع وبيع المنتجات المكررة مثل الجاز، وهو ما أثّر على التنظيم، الذي كان يعتمد عليه بشكل كبير ويستخدمه في معاركه بالعراق وسوريا.
المشاكل الداخلية
واستمرارًا للضغوط المالية التى يتعرض لها التنظيم، وقع صدام كبير بين كبار القادة، بسبب مزاعم الفساد وسوء الإدارة والسرقة، حيث أجبر نقص السيولة المالية على دفع نصف أجر لكثير من مجنديه السوريين والعراقيين.
ومن الأسباب الجوهرية أيضًا لتراجع التنظيم، ما يدور من حديث حول خلافات بين الأجانب من جهة والعناصر السورية والعراقية من جهة أخرى، وما يُحكى عن فرار عدد من عناصر التنظيم، وتورط آخرين باختلاسات مالية كبيرة.
وتستمر خلافات تنظيم داعش في ازدياد ملحوظ، ما يعطى مؤشرات كبيرة على اقتراب اللحظات الأخيرة في حياة التنظيم.