شهدت العلاقات المصرية الأردنية حالة من الشد والجذب منذ بدايتها عقب استقلال الأردن عام 1946، وبلغت العلاقة زروتها خلال فترة حكم الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات، إلى أن عادت في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ومع اندلاع ثورة 25 يناير عادت علاقة البلدين إلى ما قبل "مبارك" حيث شهدت فترة من الجمود، حتى مجيئ "السيسي" إبان ثورة 30 يونيو.
وفي هذا السياق، تسلط "أهل مصر" الضوء على أبرز المحطات في تاريخ العلاقات بين مصر والمملكة الأردنية الهامشية.
علاقة تاريخية
جمعت مصر والأردن علاقات تاريخيّة منذ زمن بعيد، سواء كانت علاقات تجارية، أو ارتباط سياسي وعسكري، وهذا ما دلت عليه المراجع الأثرية والشواهد التاريخية المصرية من زمن الفراعنة ونظرائهم الأنباط، وقد ورد في سجلات تل العمارنة الفرعونية ذكر الأردن ما بين العامين 1375-1358 ق. م.
حروب مشتركة
وعقب استقلال الأردن، خاضتا الدولتان عدة حروب مشتركة ضد إسرائيل، كان أهمها حرب 1948 وحرب 1967، وقد ارتبط البلدان بعدة اتفاقيات سياسيّة وعسكريّة، كان أهمها اتفاقية الدفاع المشترك التي تم توقيعها في 30 مايو 1967، والتي بموجبها وُضعت قوات الدولتين تحت قيادة الفريق المصري عبد المنعم رياض، والذي شغل منصب قائد مركز القيادة، ثم عين قائدًا عامًا للجبهة الأردنية حينما اندلعت حرب 1967.
حالة من التوتر
وشهدت العلاقة بين مصر والأردن حالة من الجذب في عهد الملك جمال عبد الناصر، فلم تكن العلاقات بين الملك حسين بن طلال والرئيس عبد الناصر جيدة، إذ اتهم الأول الثاني بالتورط في محاولتين للانقلاب ضده، إلا أن هزيمة الدول العربية أمام إسرائيل في يونيو 1967، كان لها جانب إيجابي في توحيد الصفوف المصرية الأردنية.
قطع العلاقات
وبعد أزمة سبتمبر1970 والصدام المسلح بين الأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية، الذي بلغ حد القطيعة بعد طرد المنظمة من الأردن نهائيا في عام 1971، دخلت العلاقات بين مصر والأردن إلى مرحلة صعبة، وقطعت مصر علاقاتها الدبلوماسية مع الأردن في إبريل عام 1972، وبعد زيارة السادات لإسرائيل في 19 نوفمبر 1977، اشتدت حدة التوتر والخلاف بين البلدين.
عودة العلاقات
وعلى الرغم من حالة التوتر التي كانت شدتها علاقة البلدين قبل حرب أكتوبر 1973، لم تُعلن المملكة الأردنية الهاشمية الحرب على إسرئيل مع مصر، لكنها وضعت الجيش تحت درجة الاستعداد القصوى اعتبارًا من يوم 6 أكتوبر عام 1973، وصدرت الأوامر لجميع الوحدات والتشكيلات بأخذ مواقعها حسب خطة الدفاع المقررة، وكان على القوات الأردنية أن تؤمن الحماية ضد أي اختراق إسرائيلي للجبهة الأردنية.
وعادت العلاقات المصرية الأردنية لطبيعتها في عام 1973، بعد أن اقتضت متطلبات المواجهة العسكرية العربية مع إسرائيل إنهاء الخلاف المصري السوري مع الأردن.
عهد مبارك
وظلت العلاقة بين مصر والمملكة الأردنية الهامشية في حالة من التوتر والتناحر، إلى أن جاء القرار الأردني التاريخي بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع مصر في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في عام 1984، وظلت العلاقات تشهد حالة من الاستمرار حتى ثورة الـ25 من يناير، واتخذت الأردن موقفًا مماثلًا للأنظمة الملكية التي لزمت الصمت تجاه ثورة 25 يناير 2011، والتي أطاحت بالرئيس مبارك، خوفا من امتداد مردودات ثورات الربيع العربي إلى أركان المملكة.
تطور إيجابي
وتطورت العلاقة بين البلدين بشكل إيجابي عقب ثورة 30 يونيو التي أطاحت بنظام الإخوان الإرهابي، حيث دعمت المملكة الثورة، وكان الملك عبد الله الثاني، أول من زار الرئيس عبد الفتاح السيسي عقب انتخابات الرئاسة التي جائت بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، وشهدت العلاقات المصرية الأردنية تطورًا إيجابيًا خلال الفترة الأخيرة، تُوجت بزيارة الرئيس السيسي إلى المملكة الأردنية الهاشمية للمرة الأولى بعد انتخابه رئيسًا لمصر، وزيارة العاهل الأردني إلى مصر أكثر من مرة خلال الفترة الماضية.