تعرض الحلقة النهائية من برنامج المسابقات "أراب أيدول"، السبت المقبل، في الثامنة مساءً وتحل المطربة شيرين عبد الوهاب ضيفة حلقة النهائيات.
ونرصد لكم أهم أسرار وكواليس المشتركين الثلاثة المرشحين للفوز باللقب:
أمير دندن، يعقوب شاهين، وعمّار محمّد، ثلاثة مشتركين تأهّلوا بتصويت الجمهور إلى الحلقة الختاميّة من برنامج المواهب العالميّة في صيغته العربيّة "Arab Idol" على "MBC مصر". وبعدما تجاوزوا كل الصعوبات والمنافسات، بات لقب محبوب العرب في موسمه الرابع من نصيب واحد منهم. فماذا يشكل لهم الفوز باللقب؟ ومن منهم سيكون الأوفر حظًا في الحصول عليه؟
المشتركون الثلاثة يكشفون ما يخططون له للمواجهة الأخيرة، وكيف حصّنوا أنفسهم للوصول إلى المنافسة الحاسمة، كما يتحدّثون عن الماضي والحاضر والمستقبل.
عمّار محمّد.. الزي التقليدي اليمني هويتي في البرنامج
على أرض صنعاء، ولد حلمه الفني بين الأهل والأصدقاء، قبل أن يبدأ خطواته الأولى في عالم الاحتراف، فوقف أمام جمهور ضيق قبل أن يقرّر أن يلبي نداء الحلم للوصول إلى الوطن العربي والعالم من خلال المشاركة في برنامج "Arab Idol" في موسمه الرابع، وذلك بهدف رفع اسم بلده اليمن فنيًّا. شكّل الزي التقليدي اليمني مع الخنجر هوية عمار التي أطلّ بها في البرنامج، واستطاع بصوته القوي وشخصيته الهادئة إقناع اللجنة بجدارته، إلى أن اجتاز كافة المراحل وصولًا إلى الحلقة الختامية والمنافسة على اللقب.
يعتبر عمّار مثاله الأعلى في الغناء هو فنان العرب محمد عبده، لذا قرّر أن يؤدي باقة من أغنياته على امتداد فترة البرنامج. وهو أول مشترك يمني، يصل إلى مراحل متقدمة من برنامج المواهب العالمي بصيغته العربيّة حتى هذا الموسم، وهو يحارب دائمًا من أجل الوصول إلى هدفه.
عرف عمّار تشجيعًا كبيرًا من الجمهور اليمني بداية، ولم يتأخّر حتى بدأ يحصد تشجيعًا عربيًّا أيضًا. ويقول أن "الناس أحبت شخصيتي، وسمعتُ مرارًا أن الجمهور يريد أن يستمع إليّ في ألوان غنائيّة متنوعة، وأعدهم بذلك قريبًا، لكن وجودي في البرنامج يحمّلني مسؤولية كوني سفير الفن اليمني خصوصًا والخليجي عمومًا كما أوصتني لجنة التحكيم". وعمّا أوصاه به حسن الشافعي، بأن يؤدي التراث اليمني ليعرّف العالم العربي إلى الفن الغنائي لهذا البلد، يقول: "بين اللون الخليجي واللون اليمني تشابهًا كبيرًا، لكن بما أن صوتي يمتاز ببعض الحديّة، أرى أن بعض الألوان الغنائيّة لا تناسبني، كالأغاني الشامية على سبيل المثال".
قبل مشاركته في "أراب آيدول"، كان عمّار محمّد يغني على المسرح في الجناح اليمني في القرية العالميّة في دبي، وكان له مساهمات قليلة في بعض الحفلات والمناسبات الوطنيّة في دولة الإمارات العربيّة المتحدة، حيث يعيش حاليًّا مع عائلته الصغيرة. ويروي كيف قرّر التقدم للمشاركة في البرنامج، فيقول: "أحد أصدقائي، نصحني بأن أجرّب حظي، فوجدتها فرصة لكي أوصل ثقافتي وفني، فارتديت اللباس اليمني وحملتُ الخنجر الذي يمثل جزءً من ثقافة بلدي وغنيت أمام اللجنة، وأعتقد أن هذا الزي مدّني بالقوة والطاقة والثقة لأنني أشعر بأنني شخص آخر عندما أرتديه، وغنيت يومها "عيني لغير جمالكم" لأبو بكر سالم.
أشادت أحلام بالعُرَب التي يضفيها على الأغنية بصوته، بينما توجّه حسن إليه قائلًا أن "البرنامج عطش للثقافة العريقة الرائعة التي أبدعت في غنائها". ولا يخفي الشاب اليمني خشيته من تقييم أحلام تحديدًا لغنائه، "فهي تحفظ كل الأغاني ولو أخطأتُ في مكان للاحظته فورًا"، مشيرًا إلى أن "اللجنة لا تنحاز إلى أي من المشتركين الذين وصلوا إلى الحلقات الختامية لكنني أشعر في قرارة نفسي أن أحلام تدعمني، وهي من وصفتني بأني سفير بلادي".
ويعد عمّار محمد بأن يلتزم بـالنصائح التي وُجهت إليه خلال البرنامج، معربًا عن سعادته ببعض تعليقات لجنة التحكيم التي تحوّلت إلى هاشتاج عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومنها "فرحة وطن"، ونكهة "أراب آيدول". ويعوّل الشاب الكثير على الفوز باللقب لأسباب عدّة، أهمها "أننا منذ أربع سنوات لم نفرح، ولم نشهد مناسبة جميلة على المستوى الفني أو الرياضي، لكن مشاركتي في البرنامج ووصولي إلى هذه المرحلة غيرت حديث المجالس، ولفتت انتباه الجمهور اليمني إلى برنامج استطاع مشترك من بلدهم المنافسة فيه والوصول إلى موقع متقدم".
يعقوب شاهين... تجربة محمد عسّاف تجربة يحتذى بها
مرّة جديدة يقف مشترك فلسطيني لينافس على اللقب في "أراب آيدول" واضعًا تجربة محبوب العرب محمد عسّاف أمام ناظريه كمثال يَحتذي به. بدأ مشواره في "أراب آيدول" بموال عراقي ضمن تجارب الأداء، واستطاع أن يلفت انتباه لجنة التحكيم والناس معًا بقدرته على غناء الموال بطريقة ملفتة، بالإضافة إلى تمتعه بحضور جذاب يتفاعل معه الجمهور بقوّة. منذ ما قبل مشاركته في البرنامج، يراود الشاب حلم بأن يصبح اسمه لامعًا، وأن يصل إلى النجومّية في عالم الفن، ويذهب أبعد من ذلك في التحدث عن حلمه ليقول: "أتمنى أن يصل اليوم الذي يصبح هناك ما يعرف بـ"مدرسة يعقوب شاهين". وإذا كانت مدرسته هي من اكتشفت موهبته وقوّة صوته وحسن أدائه، فإن الشاب خاض اختبارات كثيرة قبل المشاركة في "أراب آيدول"، حتى أنه حصل على اللقب في أحد برامج الهواة الفلسطينيّة. درس الموسيقى الشرقية وتعلّم العزف على آلة العود، وكان مثاله الأعلى في الفن هو موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب.
وإذا كان يعقوب قد برع في أداء الموال والأغاني البلديّة، فإن اللجنة انتقدت أداءه للون الرومانسي، لكنه أصرّ أن ما من لون غنائي سيستعصي عليه، وسيتمكّن من إقناع أعضاء اللجنة بالأغنيات الرومانسيّة، لذا اختار أغنية "يا ضلي يا روحي" للفنان وائل كفوري في التصفيات نصف النهائية. ويتذكر يعقوب رحلته مع "أراب آيدول"، منذ وقوفه لأول مرة في اختبارات الأداء في رام الله في فلسطين، مرورًا بكافة المراحل الماضية، ووصولًا إلى الأسابيع الأخيرة.
يتوقف يعقوب عند تجربته بعيدًا عن الفن، فيقول: "درست هندسة الديكور، وفي الوقت نفسه أكملت دراستي في الموسيقى في معهد إدوارد سعيد للموسيقى في فلسطين، وكانت لي مشاركة يوم كنت طفلًا في العام 2005 في أحد البرامج في الضفة الغربية وقطاع غزة، ثم في 2012 شاركت في أحد برامج الهواة للشباب وحصلت على اللقب، وصرت معروفًا على مستوى فلسطين، وكنت أحيي مهرجانات فنية وحفلات صغيرة، لكنني كنت مصرًّا منذ ذلك اليوم أن أصل إلى الجمهور في كل أنحاء العالم العربي، فقررت المشاركة في "أراب آيدول". ويلفت إلى "أنني تخليت عن شهادتي من أجل حلم الغناء والفن، فكنت لا أترك فرصة ولا حفلة إلا وأشارك فيها ولو من دون مقابل مادي، لأصبح معروفًا أكثر".
ويكشف يعقوب أن "تجربة الفنان محمد عساف، كانت محفزًا ومشجعًا ليس له فقط، بل شجعت المواهب الفلسطينية على المشاركة لأن عسّاف أثبت أن الموهبة قد توصل صاحبها إلى العالميّة، ولنثبت كشباب فلسطيني أننا برغم كل الظروف، نحن نشارك ونعرّف الناس بمواهبنا وأن من هذه الأرض تنبت مواهب استثنائيّة".
يعرب يعقوب عن سعادته بتعليق وائل يوم قال: "عندما تحيي حفلاتك الخاصة، سأكون من بين الحضور"، وبما قاله حسن بأن "صوتك محرّم لأنه من المسكرات، وبأن الجمهور الذي يصفق لك ويتفاعل معك اليوم ما هو إلاّ جزء بسيط من الجمهور الذي ينتظرك في حفلاتك القادمة". ويضيف: "أشعر بأن هناك جمهورًا كبيرًا ينتظرني ويدعمني، وشكلت قاعدة جماهيرية عريضة من أجلها يجب أن أظل مستمرًا وألاّ ينتهي حلمي على أعتاب هذا البرنامج، بل أريده أن يكون محطة مضيئة ونقلة نوعيّة ينتظرني بعدها الكثير من المفاجآت"، مشددًا على أن "الأهم بالنسبة لي الاستمرارية، ويجدر بي الاستفادة من الشهرة والنجاح الذي حقّقتهما من خلال برنامج "أراب آيدول"، من أجل الوصول إلى المزيد من الشهرة".
أمير دندن... ما أفكر به اليوم أبعد من الفوز وهو الوصول إلى الوحدة العربيّة
حاز إعجاب اللجنة منذ وقوفه لأول مرة على المسرح، حتى أن أحلام استغربت أن هذا الصوت لم يعرف النشاز ولم يخطئ ولو لمرّة واحدة. هو أمير دندن ثاني المشتركين الفلسطينيين الذي وصلوا إلى الحلقة النهائية من برنامج "أراب آيدول". يوضح أمير أنه كان لم يتجاوز السادسة من عمره يوم غنى أمام الجمهور لأول مرّة، يقول: "أديت يومها أوبريت "الحلم العربي" ثم أوبريت "الضمير العربي"، وما أفكر به اليوم أبعد من الفوز وهو الوصول إلى ما يسمى وحدة عربيّة".
نشأ أمير في بيت فني، فوالده الفنان خالد دندن، وعائلته تهتم بالفن فوجهته في الطريق الصحيح، ويقول "أنا من البروة وهي بلدة الشاعر محمود درويش، هذا الرمز الفلسطيني الكبير، لكنني عشت في بلدة مجد الكروم". تطوّرت خبرته في الفن والغناء بعد دراسته الموسيقى، وبدأت تجربته مشاركًا في حفلات والده والعمل كمهندس صوت في الحفلات، وبالمشاركة في برامج المواهب الفلسطينية، ومثاله الأعلى في المجال الفني هو الفنان الراحل وديع الصافي.
بعد مشاركته في حفلات والده، قرّر أن يصنع تجربته الخاصة فسافر إلى الولايات المتحدة الأميركيّة، حيث استقر في ولاية نيو جرسي. وعندما أعلن عن الموسم الجديد من "أراب آيدول"، شعر منذ اللحظة الأولى بأنه مخوّل للمنافسة على اللقب، وسعى عندها لإيصال صوته إلى كافة أنحاء العالم. ويقول أمير: "لدي طاقة فنيّة منذ سنوات، مسجونة داخلي، وقد تغربت وعشت في أميركا ما يقارب 7 سنوات، وانتظرت طويلًا هذه اللحظة كي أفجر موهبتي وأعرّف الناس على ما يمكنني تقديمه".
يجيب عما قاله عنه حسن في الحلقات الماضية أنه ساحر يخرج من جرابه كل مرّة جديدًا، فيقول: "كل طاقتي سأقدمها هذه المرّة"، لافتًا إلى أن "لدي مشروعًا أحضر له، ويهمني الفوز باللقب لكن هذا لا يعني أن عدم الفوز سيكون مؤثرًا جدًا، لأن ثمة فنانين حققوا نجومية كبيرة من دون فوزهم بالألقاب في برامج فنية". ويؤكد أن "هناك الكثير من المفاجآت التي أحضّرها للجمهور بعد البرنامج، وسأختار الأغنيات التي أحبها وأشعر أن الجمهور سيتفاعل معها، وستتوزع محطاتي بين فلسطين وأميركا ولبنان ودبي".
وعلى الرغم من أن أمير استقر نحو 7 سنوات في أميركا، أحيا فيها الحفلات للجاليات العربيّة، لكنه لم يشأ أن يغني أغنيات بغير اللهجات العربيّة. ويشير إلى أنه في مروره الأول أمام لجنة التحكيم غنى "الورد جميل" لكوكب الشرق أم كلثوم ولحن سيد مكاوي، وكانت رودود الأفعال إيجابية جدًا، مشيرًا إلى أن "هذا البرنامج دعمني بقوة، وخلال فترة بسيطة بات يعرفني الجمهور أينما حللت، وهذه نعمة من الله".
لا يخفى عن أحد ثقة أمير الكبيرة بنفسه وبما يؤديه على المسرح، يقول: "رهبة المسرح موجودة عندي طبعًا، لكنني لا أقبل بأن تتفوّق علي وإلا غلبتني، وأنا أنوي كل مرّة أن أشعل المسرح، وأضع سماعة واحدة في أذني وأبقي الثانية لأسمع مدى تفاعل الجمهور مع ما أغنيه". ويؤكد أمير بأن "ما يشغله اليوم هو مسألة الاستمرارية بعد البرنامج، أعتبر أنني أدخلت السعادة والفرح إلى قلوب الناس خلال الحلقات، ويجب أن أواصل الرحلة لوحدي من الآن فصاعدًا بخطوات مدروسة"، لافتًا إلى "أنني أجّلت اللون الخليجي إلى ما بعد البرنامج، والآن أجهز إلى أغنية خليجية ستصدر قريبًا". ويشير أمير إلى أن "أراب آيدول" يوصلنا إلى النجومية بسرعة قياسيّة وبنجاح مدوٍّ وعلينا بعده الاجتهاد لنستمر في الحياة الفنية وإلاّ فستنسانا الناس سريعًا".