أوصت الندوة المشتركة بين مركز الحوار بالأزهر والمجلس البابوي للحوار بين الأديان، بأهمية الحوار بين المؤسستين، وتفعيل القيم الإنسانية المشتركة في مواجهة التعصب والتطرف والعنف، وبأهمية احترام التعددية الدينية والمذهبية والفكرية.
وطالبت الندوة في توصياتها بضرورة معالجة أسباب ظواهر التعصب والتطرف والإرهاب والعنف من فقر وأمية وجهل وتوظيف الدين توظيفًا سياسيًا، وعدم فهم النصوص الدينية فهمًا صحيحًا، كما أوصت بالاهتمام بقضايا الشباب وفتح قنوات الحوار معهم لأجل بيان المفاهيم الصحيحة التي جاءت بها الأديان والاهتمام بتربية الشباب وتنمية قدراتهم.
شملت التوصيات التأكيد على أهمية العناية بمناهج التعليم التي ترسخ للقيم الإنسانية المشتركة، والاهتمام بقضايا المرأة والأسرة والشباب واستشعار المسئولية في العناية بالأطفال، والتأكيد على قيم الرحمة والمحبة والقيم الأخلاقية لمواجهة التعصب والتطرف والعنف والإرهاب، وبالاهتمام بكيفية إدارة الخلاف وبيان أن الاختلاف في العقيدة أو المذهب أو الفكر يجب ألا يضر بالتعايش السلمي وأن الاختلاف واقع معبر عن إرادة الله تعالى.
كما شددت الندوة على أهمية التعامل بين مركز الحوار الأزهر الشريف والمجلس البابوي للحوار بين الأديان في إقرار السلام والعيش المشترك والتواصل مع أصحاب القرار لأجل التعاون في إقرار الأمن والتنمية.
وأكدت الندوة على موقف مركز الحوار بالأزهر الشريف والمجلس البابوي للحوار بين الأديان من اعتماد الجوار أساسًا للعلاقات بين الدول والشعوب والأفراد والحضارات والأديان من أجل ترسيخ السلام والأمن والاستقرار، ورفض جميع أشكال التعصب والتطرف والعنف، فضلا عن أهمية استمرار عقد الندوات واللقاءات بين مركز الحوار بالأزهر الشريف والمجلس البابوي للحوار بين الأديان لأجل معرفة صحيحة بالأديان وبتعاليمها وقيمها الأخلاقية.
وأوصت الندوة الحكومات والمنظمات والهيئات الدولية للتعاون في مواجهة جماعات العنف والتطرف التى أثرت تأثيرًا سلبيًا على الاستقرار والعيش المشترك بين الشعوب، هذا فضلا عن المساعدة في الدعوة إلى تخفيف حدة العنف والتوتر بين أتباع الأديان في كثير من بلدان العالم، وضرورة القضاء على ظاهرة بث روح الكراهية والعداء للأديان، والإساءة إلى الرموز الدينية لأنها من مبررات الأعمال العدوانية.
كما شددت على ضرورة التعاون الجاد لمواجهة حقيقية وفعالة للإرهاب والمنظمات الإرهابية والعمل على تجفيف منابعه، ومنع الإمدادات بالمال أو السلاح عنه، وكذلك العمل على غلق منافذ التواصل الاجتماعي أمامه وغير ذلك من الوسائل الفعالة لأجل حماية الشباب من أفكاره الهدامة.
وأقيم على مدار اليومين الماضيين بمشيخة الأزهر ندوة بعنوان "" دور الأزهر الشريف والفاتيكان في مواجهة ظواهر التعصب والتطرف والعنف" والتي جمعت ممثلين عن مركز الحوار بالأزهر والمجلس البابوي للحوار بين الأديان بالفاتيكان.
وقد افتتح الندوة الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف، وتحدث الدكتور محمود حمدي زقزوق، رئيس مركز الحوار في الأزهر الشريف وعضو هيئة كبار العلماء، كما تحدث الكاردينال جان لويس توران، رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان.
وتابعت الندوة جلساتها على مدى يومين حيث ألقت البحوث المقدمة من السادة المشاركين بلغ عددها (6) أبحاث باللغة العربية واللغة الإنجليزية حول المحاور التالية: المحور الأول: التعصب: أسبابه وطرق علاجه، والمحور الثاني: التطرف: أسبابه وطرق علاجه، والمحور الثالث: العنف: أسبابه وطرق علاجه.