استعداد كبير وتأهب واضح حال شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بعد حصولهم على رخص تقديم خدمات الاتصالات المتكاملة وإتاحة الترددات اللازمة تدريجيا أمامهم لتقديم الخدمة داخل 6 مدن ( القاهرة الإسكندرية الاقصر وأسوان وشرم الشيخ والغردقة، كبداية لتعميم الخدمة على مستوى الجمهورية، وتتسابق الشركات فى تقديم أفضل عروضها استعدادا لإطلاق خدمتها من الجيل الرابع أمام عملائها، والمتوقع له الأشهرالقليلة المقبلة بمجرد حصولها على الترددات الجديدة من الجهاز القومى للاتصالات.
من جانبهم أكد خبراء الاتصالات عظم استفادة المجتمع المصرى من اتاحة خدمات الجيل الرابع أمامه، خاصة مع السرعات المرتفعة والجودة العالية التى ستتيحها هذه التقنية، متوقعين منافسة حميمية، ولكن ذات طابع شرس بين شركات الاتصالات الأربعة( المصرية للإتصالات واورنج ـ مصر وفودافون واتصالات مصر)بعد تمكينها جميعا ًمن التحول لمشغل متكامل.
وأوضح الخبراء أن خدمات الجيل الرابع والتى تتميز بمضاعفتها السرعات القصوى الحالية من 42 ميجا ثانية فى ال3G " " الى 84 ميجاثانية فى المتوسط امام مستخدميها ممن تمكنهم أجهزتهم من دعم تقنية 4G، والذى يقدر عددهم بنحو 5ملايين مستفيد من إجمالى نحو 40 مليون مستخدم للإنترنت.
ولفت خبراء الاتصالات الى أن الشركات تحتاج الى ضخ مابين مليار الى 1.5 مليار دولار حتى تتمكن من تقديمها لخدمات الجيل الرابع، هذا فضلا عن ماتتحمله الشركة المصرية للاتصالات من أعباء اضافية أمام منافيسيها بالزامها بتوفير البنية التحتية اللازمة من شبكات الفايبر" الالياف الضوئية " أمامهم، الامر الذى قدرت تكلفته مابين 3 مليار الى مليارات دولار، وإن كانت الاستثمار الأكبر تمثل فى عوائد منح رخص الجيل الرابع للشركات بقيمة تجاوزت الـ10 مليارات جنيه.
أكد مقبل فياض خبير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أهمية خدمات الجيل الرابع 4G للسوق المصرى والعاملين فيه، خاصة مع استخدام غالبية دول العالم لهذه الخدمات منذ فترة ليست بالقريبة، الى جانب بدء تقديم بعضها لخدمات 5G واستفادتها من هذا التطور التكنولوجى السريع فى خدمة مجتمعاتها.
وتوقع فياض حدوث منافسة كبيرة بين المشغلين الأربع داخل السوق، الأمر الذى سيصب فى صالح المستخدم للخدمة خاصة مع السرعات والجودة العالية التى تتيحها تقنية 4G، الأمر الذى سيدفع الشركات الى تقديم أفضل العروض، والباقات بأفضل الاسعار أمام عملائها، خاصة مع تحول الشركات جميعها الى مشغل اتصالات متكامل.
وأبدى فياض تخوفه من عدم إعلان جهاز الاتصالات بالتعاون مع الشركات الأربعة للأسعار التى ستمنح بها خدمات الجيل الرابع للمستخدمين حتى الآن وإلزام الشركات بها، مرجعا تخوفه إلى حدوث صدامات جديدة بين شركات الاتصالات والحكومة ممثلة فى الجهاز القومى للاتصالات.
قال أحمد العطيفى خبير قطاع الاتصالات ان شركات الإتصالات الأربعة العاملة بالسوق باتت أمام تحدي كبير مع حصولها على رخص تقديم خدمات الجيل الرابع بترددات أكبر تتيح لها تقديم خدمات أفضل وبجودة عالية وفقا للمعايير العالمية، التى تمنحها هذه الرخص لمشغليها ومن ثم من المنتظر ترجمتها على أرض الواقع من خلال تقديم خدمات بيانات وصوت وصورة بسرعات عالية تتوافق مع ماتتيحه تقنية الـ4G.
وأضاف العطيفى أن خدمات الجيل الرابع "تقنية الـ4G" تتيح سعات عالية بسرعات مرتفعة أمام مستخدميها تصل الى 84 ميجاثانية فى المتوسط، موضحا أن تقنية ال3G التى تدعمها معظم الأجهزة والهواتف الذكية حاليا تتيح أمام مستخدميهاسرعات تصل بحد أقصى الى 42 ميجاثانية وهو ما ستضاعفه خدمات الجيل الرابع أمام مستخدميها فى الفترة القادمة.
وأوضح خبير الاتصالات أن من المنتظر أن تقدم شركات الاتصالات السرعات الجديدة التى تفوق المقدمة حالية بزيادة فى الجودة والسرعة تصل من4 الى 10 مرات الحالية، وهو الأمر الذى يضع أمام الجهاز القومى للإتصالات مهمة كبيرة حتى يلزم شركات الاتصالات المقدمة لخدمات الجيل الرابع أن تتفق سرعاتها المقدمة لمستخدميها مع ما أعلن عنه وما أتيح من ترددات وسرعات داخل الرخص الممنوحة لهؤلاء المشغلين الأربعة.
وعن توقعات ضخ شركات الاتصالات لاستثمارات جديدة داخل السوق، أكد العطيفى أنه لاشك فى احتياج الشركات لضخ استثمارات تقدر ما بين مليار إلى 1.5 مليار دولار حتى تتمكن من تقديم خدمات ال4G داخل السوق، هذا بالإضافة الى ما ستتحمله الشركة المصرية للإتصالات من أعباء إضافية تتعلق بإحتياج السوق لضخ استثمارات تقدر ما بين 3 الى 5 مليارات دولار على بناء شبكات الفايبر " الالياف الضوئية " التى ستعتمد عليها الشركات الاربع فى تقديم خدمات الجيل الرابع وفقا لتقديرات سابقة بجانب مشاركتها فى تقديم الخدمة.
ولفت خبير الاتصالات الى أن الشريحة التى ستدعمها خدمات الجيل الرابع من المستخدميين الحاليين تقدر بحوالى 5 ملايين مستفيد وهم من حاملى الهواتف الذكية المدعمة بتقنية الـ LTE " 4G " من بين 40 مليون مستخدم للإنترنت، وذلك نظرا للتكلفة المرتفعة للهواتف التى تدعم هذه التقنية والتى لايقل ثمنها عن 3 آلاف جنيه على الأقل، داعيا الحكومة الى تبنى فكرة قومية بنشر خدمة الواى فاى الخارجى حتى تتمكن الفئات المجتمعية الفقيرة الاستفادة من السرعات الجديدة من خدمات الجيل الرابع التى سيتيحها مشغليها داخل السوق فى الفترة المقبلة.
قال حمدى الليثى خبير الاتصالات أن دخول لاعب جديد مثل الشركة المصرية للاتصالات سيدعوا السوق إلى إعادة تنشيط نفسه تلقائيا خاصة مع دخول تكنولوجيا جديدة مثل الجيل الرابع التى ستمنح الشركات القدرة على الابتكار فى خلق منتجات جديدة وطرح خدمات متميزة أمام مشتركيها، الأمر الذى يصب فى النهاية فى صالح كلا من المستهلك بحصوله على أفضل الخدمات والقطاع من خلال ضخ استثمارات جديدة فيه، والشركات بتحقيقها لأرباح مقابل ماستقدمه.
وأضاف الليثى أن الشركات بدأت فى ضخ استثمارات كبيرة بالفعل من خلال حصولها على رخص تقديم خدمات الجيل الرابع والتحول لمشغل متكامل، مما سيدفعها تلقائيا إلى ضخ مزيد من الاستثمار لتقديم منتج نهائى قوى، تستطيع أن تجنى من خلاله ما أنفقته، متوقعا أن تزيد استثمارت الشركات السنوية داخل قطاع الاتصالات بنسبة 50 % عن ما تم استثماره هذا العام.