مخترع "واى فاى": توصلنا لتلك التقنية في ساعتين ونصف

استضافت كلية الهندسة جامعة عين شمس صباح اليوم الأحد 19 فبراير الدكتور حاتم زغلول مخترع الواى فاى بحضور الدكتور أيمن عاشور عميد الكلية والسادة الوكلاء ولفيف من أعضاء هيئة التدريس والطلبة.

وتحدث الدكتور زغلول عن مشواره العلمى الذى رسمه مع رفيق دراسته وصديق عمره الدكتور ميشيل فتوش، فكونا سويًا فريقا علميًا "مسلم ومسيحي"، وجاء اختراعهما الذي بنيت على أساسه تقنية الـواي- فاي الحديثة لتفيد ملايين البشر دون أن نعلم إلى الآن أن أصل الحكاية مصري تقنيه الواي- فاي التي أتاحت الاتصال اللاسلكي عالي السرعة بين الأجهزة الإلكترونية وبعضها البعض مثل الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر والاتصال بالإنترنت من أي مكان لاسلكيًا.

وقد تحدث خلال اللقاء عن رحلته العلمية التى بدأت من كلية الهندسة جامعة القاهرة حيث حصل على البكالوريوس في الهندسة الإلكترونية عام 1979، ثم درس الرياضيات التطبيقية في جامعة عين شمس، مرورًا بفترة أداء الخدمة العسكرية في الجيش المصري، ثم العمل كمهندس متخصص في قياس خصائص الآبار النفطية بإحدى كبرى شركات الأبحاث البترولية العالمية.

عن أولى خطوات المشوار تحدث د. زغلول أن لكلية الهندسة دور كبير في كل شيء تعلمه إلى الآن، وكان العلم جيدًا ومازال جيدًا لمن يريد الدراسة والتفوق دون التوقف عن السؤال عن كل ما يجهله في المجال.

وتحدث زغلول عن فترة عمله بالبترول وأنه تعلم خلالها الضبط والربط -تمامًا مثل الجيش- وكيفية تحديد الوقت اللازم لأداء أي مهمة والالتزام به.

واتنقل د.زغلول لمرحلة سفره الى كندا والتى عاش بها الجزء الأكبر من حياته وحصل على جنسيته ونال ما ناله من التقدير والشهرة على أرضها حيث بدأت رحلته عام 1984 للحصول على درجة الماجستير، يليها الدكتوراه في الفيزياء من جامعة كاليجري كبرى مدن مقاطعة البرتا الكندية.

ولأنهما قطعا سنوات الكلية بمصر معًا، كان د. زغلول على لقاء مع صديقه د. ميشيل فتوش الذي سبقه في الحصول على الدكتوراه من الجامعة ذاتها، حيث شهدت تعاونهما في الدراسة.

وقال زغلول إنهما عملا معا وأجريا العديد من الأبحاث، والتفكير في كيفية التوصل لنظام اتصالات جديد يزيد من سرعتها بصورة كبيرة، وخلال جلسة استغرقت ساعتين ونصف، توصلا لنظام (WOFDM)، الذي بناءً عليه زادت سرعة الاتصالات في أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة بصورة لاحدود لها وهو النظام الذي بنيت على أساسه تقنية الـواي– فاي» في صورتها الحديثة.

وأضاف زغلول: كانت الخطوة التالية مباشرةً هو تسجيل الاختراع في مكتب براءة الاختراعات بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان من أسرع الحالات التي تمت الموافقة عليها بعد عام وشهرين فقط في مارس 1992 وهو حاليا يعد أكفأ نظام اتصالات بالعالم.

وبدأ العالمان في محاولة بيع المشروع للشركات الكبرى في هذا المجال، ثم قاما بتأسيس شركة (WLAN) لتسويق اختراعاتهما كمنتجات تجارية، وهي الشركة التي حققت مكاسب ضخمة في مجال الاتصالات ومنها جاءت شهرة الدكتور حاتم زغلول في مقاطعة البرتا الكندية بصفته رئيس مجلس إدارة أكبر شركة في هذا المجال بالمقاطعة آنذاك، حيث عرض عليه أيضًا أن يكون حاكمًا للمقاطعة وهو الأمر الذي رفضه حفاظا على خصوصية حياته العائلية وهدوئها.

تابع زغلول: وبدأ الحديث ينتشر في أوساط خبراء الاتصالات عما توصل له العالمان المصريان، في ظل محاولات الجميع تطوير تكنولوجيا الاتصال بصفة مستمرة. وفي يوليو 1998 خلال اجتماع منظمة (IEEE) وهي منظمة عالمية تضع المواصفات القياسية في الاتصالات، تم ذكر الاختراع الجديد وجاءت اللحظة التي انطبعت في ذاكرة المخترع المثقف فاستدعاها قائلا»: « وسط حشد من كبار الخبراء في المجال، ساد الصمت القاعة، وحانت لحظتي تحت الضوء عارضًا انجازنا، وشروطنا كي تتمكن الشركات الكبرى من استخدامه وهي: المساواة، والعدل، والسعر المناسب للجميع».

وأضاف: كبرى الشركات العالمية حاربتنا واستغلت الاختراع دون الرجوع إلينا..في هذا الوقت لم يكن التعامل في سوق الاتصالات خاليًا من العوائق، حيث تعرضت الشركة التي أسسها العالمان المصريان لمحاربة شديدة من كبرى الشركات العالمية نظرًا للطفرة التي أحدثها الاختراع والفوائد الاقتصادية المهولة المترتبة عليه، وكأن النجاح على أي أرض يجد أعداء ً له، ما يقول عنه د. زغلول: «دون مبالغة ما تحدثنا عنه في المشروع هو ما يحدث حاليًا بالحرف الواحد، فقد شرحنا كيف ستتقدم تكنولوجيا الهواتف المحمولة، وكيف ستتصل أجهزة الكمبيوتر ببعضها البعض وكيف ستكون سرعة الاتصال مهولة بهذا الشكل..وقد استغلت بعض الشركات العالمية الاختراع دون الرجوع الينا ما استدعى رفع قضايا تعويض عليها فتصالح معنا البعض ومازال البعض الآخر على خلاف.

وفى نهاية اللقاء قدم الدكتور أيمن عاشور درع الكلية للدكتور زغلول تقديرا من الكلية لمشواره العلمى.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً