باتت أزمة عدم توافر حقن الأنسولين تهدد حياة مرضى السكر الكبار قبل الصغار، فى الآونة الأخيرة، عوامل كثيرة تضافرت معًا ساعدت فى نقص تدريجى فى حقن الإنسولين، كانت بدايتها مع ارتفاع العملة الصعبة، وتحرير سعر الصرف، لتنتهى بكارثةٍ أكبر ألا وهى اختفاء تام لحقن الإنسولين، وظهورها خلسةَ بين تجار ومافيا السوق السوداء، ليصل ثمنها أضعاف ويبقى السؤال من هو المسئول الأول عن أزمة اختفاء حقن الإنسولين فى مصر؟
ترصد لكم "أهل مصر" أهم التطورات الخاصة بإختفاء الإنسولين من الألف للياء فى السطور التالية:كوتة الصيدليات 5 علب إنسولين مستورد شهريًاحيث خصصت الشركة المصرية كوتة لكل صيدلية بما يعادل 5 حقن أنسولين شهريًا، الأمر الذى كان بداية أزمة حقيقية لنقص الحقن من الصيدليات،واعتماد مرضى السكر على الإنسولين المستورد الذى يعتبرونه يعمل بكفاءة عن الإنسولين المدعم.
الشركات المنتجة تعانى بعد تعويم الجنيهحيث صرح ع.م صاحب إحدى الشركات المنتجة للإنسولين أن السبب فى الأزمة الراهنة بخصوص الحقن، هو ارتفاع سعر العملة الصعبة، مما أثر علينا كمستوردين للمادة الخام التى يصنع منها الإنسولين، كما أدى تعويم الجنيه إلى ارتفاع فى أسعار الدواء، واختفاء مئات الأصناف من السوق، وأولهم حقن الانسولين وحقن الآر إتش، والمحاليل الطبية.وتابع الخسارة الأكبر لنا كشركات فليس لدينا ما يكفى لاستيراد المادة الخام، وحتى عند استيرادها يضاف إليها سعر الجمارك، ليرتفع سعرها، بما لا يتناسب مع المرضى الغير قادرين على شرائه.وكشف مصدر بالصحة أنه تم إلغاء صرف الإنسولين المدعم الذى كان يباع بمبلغ 8 جنيهات و30 قرشا، مما يضطر المرضى لشراء مثيله المستورد "100 وحدة" ب 38 جنيها، الأمر الذى قد يعانى منه ذوى الطبقات الفقيرة.وعلى صعيد متصل أكد المصدر أنه يمكن لمرضى التأمين الصحى صرف وحدات الإنسولين "100 وحدة" من هيئة التأمين الصحى، دون تأكيد على اعادة توزيع مثيله المدعم بالصيدليات مرة أخرى.جدير بالذكر أن بداية الأزمة كانت فى القرار التابع للجنة الفنية لمراقبة الأدوية بالإدارة المركزية للصيدلة بوزارة الصحة، بوقف إنتاج انسولين "40 وحدة"، لاستخدام السرنجات الغير مناسبة مما يسبب مشاكل للمرضى والأطباء، بزيادة مقدار الجرعة أو نقصانها أعقب ذلك القرار مباشرة توقف إنتاج الشركة المصرية لتجارة الأدوية لإنتاج الإنسولين المدعم.من جانبة قال صبرى الطويلة رئيس لجنة الدواء فى تصريح خاص لـ"أهل مصر" أن هناك مشكلة كبرى فى استيراد المواد الخام التى يتم تصنيع منها مادة الإنسولين، وسببها هو ارتفاع سعر العملة الصعبة، مما صعّب على الشركات استيراد المواد الخام، وبالتالى بدأنا نشعر بنقص حقن الإنسولين، والتى لم نشعر بها من قبل، والأزمة ستتفاقم وسنواجه عدة صعوبات، وعلى الدولة أن تدرس كيفية توفير الدواء الناقص والحقن وغيره للمواطن المصرى.أما الدكتور محمد فؤاد صيدلى قال أن حقن الإنسولين ناقصة منذ أكتر من شهرين، ولا يوجد إنسولين مدعم ولا غيره، ويباع الآن فى السوق السوداء بأضعاف ثمنه الحقيقي، يعني اللى بيتباع ب38، ممكن تجيبه ب 70 جنيه أو أكثر.