اعلان

هاآرتس تكشف تفاصيل "قمة العقبة".. نتنياهو طالب بالاستمرار في بناء المستوطنات.. وكيري غادر الاجتماع مُحبطًا

كتب : سها صلاح

نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تقريرًا حصريًا حول عرض قدمه وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري على كل من رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو ملك الأردن عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتضمن 6 نقاط.

وقالت الصحيفة إن نتنياهو شارك في قمة سرية في العقبة منذ عام، عرض خلالها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خطة لمبادرة سلام إقليمية تشمل الإعتراف بإسرائيل كدولة يهودية واستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين بدعم من الدول العربية.

وكان كيري هو الذي بادر إلى المؤتمر بهذه القمة الثلاثية في أبريل 2014، بعد أن انهارت مبادرة السلام التي قادها، ودخلت المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين في حالة جمود عميق وأعلن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما حينها انتهاء الوقت بالنسبة للولايات المتحدة لمحاولة استئناف عملية السلام، وفقًا للصحيفة.

وفي أكتوبر من ذلك العام قالت الصحيفة أن كيري جدد عمله على العملية الإسرائيلية الفلسطينية بعد تصاعد التوتر في الأقصى وموجة العنف في القدس الشرقية والضفة الغربية.

وفي نهاية أكتوبر أوضحت الصحيفة أن كيري كان قادر على تحقيق تفاهمات بين إسرائيل والفلسطينيين والأردن تؤكد على الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف.

وكان الاتفاق يقضي بين إسرائيل والأردن بوضع الأولي كاميرات مراقبة في الأقصى، وهي الفكرة التي لم تنفذ أبدا.

بعد أسبوعين، توجه نتنياهو إلى واشنطن لعقد أول اجتماع له مع أوباما بعد أكثر من عام وهي الفترة التي اشتبك فيها الزعيمان بشدة بشأن الاتفاق النووي مع إيران.

خلال لقائه مع أوباما في المكتب البيضاوي في 10 نوفمبر، قال نتنياهو إن لديه افكارًا جديدة لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، وأوباما الذي كان يعلم أن نتنياهو لم تكن لديها نوايا جدية في الموضوع طلب منه مناقشة المسألة مع كيري.

وأفادت الصحيفة بأنه في اليوم التالي اجتمع نتنياهو مع كيري وقدم سلسلة من المقترحات للفلسطينيين في الضفة الغربية، بما يشمل تقديم رخص بناء واسعة النطاق في المنطقة "ج"، في حين تكون الضفة الغربية تحت السيطرة الأمنية للجيش الإسرائيلي.

في المقابل طلب نتنياهو من واشنطن أن تعترف بحق إسرائيل في البناء في الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية، دون أن يوضح ما إذا كان ذلك الأمر يعني أن البناء خارج تلك الكتل الاستيطانية سيتوقف.

ووفقًا للصحيفة أنه عندما جاء كيري إلى إسرائيل أبلغ نتنياهو أن المقترحات التي قدمها قبل أسبوعين فقط لم تعد مطروحة، حينها صُدم كيري من تراجع نتنياهو.

وغادر كيري محبطًا وفقًا للصحيفة وفي كلمة أمام منتدى سابان في واشنطن في وقت لاحق من نفس الأسبوع، انتقد كيري نتنياهو قائلا:"إن سياسة حكومة نتنياهو ستؤدي إلى دولة ثنائية القومية".

وعلى الرغم من انسداد الأفق، لم يكن كيري ينوي التخلي عن القضية وقام مع مستشاريه في ديسمبر ويناير، بوضع وثيقة تضمنت مبادئ لاستئناف المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين في إطار مبادرة سلام إقليمية بمشاركة من الدول العربية.

وكانت الخطة التي وضعت في أوائل 2016 مطابقة لتلك التي قدمها في نهاية السنة قبل ثلاثة أسابيع من دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

وفيما يلي المبادئ الستة التي تقوم عليها:

1-حدود آمنة ومعترف بها دوليًا بين إسرائيل والدولة الفلسطينية القابلة للحياة والمتواصلة جغرافيا على أساس حدود عام 1967، مع الاتفاق على تبادل الأراضي.

2-تنفيذ رؤية قرار الأمم المتحدة رقم 181 قرار التقسيم لدولتين لشعبين، واحدة يهودية والأخرى عربية التي تعترف ببعضها البعض، ومنح حقوق متساوية لمواطنيها.

3-حل عادل وواقعي متفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين الذي يتوافق مع حل دولتين لشعبين ولا يؤثر على الطابع الأساسي لإسرائيل.

4-وجود حل متفق عليها للقدس عاصمة لكلا البلدين، معترف بها من قبل المجتمع الدولي، وضمان حرية الوصول إلى الأماكن المقدسة في الحفاظ على الوضع الراهن.

5-الاستجابة لاحتياجات إسرائيل الأمنية، وضمان قدرة اسرائيل على حماية نفسها بشكل فعال، وضمان قدرة فلسطين على توفير الأمن لمواطنيها في دولة منزوعة السلاح ذات سيادة.

6-نهاية النزاع والمطالب ستسمح بتطبيع العلاقات وتعزيز الأمن الإقليمي للجميع، وذلك تمشيا مع رؤية مبادرة السلام العربية.

و قال كيري وفقًا لتثرير الصحيفة أن خلال لقاءاته مع الملك عبد الله والسيسي إظهروا الدعم لخطته. 

وطلب منهم كيري إقناع دول عربية أخرى مثل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لدعم الخطة أيضا، والمشاركة في هذه الخطوة الدبلوماسية الإقليمية التي من شأنها أن تشمل استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.

وعلى الرغم من أن الاجتماع كان حول مبادرة السلام الإقليمية، إلا أن حصة كبيرة من المناقشات كانت حول الوضع في المنطقة عمومًا.

ورغم أن الملك عبد الله والسيسي ألقوا بعبء مهمة السياسات التي تنتهجها إدارة أوباما في الشرق الأوسط، على كيري سواء فيما يتعلق بإيران وسوريا، فكانت ما تزال لديهما ردود فعل إيجابية على اقتراحه وحاولوا إقناع نتنياهو بقبوله.

في المقابل طلب نتنياهو أن يتم استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين وأن تعقد قمة سلام إقليمية تشمل حضور ممثلين رفيعي المستوى من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وغيرها من الدول الإسلامية السنية، وفقًا للصحيفة.

بعد عدة ساعات من المحادثات، عاد القادة إلى عواصمهم مع الموافقة على النظر في المقترحات المختلفة.

و في يوم 31 مايو، بعد دقائق من تأدية ليبرمان للقسم في الكنيست، قال أمام الكاميرات أنه ونتنياهو يؤيدان حل الدولتين لإنهاء الصراع مع الفلسطينيين. وأضافاا أن مبادرة السلام العربية شملت المكونات الإيجابية التي يمكن أن تساعد في احياء المحادثات مع الفلسطينيين.

في الأشهر التسعة الماضية وفقًا للتقرير لم يكن هناك أي تقدم على الجبهة الدبلوماسية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً