اعلان

روسيا تتلاعب بمصر.. إرجاء استئناف الرحلات السياحية لأسباب أمنية.. وخبراء: "مناورات سياسية"

فلاديمير بوتين
كتب : أحمد سعد

"مصر لم تنتبه بعد من تنفيذ التدابير الأمنية".. هكذا جاءت تصريحات وزير النقل الروسي، على هامش إعلانه بشكل قاطع عدم عودة السياحة الروسية إلى مصر، في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن الخبراء الروس الذين وصلوا أخيرا إلى موسكو عقب فحصهم لمطار القاهرة، أقروا عدم إمكانية عودة الرحلات بين البلدين فى المستقبل القريب.

واستبعد الوزير الروسي، فى تصريح مفاجئ لقناة "روسيا 24" أمس، فتح الخطوط الجوية مع مطار القاهرة الذى شهد حزمة واسعة من التدابير الأمنية خلال العام الماضي، بناء على طلب الخبراء الروس، موضحا أن الجانب المصري لم ينته بعد من تنفيذ بعض التدابير الأمنية التي أشار إليها الخبراء الروس، لاسيما تطبيق نظام تعريف الهوية "البيومتري" في المطارات.

الأمر لم يتوقف عند تصريحات وزير النقل، حيث أشار نائب وزير الخارجية الروسي، أوليغ سيرومولوتوف، اليوم الأربعاء، إلى أن الحوادث على غرار عمليات إطلاق الصواريخ الأخيرة من سيناء على إيلات الإسرائيلية قد تعقد مسألة اتخاذ قرار حول عودة السياح الروس إلى مصر.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في نوفمبر 2015، قد أعلن وقف الرحلات السياحية إلى مصر خاصة مطار شرم الشيخ لحين الانتهاء من تحقيقات سقوط الطائرة الروسية في سيناء، خاصة بعد توصيات الأجهزة الأمنية الروسية بتعليق السفر إلى مصر، وخاصة مع قرار الحكومة البريطانية بوقف السفر إلي شرم الشيخ وإعادة السياح الإنجليز من مطار شرم الشيخ فورا وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موقف حرج، خاصة وأن الطائرة التي سقطت في سيناء كانت تقل مواطنين روسيين، مما دفع "بوتين" للموافق على تعليق الرحلات الجوية إلى مصر، ووضع آلية لعودة السياح الروس الموجودين في شرم الشيخ ومدن البحر الأحمر مثل الغردقة ومرسي علم والسخنة.

وردا على تساؤلات "أهل مصر" حول تلاعب الجانب الروسي بمصر، بعد إعلانه بشكل نهائي عدم استئناف الرحلات الروسية إلى مصر، في الوقت الراهن، خاصة بعدما أكدت تقارير إخبارية روسية، في أوقات سابقة، خلال الشهر الماضي، إلى اقتراب عودة السياحة الروسية لمصر، إلى جانب تصريحات المسئولين الروس حول الوضع الأمني في مصر، وزيادة مستوى الأمن في المطارات المصرية، خاصة مطار القاهرة الدولي الذى سيستقبل أول رحلة طيران بين موسكو والقاهرة.

وقال الإعلامي عمرو أديب، إن موسكو قررت تأجيل عودة السياحة الروسية إلى مصر، مشيرة إلى أنها ستبدأ بالقاهرة أولًا ثم الغردقة وأخيرًا شرم الشيخ، وتابع خلال تقديم برنامج "كل يوم" على فضائية "أون إي"، أنها قررت عدم تفعيل زيارة الوفد الذي من المقرر أن يتفقد المطارات أيضًا، لافتًا إلى أن هذا بسبب تقارب مصر مع الإدارة الأمريكية الجديدة.

وتساءل أديب: "كله بيلاعبك.. حتى بتاع إسرائيل بيحذر رعاياه إنهم يمشوا من سينا.. وبكرة أمريكا هتعمل زيه.. طب بلد زي دب تمشي ازاي؟".

من جانبه، أوضح الخبير السياحي، ثروت العجمي، أن إعلان روسيا عدم استئناف الرحلات بشكل نهائي، أكد عدم مصداقية التقارير التابعة للإعلام الروسي خلال الفترة الماضية، كما أن توقيت الإعلان وربطه بالعمليات الإرهابية في سيناء، وإطلاق صواريخ بقرب إيلات، يعطي مؤشرات حقيقية لعدم رغبة روسيا في عودة الرحلات من الأساس، حيث أن جميع التقارير الأمنية في الفترة الماضية الصادرة عن الوفود الروسية التي قامت بزيارة مصر، أكدت الجهود الأمنية التي تبذلها لمواجهة الإرهاب.

وتابع العجمي، في تصريحات خاصة، لـ"أهل مصر"، أن ما أعلنته روسيا سابقا عن اقتراب عودة الرحلات، كان لأسباب خفية، ربما لتنفيذ مصالحها مع مصر، ومنها صفقات الأسلحة ومشروع الضبعة، إلا أن الجانب الروسي يعلم جيدا أنه لن يتنازل عن قرار وقف الرحلات، مؤكدا أن السياحة المصرية رغم إضرابها وتأثرها بشكل كبير في الوقت الراهن، إلا أنها ستعود في القريب العاجل، مطالبا الدولة بالتخطيط الجيد ودراسة القوانين الجديدة، والعمل المستمر على تنشيط السياحة دون الاعتماد على الجانب الروسي فقط.

وفي ذات السياق، قال الخبير السياحي بشار أبوطالب، إن مصر قبل عام ١٩٩٠ لم يكن لديها سياحة روسية، وذلك أيام الاتحاد السوفيتي، مشيرًا الى أن السياحة في مصر كانت ثقافية وأغلب مرتاديها من كبار السن الباحثين عن كل نادر شيق وممتع، مضيفا أنه عندما تفكك الاتحاد السوفيتي وأصبح في إمكان الروس السياحة في العالم، بحثوا عن جو ممتع ومشمس وبحر قريب، فوجدوا ضالتهم في شواطئ البحر الأحمر خاصة أثناء حرب الخليج.

وأشار أبوطالب، إلى أن هيئة تنشيط السياحة تحاول فتح أسواق بديلة للسياح الروس مثل أمريكا اللاتينية وأوكرانيا والصين واليابان، مؤكدًا أن مصر هي من تصنع السياحة كما صنعت التاريخ، فكما صنعنا السوق الروسي يمكننا صناعة غيره بشرط تلافي السلبيات والتأكيد علي الجودة والتحديث المستمر للبرامج والاستعانة بالكوادر الفاهمة الواعية، فغياب السياحة الروسية لا يقلل من قوتنا سنعوضه بالأسواق البديلة.

ولفت أبو طالب، إلى أن الدولة التي تمتلك طائرة يعتبر حصلت على نصف إمكانيات صناعة السياحة، مضيفًا أن هيئة تنشيط السياحة لابد أن تسخر جيشًا من شباب الإنترنت لتسويق مصر إلكترونيا، فنحن لدينا إمكانيات هائلة وينقصنا التنسيق.

وأوضح أبوطالب، إنه مع بداية ظهور الإرهاب في مصر وعشوائية السوق المصري التي جعلت المنافسة سعرية في المقام الأول أدى ذلك إلى أضرار جسيمة بالسياحة المصري.

ومن جانبه قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية إن وضع السياحة بدأ يتحسن خلال الفترة الماضية وبدأت عدد من الدول الأوروبية ترفع الحظر عن السفر لمصر، وهذا كان خطوة جيدة لعودة السياحة خاصة بعد تشكيل المجلس القومي للسياحة برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي وضع توصيات جيدة رحبت بها بعض الدول، ولكن هذا القرار جاء بمثابة تحول كبير في ملف عودة السياحة إلى مصر مرة أخرى.

وتابع فهمي، أن القرار يعد مناورة سياسية وليس له أي علاقة بالإجراءات الأمنية، حيث إن الجميع يعلم أن الإجراءات الأمنية في المطارات تغيرت لدرجة أن هناك بعض المسؤولين المصريين اعترضوا على صعوبة هذه الإجراءات لعل أبرزهم المستشارة تهاني الجبالي لذلك فإن هذا الملف لابد أن يدار سياسيا وليس أمنيا.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً