المانجو الإسماعلاوي اشتهرت بنكهتها العالمية الممتازة وحازت سمعة طيبة بين صادرات الفواكه المصرية لجميع أنحاء العالم، وتحتل قمة قائمة الفواكه في الصيف، في العام الماضي تعالت صرخات المزارعين وأصحاب حدائق المانجو بسبب إصابتها بأمراض وبائية منها الهباب الأسود، الذي تسبب في حرق الأوراق وانتشر كالهشيم في النار بين المزارع مما أدى إلى ضعف المحصول.
طالب المزارعون بحماية الزراعة وتدخل لجنة الزراعة بمجلس الشعب لإنقاذ محصولهم السنوي والذي يمثل الدخل الأول لآلاف الأسر بالإسماعيلية، وشهد اللواء ياسين طاهر محافظ الإسماعيلية عدد من الندوات التي نظمتها الزراعة مع المزارعين وأكد على تقديم الدعم اللازم لإنقاذ محصول المانجو وقرر صرف الأدوية اللازمة من الجمعيات الزراعية بأقساط طويلة الأجل.
الجمعيات الزراعية غائبة
يقول ياسر دهشان صاحب مزرعة مانجو بمدخل مدينة الإسماعيلية أن مرض الهباب الأسود يعد السبب الرئيسي في تدمير وإبادة محصول المانجو وسط تجاهل تام من مديرية الزراعة وإهمال من قبل الجمعيات الزراعية المنوطة بتوفير الأدوية والمبيدات التي اقتصرت أعمالها على تربية الكتاكيت والبط وأصبحت هادفة للربح فقط، مطالبا بعودة الرش الإجباري للمزارع لخطورة المرض الذي ينتقل عبر العوامل الجوية من مزرعة لأخرى مما اضطر معظم المزارعين لإبادة وتقطيع أشجارهم، ووصلت إلى تقطيع 70 فدانا من الزراعات.
تكاليف المكافحة
ويضيف دهشان أن زراعة المانجو أصبحت عبء على المزراع بسبب تكاليف مكافحة مرض الهباب الأسود وأنهم يحاولون السيطرة على المرض وأنهم تكلفوا أكثر من 500 دواء بخلاف مصروفات العمالة والماكينات والأدوية، متوقعا أن تقل إنتاجية محصول المانجو خلال العامين المقبلين بعد تجاهل مديرية الزراعة للمشكلة وارتفاع أسعار الأسمدة 5 أـضعاف وانتشار الأدوية المغشوشة لمحصول يعتمد عليه آلاف المزارعين على مدار العام.
حلول الزراعة
يشير المهندس جمال عبد العزيز وكيل مديرية الزراعة بالإسماعيلية إلى أن المديرية تحاول السيطرة على مرض الهباب الأسود المنتشر بمحصول المانجو بتنظيم حقول إرشادية لتعليم المزارعين كيفية تقليم الأشجار ورش المبيدات واستعمال الأدوية والزيوت والمبيدات، وتم تنظيم حوالي 70 ندوة بجميع مراكز وقرى المحافظة لتوعية وإرشاد المزارعين بكيفية التعامل المرض كما تم توفير زيوت ومبيدات في الجمعية المركزية وتم توزيعها على الجمعيات الزراعية بأقساط طويلة الأجل لمدة عام وبدون فوائد.
طرق الوقاية المتاحة
وعن الرش الإجباري الذي يطالب به عدد من المزارعين يوضح وكيل مديرية الزراعة أن الرش كان موجودا فعلا حتى فترة الثمانينيات، ولكن بعض المزارعين طالبوا بمنعه واعترضوا على دخول مندوبي المديرية لمزارعهم مما دفع المديرية لإلغائه، موضحا أن محافظة الإسماعيلية تضم 107 آلاف فدان مانجو، وتقطيع الأشجار حاليا بغرض التقليم خصوصا وأن الحشرة المسببة لمرض الهباب الأسود تفرز مادة عسلية تعلو الورقة ينمو عليها العفن ويتسبب في حرق الورقة.
وتابع أن أهم عوامل مكافحة الهباب الأسود التقليم والرش والتهوية التامة للأشجار لأن الشمس تقتل حشرة الهباب الأسود وجاري التعاون مع جامعة قناة السويس ومركز البحوث الزراعية للوصول إلى حلول ممكنة التنفيذ للسيطرة والقضاء على مرض الهباب الأسود.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
