على الرغم من مرور ما يقرب من عامين على إعلان وزارة الاستثمار على عقد مؤتمر هام لتنمية الصعيد على خلفية مؤتمر شرم الشيخ في مارس 2015، وتم الإعلان عن الاتفاق على 92 مشروعًا، إلا أنه لم يتم تفعيل أي مشروع على أرض الواقع، ولم يتم تفعيل أيًا من تلك المشروعات على أرض الواقع، على الرغم من أهمية هذ المؤتمر في تطوير قرى الصعيد.
وفي عذا السياق، يرصد "أهل مصر" آراء بعض خبراء الاقتصاد حول أهمية هذا الموضوع، وإمكانية تطبيقه في ظل دمج وزارتي "التعاون الدولي والاستثمار" تحت قيادة الدكتورة سحر نصر.
تحسين الوضع الاقتصادي
ويقول الدكتور منصور عطوة، الخبير الاقتصادي، أن محافظات الصعيد تحتوي على الكثير من الثروات الطبيعية والتي يمكن الاستفادة منها في تحسين الوضع الاقتصادي، خاصةً منطقة المثلث الذهبي في الصعيد والتي تحتوي على كميات كبيرة من خام الذهب والحجر الجيري والرخام وغيرها.
وأضاف عطوة، في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أنه يجب الاتجاه نحو تنمية الصعيد، وتنفيذ الخطة التي أعلنت عنها وزارة الاستثمار منذ عامين لتطوير قرى الصعيد والاستفادة منها في تنشيط حركة السياحة باعتبارها مناطق سياحية، وكذلك الاستفادة منها في صناعات متعددة ومن ثم تحسين الوضع الاقتصادي.
وأشار الخبير الاقتصادي، إلى أن تنمية الصعيد، واستشعار المواطنين باهتمام الدولة بمحافظات الصعيد سيحل مشكلة هجرة الكثير من المواطنين من الصعيد إلى الدلتا، ومن الممكن أن يحدث العكس ونرى أبناء الدلتا يهاجرون إلى الصعيد هربًا من التكدس في الدلتا وبحثًا عن فرص عمل جديدة.
دمج "الاستثمار" و"التعاون الدولي" يعيق التنفيذ
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور محمد حلمي، الخبير الاقتصادي، أن الاتجاه نحو تنمية الصعيد ضرورة بالغة خاصة خلال الفترة الحالية، مطالبًا وزيرة الاستثمار بالنظر إلى ملف تطوير الصعيد والإسراع في عقد مؤتمر تنمية الصعيد تنفيذًا لتوجيهات الرئيس السيسي منذ ما يقرب من عامين.
وأضاف حلمي، في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن دمج وزارتي التعاون الدولي مع الاستثمار سيعيق الكثير من الملفات التي كان من المنتظر البت فيها عقب التعديل الوزاري، أو على الأقل سيجعلها تأخذ وقتًا أكثر من اللازم، موضحًا أن تضارب مهام الوزارتين بعد دمجهم تحت قيادة سحر نصر وحدها سيؤثر سلبًا ليس على أداء مهام وزارة الاستثمار فقط بل وزارة التعاون الدولي أيضًا.
وأعرب الخبير الاقتصادي، عن أمله في ألا يؤثر قرار دمج الوزارتين على عملية الاستثمار خلال الفترة المقبلة، وألا ينهي على آمال أهل الصعيد في عقد هذا المؤتمر والنظر في ملف تطوير الصعيد عقب التعديل الوزاري الأخير.
الوزارة تعد بإعادة إحياء الملف
ومن جانبها، قالت الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، إنها شخصيًا لديها اهتمام بالغ بالصعيد وسبق أن زارته أكثر من مرة، وشاركت في العديد من المشروعات فيه، مشيرةً إلى أن عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي لمؤتمر الشباب الأخير في أسوان بمثابة نقطة تحول في الصعيد بعد الإعلان عن تدشين هيئة تنمية الصعيد.
وأضافت سحر، أنها ستطلب ملف مؤتمر الصعيد لدراسته بكافة تفاصيل مراحل المؤتمر المختلفة بهدف التوصل إلى المعوقات التي حالت دون تنفيذ المؤتمر في الوقت الذي يعاني الصعيد من تهميش طوال الفترات السابقة.
وأشارت نصر، إلى إنها ستبحث هذا الملف بهدف إعادة إحيائه مرة أخرى خاصةً أن أغلب المشروعات التي طرحت تعاني من مشاكل في التراخيص، وهناك أكثر من جهة ملكية لها مما يتطلب جهودًا كبيرة لإعادة المؤتمر للحياة.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
