تعتبر رائحة الفم الكريهة مشكلةً قديمة، انتبه إليها القدماء منذ 5000 سنة وحاولوا إيجاد علاج لها، مستوحى من الأعشاب، من بينها النعناع، الذي يعتبر أول علاج توصل إليه المصريون منذ حوالي 3000 سنة.
وقال موقع Focus الإيطالي أن هذه الرائحة تقف كعائق اجتماعي أمام الإنسان، حيث أنها دائمًا ما تعطي إنطباعًا سلبيًا عن الشخص الذي يعاني منها، بأنه مهملٌ لنفسه، وتنقصه المصداقية وخاصة أثناء المقابلات المهمة.
لذلك، تعتبر رائحة الفم الكريهة إحدى أكبر المعيقات الاجتماعية، فضلًا عن أنها قادرة على إحباط كل محاولات التقرب والتودد حتى وإن كان الشخص يتمتع بلياقة بدنية كبيرة وبشخصية قوية.
1-أحد أكبر مسببات الطلاق بين اليهود
تعتبر رائحة الفم الكريهة أحد أكبر مسببات الطلاق بين اليهود، حيث أنهم يعتبرونها بمثابة الإعاقة التي لا يمكن التسامح معها في العلاقة الزوجية.
2-غيرت مسار التاريخ
وفقًا لما رواه الفردوسي في كتابه "كتاب الملوك" عن بلاد فارس، كانت رائحة فم والد الإسكندر الأكبر سبب طلاق والدته، منه ورجوعها إلى مقدونيا، قبل ولادته. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الطفل كبُر في مقدونيا وأصبح المقدوني الأكثر شهرة على مدى العصور.
وكان لهتلر رائحة فم كريهة وذلك بسبب حبه الشديد للشوكولاتة والحلويات بشكل عام الأمر الذي سبب له مشاكل في الأسنان، في المقابل، كان هذا الدكتاتور النازي يرفض الذهاب إلى طبيب الأسنان ما ساهم في تعميق مشكلته.
3-أسبابها
تتأتى رائحة الفم الكريهة من بكتيريا خفية موجودة في اللسان واللثة والتي تتكون على إثر تناولنا للطعام وترك البقايا المتجزئة منه في فمنا، فضلًا عن سقوط الإفرازات التي تلفظها الأنسجة المخاطية إلى الفم من الأنف وتتسبب في بعث غازات كريهة، أهمها الكبريتات وأكثرها خطورة.
4-الثوم في رائحة كريهة في الفم
يعتبر الثوم من أكبر مسببات الرائحة الكريهة في الفم، وذلك لاحتوائه على مادة الأليسين، التي تميز النفس برائحة لاذعة، ذلك لأنها تتحول بسرعة إلى مركبات كبريتية تؤثر سلبًا على الفم ورائحته.
في الواقع أثبت جسم الإنسان قدرته على التخلص من هذه الجزيئات في غضون ساعات، باستثناء كبريتيد ميثيل الآليل، الذي يستطيع الصمود في الجسم لأكثر من يومين ولا يستطيع الجسم مقاومته في الدم والرئتين، وهو ما يفسر الرائحة الكريهة التي تنبعث أثناء التعرق والتبول والكلام.
5-الحلول
يستطيع الإنسان اللجوء إلى بعض الحلول للتخلص من هذه الرائحة من خلال تنظيف الأسنان، وذلك لإخفاء الرائحة الكريهة، أو تناول بعض الأطعمة على غرار الكيوي، والسبانخ، والبقدونس، والريحان، والحليب، والفطر والأرز، التي تستطيع محاصرة البكتيريا والتقليل منها.
6-التقبيل علاج فعال لرائحة الفم الكريهة
لا يستطيع معظم الناس معرفة ما إذا كانت رائحة فمهم كريهة أم لا، كما لا يستطيعون اكتشافها بسهولة، في المقابل، فإن معرفة أسباب هذه المشكلة الصحية يمكن أن تساعد على التوصل إلى طرق لتفاديها ومكافحتها.
لذلك اقترح الدكتور ميل روزنبرغ، الطبيب ومؤسس الجمعية الدولية لأبحاث رائحة الفم الكريهة، اختبار "موافق للتقبيل"، الذي أوضح أنه قادر على تقييم جودة النفس، وأثبت أنه يساعد على حل هذه المشكلة، وبالتالي، اعتبر التقبيل من أكثر العلاجات فائدة لرائحة الفم الكريهة.