انشغلت الصحافة الإسرائيلية في الآونة الأخيرة بالإشادة بالجهود التي يبذلها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وتسليط الضوء على متانة علاقته مع دوائر صنع القرار في تل أبيب.
نقلت صحيفة معاريف عن وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد، أفيغدور ليبرمان إشادته في أول خطاب له في الكنيست بالسيسي، معتبرًا خطابه الأخير بشأن السلام الإقليمي مهما ويخلق فرصة حقيقية.
ونقلت صحيفة هآرتس، عن وزير الإسكان الإسرائيلي يوآف غالانت أن إسرائيل محظوظة لأن السيسي تمكن من السيطرة على مقاليد الحكم في مصر واستعاده من أيدي الإخوان المسلمين، مشبها إياه بالرئيس السابق حسني مبارك "بعد عملية تجميل".
كما تداولت بعض الصحف الإسرائيلية إشاعات بأن السيسي أقر بيهوديه القدس فى مؤتمر العقبه وثانيهما موضوع موافقه السيسى على الاستيطان للفلسطينيين بسيناء وثالثها موضوع السفير الإسرائيلى أنه تم استدعائه لأسباب أمنية، وهو فى الأصل جاء ضمن قرار إسرائيل بسحب سفرائها من الدول التى صوتت فى مجلس الأمن بإدانه الاستيطان، والرابع ادعائها بقصف مواقع داخل سيناء.
ولحرب الشائعات هذه ضد مصر علاقة برغبة إسرائيل بالضغط على السيسي لقبوله بانضمام إسرائيل للناتو العربى المزمع إنشاؤه ضد ايران.
رفض السيسي توقعت بعض الصحف الأمريكية رفض مصر المشاركه في تشكيل ناتو عربي لمحاربة ايران لأن مصر تهدف فى المقام الأول إلى محاربة الإرهاب وليس محاربة إيران لان ذلك يمكن أن يدخل المنطقة فى صراعات مذهبية.
"ونشرت صحيفة النيوزويك الأمريكية في عدد سابق لها أن إسرائيل" لا تغرد وحدها، في هذا الإطار، لكن حديث نتنياهو عن انتهاء العداء مع الدول العربية حمل تأكيدات ضمنية بموافقة الأطراف العربية الفاعلة بالمنطقة على الأجندة الجديدة التي يراد صياغتها، ويبدو أن واشنطن كانت تنتظر حدوث هذا التوافق العربي الإسرائيلي لتعطي "ختم النسر الأمريكي" على الأوراق النهائية.
الصحيفة أوضحت أن التحالف العربى الذي تسعى واشنطن إلى تأسيسه سيكون على غرار حلف شمال الأطلنطى "ناتو"، بحيث يكون أي اعتداء على أي دولة من أعضائه بمثابة اعتداء على الكل، على أن يضم التحالف المقترح، بجانب مصر، كلا من السعودية والإمارات والأردن، وقد تنضم دول أخرى له.
وأشارت الصحيفة إلى أن التحالف المحتمل قد يتبادل معلومات استخبارية مع إسرائيل، بهدف مكافحة النفوذ الإيرانى.و رأت الصحيفة أن مصر لا يمكنها أن تتورط في مثل هذا التحالف، موضحة أنه "على الرغم من العلاقات الجيدة بين النظام المصري والإدارة الأمريكية الحالية؛ فإن سياسة مصر الخارجية تجاه صراعات المنطقة تتمثل في التقارب مع جميع الأطراف، وعدم الدخول في عداوات مباشرة مع أي طرف".
وقالت إن "مثل هذه التحالفات من الممكن أن تكون سرية، مثل التحالف مع السعودية في حربها في اليمن، والذي بدأ سريًا حتى تم الإعلان عن تفاصيله".
وحول تدهور العلاقات بين القاهرة وطهران؛ استبعدت الصحيفة أن "تتورط مصر في عداوة صريحة مع إيران جراء هذا التحالف"، مؤكدة أن "السيسي يسير بخطى ثابتة في السياسة الخارجية، وينسق مع ايران في أكثر من ملف أهمها الملف السوري".
محاولات الضغط علي مصرالحديث عن اختيار مصر لقيادة الحلف العربي المزمع تشكيله، واستضافته، يؤدي إلى مخاوف من معركة تندلع بين الخليج والسيسي لمحاولة السيطرة والهيمنة على "الناتو العربي" ومحاولات الضغط منهم لقبوله بالدخول في الحلف لأن مصر تمثل قوة بالنسبة لهم تريد بعض الدول العربية استخدامها ضد إيران.
ووفقًا لصحيفة "الإندبندت" الأمريكية فإن "الناتو العربي" المزمع تشكيله لن يكون لمواجهة إيران بقدر ما سيكون لمواجهة "الإسلاميين" على مختلف أطيافهم بالمنطقة، بداية من تنظيم "داعش"الذي ينازع للبقاء أمام ضربات المجتمع الدولي، وليس انتهاء بالإخوان المسلمين، المتغلغلين في البنية المجتمعية للدول العربية، رغم ترنحهم في مصر، منذ 3 يوليو 2013.
وأمام هذه التطورات تبدو إيران في موقف لا تحسد عليه، منتظرة انحسار طوفانها الذي أغرق المنطقة، خلال السنوات القليلة الماضية، وأدى إلى تطويق الخليج بتواجدها العسكري المباشر وغير المباشر، في العراق وسوريا واليمن، الأوضاع الآن تشير إلى رغبة أمريكية في إعادة التموضع بالمنطقة، بشكل لا يسمح لطهران بالاستمرار في سياساتها التي أفزعت حلفاء واشنطن الاستراتيجيين في الخليج.