بعد 10 سنوات من القطيعة الأزهر والفاتيكان يعودان للحوار..شومان:يستشهد بوصاية الرسول بالاهتمام بغير المسلمين.. ومسؤول الفاتيكان ينسب نجاح فكرة الحوار لـ"للطيب‎"

عباس شومان، وكيل الأزهر

بعد اكثر من 10 سنوات من القطيعة استأنف الأزهر الشريف، لقاءاته واتصالاته مع الفاتيكان، التى كان قد علقها بعد زيادة حدة التعرض السلبي للإسلام والمسلمين من جانب بابا الفاتيكان السابق بيندكت السادس عشر، لتعود العلاقات مرة أخرى فى عهد البابا فرانسيس بابا الفاتيكان الحالي.

وتعليقا على هذا يوقل عباس شومان، وكيل الأزهر، إن أقوال وأفعال سيدنا رسول الله في كتب السير والحديث توصي بغير المسلمين والمسيحيين، مؤكدا أن التعددية واختلاف الناس فكرا وعقيدة ولغة وثقافة طبيعة بشرية، وهذا مبدأ مقرر في الشريعة الإسلامية، مستشهدا بقول اللهتعالى "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة".

ولفت - خلال كلمته باللجنة المشتركة التى عقدت اليوم بين الأزهر والمجلس البابوى - أنه من المؤلم غاية الألم أن ترتكب الجرائم باسم الدين، وأنه إذا أردنا سلاما وأمانا عاما للبشرية جمعاء فعلى الذين يملكون القوة أن يمتلكون الإرادة القوية في مواجهة التطرف والإرهاب بالقوة والتعليم والإقتصاد، وتحمل المسؤلية تجاه ذلك وتتوقف عن سياسة الكيل بمكيالين، مطالبا الجميع بضرورة العمل فى ضوء المشتركات الإنسانية التي لا تختلف بين الأديان أو المذاهب.

وأَبْلَغَ الدكتور محي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن الحقائق الإيمانية والقيم الإسلامية الحضارية تؤكد سماحة الإسلام ونظرته الموضوعية لهذا العـالم الذي يشتمل على أتباع الأديان والمذاهب والأفكار المختلفة.

وأستطرد أَثْنَاء كلمته في ندوة مواجهة التعصب والتطرف الديني، التي عقدت بمقر المشيخة، اليــوم الأربعاء، بالتعاون مع مركزي الحوار بالأزهر والفاتيكان،قائلا:أنه منذ أن أقام النبي (صلى الله عليه وسلم) دولته في المدينة، لم تكن رعاية هذه الدولة مقصورة على المؤمنين بالإسلام بل كانت هناك تعددية، فقد عايش الإسلام أصنافًا شتي من الطوائف والملل والنحل والأديان والعقائد، وعايش أهل الكتاب وغيرهم من المشركين وعبدة الشمس، والكواكب، عايش البوذية والكنفوشية والهندوسية وغيرهم.

وأَعْلَنَ عفيفي أن الإسلام دعا إلى الإحسان إلي الأديان الأخرى في المعاملة والمعاشرة، والتودد والبر والإنصاف أَبْلَغَ تعالى: "لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ".

ومن جانبه قال الكاردينال جون لويس توران، رئيس المجلس البابوي لحوار الأديان بالفاتيكان، إنه سعيد بوجوده في الأزهر الشَّريف ولقاء قياداته لا سيما في ظل التعاون الكبير بين المؤسستين عقب الزيارة التاريخية لفضيلة الإمام الأكبر إلى الفاتيكان في شهر مايو من العام الماضي، وأنها كانت خطوة هامة في تجسير العلاقات بين المؤسستين الكبيرتين، مؤكدًا أنَّ القادة الدينيين عليهم دور كبير في بسط السلام في المجتمعات واستغلال المناسبات الدينية في نشر التآخي والتعاون بين معتنقي الديانات، لأن الحوار بين الأديان عمل ديني.

وأضاف توران أنَّ هناك من الكثير من القواسم المشتركة بين الديانات وأقرب الديانات إلى المسيحية هو الإسلام نظرًا للعديد من الجوانب المشتركة بين الديانتين لا سيما على صعيدي العقائد والأخلاق، ولكن للأسف هناك جماعات من النَّاس تتبنى خطاب الكراهية والعنف، وهذه الجماعات المتطرفة تسعى لفرض معتقداتها الخاطئة بالقوة وهم متعصبون لأفكارهم المغلوطة ويكفرون من يخالفهم وينصبون له العداء، مؤكدًا أننا نعيش في عالم منقسم على نفسه وعنيف نظرًا لاعتماد سياسة القوة وإغفال دور الحوار في نشر السلام.

وقد شارك في الندوة من الأزهر الشريف حمدي زقزوق رئيس مركز الحوار بالأزهر، محيي الدين عفيفي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر، وعدد من خبراء مرصد الأزهر العالمي لمكافحة التطرف، ومن المجلس البابوي، الكاردينال جون لويس توران رئيس المجلس البابوي لحوار الأديان، روترد ويلانديت مستشار مؤسسة CRRM، ومارتينو دييز مدير بمؤسسة OASIS لتطوير معايير المعلومات المنظمة، إضافة لنخبة من الخبراء والمفكرين.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
حجز استئناف سائق ميكروباص حادث معدية أبو غالب لـ 25 ديسمبر للنطق بالحكم