أشارت عدة تقارير صحفية في الأيام القليلة الماضية، إلى أساب إستثناء مصر والسعودية، من قرار حظر اللاجئين الذي أصدره الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" مؤخراً، منوهه حول خطة الأخير لإستخدام الدولتين في حربه ضد تنظيم الدولة "داعش"، لما يمتلكان من قدرة وخبرة في مواجهة التنظيمات الإرهابية.
وكان قد وقع ترامب قرارًا تنفيذيًا، يمنع اللاجئين والمهاجرين من 7 دول عربية وإسلامية بمنطقة الشرق الأوسط، من دخول أمريكا لمدة 90 يومًا، ويجمد دخول اللاجئين السوريين إلى أمريكا لمدة 120 يومًا.
ويشمل هذا القرار كلًا من إيران، سوريا، العراق، الصومال، ليبيا، السودان، اليمن، وبالفعل بدأ تنفيذه، حيث تم ايقاف مسافرين لاجئين كانوا قادمين عبر المطارات الأمريكية فور وصولهم، وهو ما تسبب في حالة من الفوضى في المطارات الأمريكية والعالمية، إلى جانب تظاهرات مناهضة للقرار في مناطق عدة في جميع أنحاء الولايات المتحدة كما لاقى ادانات واسعة من العالم.
وقال سفير إسرائيل السابق في القاهرة إسحاق ليفانون، إن السر وراء استثناء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مصر والولايات المتحدة الأمريكية من قراره بحظر سبع من الدول المسلمة من دخول أمريكا، هو خطة الأخير لاستخدام كلتا الدولتين في محاربة تنظيم "داعش".
وكشف السفير السابق في مقاله لموقع "إسرائيل اليوم" عن الخطة التي يعدها "ترامب" لكلا البلدين، والتي اتضحت أبعادها عقب اجتماعه الأخير برئيس الوزراء الإسرائيلي بنجامين نتنياهو، مشيرًا إلى أن قرار "ترامب" بترك السعودية ومصر خارج قائمة الدول المحظور مواطنيها من دخول أمريكا، جاء ليؤكد سعي الأول لإيجاد مقاربة ملائمة لترويج سياساته فيما يخص الحرب ضد تنظيم "داعش" وقيام دولة فلسطينية.
وأوضح "ليفانون"، أن "ترامب" يريد أن يستمر في علاقاته القوية بحلفائه، بدليل استثنائهما من قراره ليوصل إليهم رسالة أن صوتهم مسموع ورغبتهم في المساعدة لها مردود إيجابي، مضيفًا أنه بالنسبة لـ"ترامب" ربما يكون قد حان الوقت لحل المشاكل الإقليمية في الشرق الأوسط بداية بالنزاع الفلسطيني- الإسرائيلي.
وفي سياق متصل، يقول الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منذ توليه وهو يسعى لمغازلة مصر والسعودية، لاستخدامهما في حربه ضد تنظيم الدولة، كونهما على قوة وخبرة عسكرية كبيرة، إلى جانب دخولهما في حروب متعددة ضد التنظيمات الإرهابية، مشيرا إلى أن قرار حظر اللاجئين نابع من كره دفين لديه ناحية المسلمين، إلا أنه قدم هدية للإرهابيين الذين يستغلون الإسلام لشن هجماتهم، خاصة وأن العراقيين يعتبرون الولايات المتحدة الأمريكية السبب فى انتشار الإرهاب فى بلدهم منذ الاحتلال عام 2003
وتابع نافعة، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، إن قرار الإستثناء، لا يعد غريبا في ظل التقارب الذي تشهد العلاقات المشتركة بين الولايات المتحدة ومصر والسعودية، إلا أن الرئيس الأمريكيى رغم قرارته التي كشفت عن شخصيته الهوائية، إلا أنه، على قدر كبير من الذكاء، ويعرف جيدا كيف يحصل على مايريد من حلفاءه وأعداءه على حد سواء.
ويرى الدكتور طارق فهمي، المحلل السياسي، إن قترامب يعتبر دول الخليج حلفاء رئيسيين بالنسبة إلى حكومة الولايات المتحدة، كما أن الدول التي اختيرت يرجع لضعف علاقات حكوماتها مع الولايات المتحدة أو بسبب الأوضاع الخطيرة" التي تعصف بها.
وتابع فهمي، أن القرار استثنى السعودية بالأخص، لأنها تشن حرباً على تنظيم القاعدة الذي تصف أعضاءه "بالفئة الضالة" وهي عضو في التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بقيادة الولايات المتحدة، إلى جانب دول خليجية أخرى.