صاحب مقولة "عظمة على عظمة ياست".. خسر 30 ألف جنيه بسبب أغنية لأم كلثوم

كتب : سها صلاح

"عظمة على عظمة يا ست".. عبارة اختصرت كل لحظة إبداع نطقت بها "كوكب الشرق" أم كلثوم في حفلاتها، وعلى الرغم من أننا نستخدم هذه العبارة في حياتنا اليومية، إلا أنها "ماركة مسجلة" باسم أحد أعيان مصر، وهو الحاج سعيد الطحان، الذي أخذ شهرته من تلك الحفلات.

الطحان، كان الحاضر الأبرز في جميع حفلات الست سواء داخل وخارج مصر، بالزي المصري الأصيل، الجلباب والسديري والعصا والجبة والقفطان، ويستمتع إلى صوتها في تعجب وانبهار دائم، ويصرخ "عظمة على عظمة يا ست"

ألقاب كثيرة أطلِقت على"الطحان"، منها "مهووس أم كلثوم"، "متيم كوكب الشرق"، "مجنون سوما"، فالرجل كان ثريًا يمتلك الكثير من الأعمال ما بين زراعة القطن، والأرز، المطاحن، مصانع منتجات حيوانية، أراض شاسعة من الموالح والخضروات والفواكه وغيرها، لكنه كان يترك كل التزاماته وأعماله عندما يتم الإعلان عن حفل لـ "الست" ويتوجه للإستماع لها.

الحفلات التي حضرها "مجنون سوما" كثيرة وليس لها آخر، وكان يحرص على التواجد في الصف الأول، كما أنه كان يصطحب عائلته لحضور حفل أول خميس من كل شهر كان، سواء في باريس أو بنغازي أو أي مكان في العالم.

الطحان كان يطير وراء "الست" لدرجة أن جمهور كوكب الشرق كان يبحث عن هذا الرجل في كل حفل لها، ويسمعون "آهاته" وطلبه منها بتكرار "الكوبليه" قائلًا "تاني والنبي يا ست ده أنا جايلك من طنطا".

الطحان كان يجلس في الصف الأول دائمًا بالمقعد المباشر لأم كلثوم، ويكون أول الحاجزين حتى قبل الإعلان عن الحفل، منذ أن كانت "أم كلثوم" صغيرة، وكان هو شابًا في عام 1935، كان يتصدر جمهورها في كل مكان، وكان يرى أن "أم كلثوم" تخاطب روح مستمعيها وتنفذ إلى أعماقهم.

وفي نهاية الأربعينيات، كان في طريقه لأحد البنوك لصرف مجموعة من الشيكات النقدية مستخدمًا سيارته، وبمروره بجانب "مقهى" سمع صوت "الست" تغني في الراديو "جددت حبك ليه"، فترك السيارة في منتصف الطريق العام، ومعه الشيكات ليستمع إلى الأغنية التي مع انشغاله واستمتاعه بها، ضاع منه شيك بـ"30 جنيهًا"، وكان مبلغًا كبيرًا في هذا الوقت، وتم حجز السيارة من جانب ضباط المرور بعد أن وجدوها في منتصف الطريق.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً