رحل صباح اليوم، الفنان أحمد راسم، عن عمر يناهز الأربعين عاما وذلك بعد صراع مع المرض، والذي أبدع فى تقديم بعض الأعمال المسرحية وكذلك السينيمائية، وكان أهمها وأخرها فيلم"هبوط إضطرارى"مع النجم أحمد السقا.
نشأته وتربيته:
ولد أحمد راسم النفيس يوم 2 أغسطس لعام 1952، بمحافظة المنصورة وكان والده دكتور بجامعة الأزهر الشريف، لذلك تربى وترعرع فى أجواء أدبية كما كتب قبل ذلك فى إحدى مقدمات كتبه: "تفتحت عيناي على أسماء الكتب والمؤلفات الحديثة، وكم دارت مساجلات في بيتنا حول الشعر والأدب بين أبي (رحمة الله عليه) وبين اصدقائه من الشعراء والأدباء الذين حفلت بهم أنئذ مدينة المنصورة، فتعلمت من أبي وجدي (رحمة الله عليهما) حبّ القراءة والاطلاع، وقرأت كل ما وقع تحت يدي من كتب أثناء طفولتي إلا كتاب واحد عجزت عن مواصلة القراءة فيه، ووهو "أبناء الرسول في كربلاء" للكاتب المصري خالد محمد خالد، حيث كنت أجهش بالبكاء في اللحظة التي أمسك فيها الكتاب وأعجز عن مواصلة قراءته."
تخرجه من كلية الطب:
حصل راسم، على بكالوريوس الطب والجراحة عام 1977 وماجستير الباطنة العامة 1983 ودكتوراه الباطنة العامة سكر وغدد عام 1992، وهو حاليًا أستاذ الباطنة العامة في كلية الطب بجامعة المنصورة في مصر، وقد أشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه وعدد من الأبحاث في المجال الطبي كما شارك في العديد من المؤتمرات في هذا الحقل العلمي.
سبب تحوله للاتجاه الشيعي
كنت في سفرة عائلية في أحد أيام صيف عام 1984، فعثرت في إحدى المكتبات على كتاب، عنوانه: "لماذا اخترت مذهب أهل البيت؟"، فاستأذنتُ في أخذه، ولم يكن أحد يعبأ به أو يعرف محتواه فأخذت الكتاب، وقرأته، فتعجبت، ثم تعجبت كيف يمكن لعالم أزهري هو الشيخ محمد مرعي الأمين الأنطاكي مؤلف الكتاب أن يتحول إلى مذهب أهل البيت (عليهم السلام)، فأرقتني هذه الفكرة آونة، وقلت في نفسي: هذا الرجل له وجهة نظر ينبغي احترامها، فلم أقرر شيئًا أنئذ واحتفظت بالكتاب. وبعد عام وفى التوقيت نفسه، وفي المكان نفسه، عثرت على الكتاب الثاني: "خلفاء الرسول الاثنا عشر" فقرأته وفهمته ولم أقرر شيئًا، ولكنني شعرت بأنني اقترب بصورة تدريجية إلى فكر أهل البيت.
ويضيف: مضت أيام، وكان هناك معرض للكتاب في كلية الطب بالمنصورة، فمررت به فوجدت كتابًا بعنوان "الإمام جعفر الصادق" تأليف المستشار عبد الحليم الجندي، طبعة مجمع البحوث الإسلامية 1997م. فقلت في نفسي: هذا كتاب عن الإمام جعفر الصادق من تأليف كاتب مصري سُنّي، وصادر من قبل مؤسسة رسمية قبل قيام الثورة الإسلامية في إيران، فأخذته وقرأته وتزلزل كياني لما فيه من معلومات عن أهل البيت طمستها الأنظمة الجائرة وكتمها علماء السوء، فان القوم لا يطيقون أن يذكر آل محمد بخير. فعدتُ إلى الكتابين السابقين، وأخرجت ما فيهما من المعلومات، ووجدتها جميعها من مصادر سُنية، فقلت في نفسي: لعلّ المسلمين الشيعة كذَّبوا فاوردوا على الناس ما لم يقولوه! فلنعد إلى هذه المصادر بنفسها، فقمتُ بعملية جرد دقيق لجميع هذه الكتب، سواء منها ما كان في مكتبتي الخاصة، أم كان كان في مكتبة جمعية الشبان المسلمين، وتحققت فعلًا من صحة هذه المعلومات. لم تمض إلا أسابيع بعد البحث الجاد والمقارنة بين المذهب السني والمذهب الشيعي إلا وكانت المسألة محسوسة تمامًا من الناحية العقائدية، ثم التقيت بواحد من الأصدقاء القدامى الذي وجدته على هذا الأمر، وبدأنا في دراسة بعض الاحكام الفقهية اللازمة لتصحيح العبادات.
أهم مؤلفاته وكتبه:
بعد تحول النفيس المذهبي بدأ بتأليف عدد من الكتب التي تدافع عن الإسلام الشيعي، ونذكر منها: "الطريق إلى مذهب أهل البيت".. ويروى لنا في مؤلفه هذا قصه سعيه إلى هذه المعرفة وتوصله إليها في رحلة طويلة بدأت منذ نشأته في اسرة علمية واتصلت في المدرسة والمحيط والجامعة وفي دروب الحياة الملأى بالأحداث... وتبين للمسافر في سبيل المعرفة في نهاية الرحلة، ان سفينة النجاة للامة الإسلامية تتمثل في أهل بيت النبوة، فطوبى لمن اهتدى إلى هذه السفينة وانضوى تحت شراعها". يمكن تقسيم الكتاب إلى قسمين: القسم الأول يتعرض فيه إلى تعرفه على التشيع ومراحل ذلك، والقسم الثاني يتعرض لبحث الإمامة ويدعم إمامة أهل البيت من القرآن والسنة، كما يتعرض لصلح الإمام الحسن وقيام الإمام الحسين.
"على خطى الحسين"
جاء في مقدمة الناشر: يمهد المؤلف بالحديث عن رؤيا للنبي (صلى الله عليه وآله) تكشف ان ملوك السوء سيرتقون منبره من بعده، فيحذر منهم ويدعو إلى نصرة سبطه الامام الحسين، ويعين جماعة المنافقين ثم يبحث بشي من التفصيل في تحقق هذه الرؤيا، فيتحدث في فصل أول، عن أبناء الشجرة الملعونة وهم روّاد الفتنة في الإسلام، وتبين أسس بوصفهم الخارجين على قيادة الامة الشرعية، ويقارن هذا الخطاب الشرعية، ويحدد مفهوم الفتنة وملابسات خديعة التحكيم واسباب وقوع فئة من المسلمين فيها، وفي فصل ثان عن قيام "ارباب السوء" ويتبين أسس شريعته، ويتبع المحاولات التي قاومت هذا النهج المزيف، وعملت على احياء قيم الإسلام. وفي فصل ثالث عن الثورة الحسينية بوصفها نهوضًا بمهمة حفظ الدين فتبين نهجها، ويتتبع مراحلها: التمهيد، والتصميم والتخطيط، اكتمال عناصر التحرك، الهجرة الثانية: من مكة إلى الكوفة، في الطريق إلى كربلاء، ويناقش هذا السياق آراء بن كثير الذي حاول اخفاء الحقيقة وناقض نفسه، وفي فصل رابع "كربلاء: النهوض بالأمة المنكوية" ويكشف ان الموقف الحسيني معيار وقدوة، ويتجلى هذا الموقف في مواجهة إمام الحق لإمام الباطل، حيث تتبين الحقيقة وتقام الحجة، وتستنهض الأمة.
أهم أعمالة الفنية:
شارك فى العديد من الأعمال الدرامية والمسرحية والسينمائية، من بينها: "هروب اضطراري، والجماعة وظرف أسود وشهادة ميلاد والميزان وأبو البنات، ومن أعماله السينمائية: قط وفار، وأسد سيناء، وكذلك شارك فى مجال الإعلانات التليفزيونية، كما كان مسئول اختيار الفنانين "كاستنج" فى العديد من الأعمال الفنية.