"يا مخلفة البنات يا شايلة الهم للمات".. لماذا لم تنصف الأمثال الشعبية الفتاة المصرية؟

الموروث التراثي من الأمثال الشعبية مليء بالعديد والعديد، منها ما هو مفيد ونافع ومتراكم عبر تجارب الحياة، فجرى على اللسان بكلمات صارت مثلا يقتدي به، ومنها الذي يكسر الروح ويثبط العزيمة، ويشيع جو من الإنكسار، خاصة الأمثال الشعبية التى تتناول المرأة بشكل يناهض دورها المؤثر فى الحياة، ومن الغريب والمثير للدهشة أن الذى يطلق الأمثال سيدات أيضا، ليقف العقل عاجزا عن فك طلاسم هذا اللغز المحير، فبينما تطالب المرأة بحقوقها وتخرج لميدان العمل وتصل لأعلى المناصب العلمية والعملية فى مجالات مختلفة، تجد أخريات يقمن بالتشدق بالأمثال التى تؤكد على أن الفتاة عبء كبير على الأهل وجالبة للعار، ويجب كسر شوكتها قبل أن تفجر، لنجد انفسنا أمام تجارب نسائية عانت فى حياتها من تلك الأمثال.

فتقول نادية "أكسر للبنت ضلع يطلعلها 24" هكذا كانت تحرض أمى وجدتى أبى على معاقبتى عند ارتكابى أقل الأخطاء، لتظل الكلمات تطن فى أذنى وترهبنى فالووقوع فى الخطأ المباح حتى يتعلم منه الإنسان ستكون نتيجته تكسير الضلوع"بعلقة سخنه أو كلام يسم البدن".

أما فرح فكان المثل القائل "اقلب القدرة على فمها تطلع البنت لأمها"، يؤرقها ويعذبها حتى لا تصير شبيه أمها فى الطباع والتصرفات التى لا تعجب العمة أو الجدة، فتكون هى الواجه التى يلقون بانتقادهم لامها من خلالها، "يعنى هتجبيه من بره منتى طالعة لامك صدق المثل"، وأصبحت تتمرد على الكثير من الأوامر التى تتلقاه من أمها.

"يا مخلفه البنات يا شيله الهم للمات"، هكذا كانت تصرخ والدة أمل عندما رزقها الله بخمس فتيات، وكانت تتمنى "تخلف الولد"، فهو السند، أما الفتيات فليس ورائهم غير "وجع القلب، وصرف الفلوس على التعليم والشوار"، وفى الأخر يجى عريس يشيل ع الجهاز، لتظل الأم فى دوامة حمل المسئولية، فهم البنات لا يتوقف فمرة تشتكى من الزوج ومرة بتولد ومرة ومرة وهكذا.

هذا المثل مثل عقدة نفسية وعدم الرغبة فى الزواج لدى منى "جوزنها تتاخر جابته وجات راخر"، عندما كانت تردد أمها ذلك المثل عندما كانت تحضر اختها الكبرى شاكيه حالها، طالبة مساعدة الأسرة لضيق الحال وتعثر زوجها فى العمل، فتجلس الأم تندب الحظ وتطلق المثل، ليكون بمثابة السكين الذى تأد حلم ابنتها فى الذهاب لمنزل جديد، خوفا من العودة مرة أخرى لبيت أبيها، وينالها ما نال أختها من الكلمات اللاذعة، فالتخلص من البنت حلم كل أم وأب وكأنها حجر ثقيل على الصدر، وبرغم زواجها يظل الحجر جاثما وكأنه "مربوط باستك تشده يرجعلك تانى".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً