سلطت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية الضوء على تلاقي المصالح بين أردوغان الذي يطمح في إقامة خلافة عثمانية جديدة، ومحاولات جماعة الإخوان الإرهابية في أن تحافظ على دولة حاضنة لها.
وشددت الصحيفة على أن الجماعة لن تخذل الرئيس أردوغان خاصة بعد مبايعة المرشد العام لها في بيان أكد فيه أن الرئيس التركي هو خليفتهم وقائدهم.
وقالت الصحيفة إن التنظيم الدولي لجماعة الاخوان يدرك جيدًا أهمية الدور التركي إقليميًا ودوليًا، وخاصة الدور الذى لعبه لصالح الإدارة الأمريكية السابقة مع صعود الربيع العربي الأمريكي أثناء تولى الرئيس الأسبق باراك أوباما هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى التنظيم الدولي مازال لديه أمل أن يستعيد جزء من وضعه ومكانته كجماعة دعوية سياسية تحتل مكانة في الشارع العربي.
وأشارت الصحيفة إلى أن التنظيم يرى أن أردوغان ظهير سياسي وتفاوضي بارع لحل مشاكل بوساطة مع الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب، ولا يزال حزب العدالة والتنمية التركي هو جزء من مشروع الخلافة الإسلامية مع مكتب الإرشاد في مصر وراشد الغنوشي في تونس وهو معلم رجب طيب أردوغان، هذا المثلث الإخوانى التركي المصري التونسي مازال يراهن على الوقت من خلال خطط بديلة كنوع من التهدئة، وهو ما يراهن عليها التنظيم الدولي خلال المرحلة القادمة، لأن تركيا تربطها علاقات مصالح مع كل أطراف الملعب الدولي".
وتتوقع الصحيفة أن أردوغان لن ينظر إلا لطموحه السياسي، حتى لو ضحى بالإخوان مقابل هذا الطموح، إضافة إلى رغبته في تكوين تحالفات إقليمية مع كل من روسيا وأمريكا، ولا يريد أن يضع طموحه السياسي مرهونًا بالدفاع عن الإخوان، ومع تضحية تركيا للإخوان، بدأت الجماعة في اتخاذ خطوة استباقية لنقل نشاطها إلى بريطانيا لتجديد دمائها عبر إبراهيم منير، أمين التنظيم الدولي للإخوان ببريطانيا، لكن المؤشرات في بريطانيا أيضا تثبت أنها تتطلع للتعاون الاقتصادي مع مصر، ولن تضحى بهذا التعاون مقابل الإخوان، وما يثبت هذا الترجيح فشل الوفد الإخوانى القادم من إسطنبول للقاء رئيس وزراء بريطانيا، بالتزامن مع قرب زيارة بعثتها التجارية لمصر خلال شهر نوفمبر المقبل، للبحث عن فرص الاستثمار في السوق المصرية.
وأوضحت الصحيفة أن كل المؤشرات الدولية تؤكد انهيار جماعة الإخوان في القارة الأوروبية، بعد أن وفرت لها الأخيرة موطنًا لإستهداف الدول، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة استهدفت خلال الفترة الماضية التنظيمات الإرهابية.
وأضافت الصحيفة أن كسر الإخوان في مصر يعتبر بداية لضعف الجماعة، وفرط عقدها في أوروبا، وأن على القارة الأوروبية أن تفض التشابك المصلحي بين التنظيم وبينها، عبر إقامة مشروعات بديلة، تحقق هذا التوازن الذى كانت تلعب عليه جماعة الإخوان عبر نشاطاتها الاقتصادية في أوروبا، مشيرة إلى أن الإنجاز الذى تحقق خلال الفترة الأخيرة، هو قدرة النظام المصري على نبذها اجتماعيا، تمهيدا للاتفاق السياسي مع دول أوروبا على تصنيفها كجماعة إرهابية.