"160 مصري انضموا للتنظيمات الإرهابية خارج مصر" .. مفاجئة فجرها أحد المصادر الأمنية في تصريحات صحفية له، اليوم، بشأن تطور العمل الإرهابي داخل مصر وخارج مصر، حيث كشف المصدر عن أن أجهزة لبنانية سلمت مصر، خلال زيارة الرئيس اللبنانى ميشال عون الأخيرة للقاهرة، قائمة تضم 125 اسمًا لمصريين انضموا لتنظيم داعش الإرهابى عبر لبنان، بالإضافة إلى قائمة ضمت 35 اسما انضموا لتنظيم جبهة النصرة والشام فى سوريا.
وكان قد كشف كشف المركز الليبي لدراسات الإرهاب بقيادة عادل الطلحي، في تقرير له، في قبراير 2016، عن وجود ما يقرب من 136 مقاتلا داعشيا يحمل الجنسية المصرية يقاتل ضمن صفوف داعش ليبيا، كما أن عددا من هؤلاء المصريين يقودون مناصب قيادية كبرى في التنظيم بـ "سرت" منهم من هو ضمن الهيكل التنظيمي لـ "داعش"، وهم: "أبو حمزة المصري" الذي تولى مسئولية الشرطة الإسلامية التابعة لـ "داعش"، وأبو عبدالله المصري الذي كان يتولى ديوان الحسبة وهو الجهاز المسئول عن تنفيذ الإعدامات والحدود قبل أي يلقى حتفه مؤخرا، مع العلم أن هيكل داعش في ليبيا مكون من 8 أفراد، أي أن المصريون يمثلون ربع هذا الهيكل الذي يتولى رئاسته أبو عامر الليبي.
وفي سياق متصل، أشار المصدر إلى أن المفاجأة الأكبر هى أن هناك إحدى الأسر المصرية بالكامل تضم أبا وزوجته وأبناءه سافروا إلى لبنان من سوريا وانضموا لتنظيم داعش الإرهابى، و توصلت الأجهزة الأمنية إلى أن هذه الأسرة من بورسعيد.
في ذات السياق، يقول الخبير الأمني محمود القطري، إن تزايد عدد المنضمين للتنظيمات الإرهابية، يرجع في الأساس لتفاقم الأزمات الدينية في الفترة الماضية، وتراجع الخطاب الديني، وفقدان الحس الوطني وضعف الواذع الديني لديهم، إلى جانب تزايد الخلايا النائمة التابعة لتنظيمات إرهابية الأصل داخل مصر، كما أن صعوبة الأحوال الاجتماعية والرغبة في كسب المال، كان دافعا للعديد من المصريين للإنضمام للجماعات الإرهابية.
وتابع القطري، ردا على تساؤلات "أهل مصر" عن أسباب لجوء مصريين للانضمام للتنظيمات الإرهابية خارج البلاد، قائلاً "الهروب من القبضة الأمنية، والإعداد الجيد للقتال" وراء انضمامهم لتلك التنظيمات المتواجدة خارج مصر، لافتا إلى أن عودة هؤلاء إلى مصر مرهونة بالتدريب الجيد لتولي قيادة الجماعات الإرهابية الداخلية في سيناء، ومنها "ولاية سينا"، مؤكدا على أن مصر تواجه تحديا كبيرا في ضبط هؤلاء الإرهابيين قبل سفرهم وانضمامهم إلى داعش، نظرا لاتاخذهم سبلاً ملتوية في الهروب إلى خارج البلاد، وإنتحالهم صفة آخرين عند عودتهم مجددا إلى مصر.
ويرى الخبير الأمني، أنه على مصر فرض تشديدات أمنية مكثفة داخل المطارات المختلفة، والتأكد من هوية المواطنين المسافرين خارج البلاد، إلى جانب وضع آليات جديدة للكشف على قوائم الإرهابيين المتجددة باستمرار، لافتا إلى أن القبضة الأمنية وحدها لا تكفي، حيث ماتفعله الجهات الأمنية من تكثيف وجودها وانتشار الكمائن، كحل للقضاء على التنظيمات الإرهابية التي تستهدف القوات الشرطية، لا يقدم جديدا ولا يغير من الأمر شيء، بل يزيد الأزمة صعوبةً ويساعد الجماعات الإرهابية على تنفيذ عمليات أكثر تستهدف تلك الكمائن.
ومن جانبه، قال اللواء عادل سليمان، الخبير العسكري، إن ليبيا وسوريا وغيرها من الدول التي تتنشر بها التنظيمات الإرهابية، خاصة تنظيم "داعش" تعد بيئة خصبة لتدريب المنضمين الجدد للتنظيم، نظرا لغياب قوات مكافحة الإرهاب، وصعوبة السيطرة عليها من قبل الأدوات الأمنية، فيجد كلا من التنظيمات والمنضمين مناخا مناسبا لخلق قواعد إرهابية صلدة، تصدرها لباقي الدول.
وتابع سليمان، في تصريحات خاصة، أن مصر على مدار السنوات الماضية، تشن حربا شرسة ضد الإرهاب، إلا أن التقصير في استخدام بعض الأدوات الامنية، خاصة على الحدود المصرية مع باقي الدول، سهل مأمورية التنظيمات من التسلل داخل سيناء وغيرها من المحافظات، مؤكدا ضرورة إعادة التفكير في خطط أمنية أكثر دقة وتطورا فى ردع تلك الجماعات، وفرض طوق أمني يغطى أكثر المناطق المصدرة للإرهاب في مصر.
وتعليقا على مانقلته تقارير صحفية عن تواجد 160 مصري منضمين حديثا إلى التنظيمات الإرهابية خارج مصر، قال سليمان، إن الأعداد التي تنقلها التقارير أقل كثيرا عن الواقع، مستكملا "الإرهاب أصبح طريق البائسين في مصر لتحقيق أهداف مزيفة"، مضيفا، أن الفترة المقبلة ستشهد تحديا كبيرا للأجهزة الأمنية للتصدي للحملات الإرهابية التي تخطط لها تلك المنظمات في الدول الأخرى وتصدرها لمصر في نهاية المطاف.
يذكر أنه أشارت عدة تقارير صحفية، إلى أن القاهرة ستتولى تأهيل عدد من القوات اللبنانية فى مصر، والتى سيتم تدريبها على أيدى القوات المصرية فى مجال مكافحة الإرهاب، وتأمين الحدود، وذلك على مدار شهر ونصف الشهر.