قال رجل الأعمال سميح ساويرس، إن عودة التدفقات الاستثمارية وإنعاش الاقتصاد سيستغرقان بعض الوقت، مشيرًا إلى أنه يمكن إعلان نجاح قرار مصر تعويم عملتها.
وأضاف: "ينبغي ألا تأخذنا الحماسة أو المشاعر.. لا تتكون لديك القناعة بأن هناك اقتصاداً لائقاً وطرقاً لقياس أدائه فتبدأ الاستثمار بين عشية وضحاها.. "الآن، زادت الشهية للاستثمار.. سيبدأ الناس بتفقد شتى الفرص المعروضة عليهم".
يذكر أن البنك المركزي قرر تحرير سعر صرف الجنيه في نوفمبر الماضي، لجذب رؤوس الأموال الأجنبية، ما أدى إلى تراجع العملة المحلية من 8.8 جنيه للدولار إلى نحو 20 جنيهاً في ديسمبر.
وتعتبر عائلة ساويرس من أغنى العائلات المصرية، ويرأس سميح مجلس إدارة أوراسكوم القابضة للتنمية التي تدير منتجعات سياحية ومشاريع عقارية في مصر وأوروبا.
ولأوراسكوم للتنمية إدراج مزدوج في بورصتي سويسرا ومصر. وتشغّل الشركة 35 فندقاً تتجاوز سعتها الإجمالية 8 آلاف غرفة وتسيطر على أراضٍ مساحتها نحو 100 مليون متر مربع، معظمها غير مستغل.
لكن القلاقل السياسية لأكثر من 6 سنوات منذ الإطاحة بحسني مبارك في 2011، أدت إلى عزوف المستثمرين والسياح. وجاءت ضربة كبيرة في 2015 عندما أسقط تنظيم "الدولة الإسلامية" طائرة ركاب روسية فوق شبه جزيرة سيناء مما أودى بحياة 224 شخصا كانوا على متنها.
وعلقت روسيا كل الرحلات الجوية إلى مصر ولم تستأنفها منذ ذلك الحين. وعلقت بريطانيا وألمانيا الرحلات المتجهة إلى وجهات سياحية ومنتجعات معينة، وبسبب ذلك، فإن النصف فقط من إجمالي 3 آلاف غرفة بمنتجع مرتفعات طابا الذي يملكه ساويرس مفتوحة لاستقبال النزلاء.
وأكد ساويرس أن الطريقة الوحيدة لاستعادة السياحة هي التسويق من جانب الحكومة والشركات الخاصة على السواء، مضيفًا "في القطاع السياحي، تعتمد الثقة بالكامل على التسويق.. كل ما نحتاجه هو إنفاق المزيد لمحاولة محو تلك الصورة السيئة التي يجري نشرها قسراً".
ندفع ضرائب ضئيلة
ويقول سميح: "كسبنا المال الكثير بهذا البلد على مر السنين، ومن حق شعبه علينا أن نرد له بعضاً منه؛ لأننا بصراحة وصدق بالغيْن دفعنا ضرائب ضئيلة للغاية؛ نظراً للحوافز الضريبية الضخمة التي مُنحت للمستثمرين".
وتسيطر عائلة ساويرس على إمبراطورية شركات أوراسكوم العملاقة التي أسسها الوالد أنسي، ويشغل ناصف ونجيب ساويرس - شقيقا سميح - منصب الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة لشركتي أوراسكوم كونستراكشون وأوراسكوم للاتصالات على الترتيب.
وعلى العكس من نجيب الذي أسس حزباً سياسياً يشغل ثاني أكبر كتلة في البرلمان وكان حتى وقت قريب يملك شبكة تليفزيونية، فإن سميح يفضل ألا تكون مشاركته في الشأن العام سياسية. وهو يرعى جائزة أدبية ويمول منحاً جامعية للمصريين للدراسة في الخارج.
واعتبر سميح أن مزج المال بالسياسة غير نزيه ويحول دون تكافؤ الفرص، مضيفًا أنه على رجال الأعمال التركيز على أعمالهم، وإذا كان لديهم الوقت والمال فعليهم التركيز على المسؤولية الاجتماعية لا السياسة.
وأكد أنه فور دخول الحكومة السوق، فإن الجميع يغادر؛ لأن الحكومة لا تربح المال؛ بل تنفقه.. مضيفًا "أعتقد أن الحكومات ينبغي أن تكون جهات تنظيم لا منافِسة.. هذا يبعث على الأسى".
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
