كشفت صحيفة "هاآرتس"، أن الحكومة الإسرائيلية، حرصت على زرع الفتنة بين القاهرة وحماس منذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكم، من خلال تقديم معلومات استخبارية لمصر حول وجود تعاون سري بين حماس وولاية سيناء التابعة لتنظيم الدولة.
وقالت إن القصف الإسرائيلي الأخير لأهداف في قطاع غزة، يأتي على خلفية التقارب الكبير بين القاهرة وحركة حماس والتفاهمات بين الجانبين حول معبر رفح، الأمر الذي يثير استياء تل أبيب.
وأشار إلى أنه من المحتمل أن تكون إسرائيل تحاول نقل رسالة لمصر وحماس بأنها ضد أي اتفاق يجري في قطاع غزة دون التنسيق معها.
وختمت بالتأكيد على ضرورة عدم تجاهل تلك الحساسية، أو دحض إمكانية إشارة إسرائيل للقاهرة، بأن أي تغييرات في المستقبل بقطاع غزة دون موافقة تلك ستكون غير مقبولة.
وقال عاموس هرئيل، المحلل في الشؤون العسكرية وفقًا للصحيفة إن الحوادث التي وقعت في غزة وسيناء وإيلات مؤخرًا، حدثت في وقت وجود تقارب بين حماس ومصر بعد سنوات من توتر العلاقة بينهما.
وأضاف منذ 2013 أحكمت مصر على القطاع من خلال فرض المزيد من القيود على الحركة، لكن منذ ذلك الوقت حرصت إسرائيل على تأجيج التوترات بين القاهرة وغزة، بما في ذلك من خلال تقديم معلومات استخبارية موثوقة حول التعاون السري بين حماس وتنظيم الدولة على حد زعمه.
وتابع هرئيل الشهور الأخيرة شهدت تطورات إيجابية بدأت من خلال تخفيف مصر الضغط على غزة في معبر رفح، وانطلقت الوفود الأمنية التابعة لحماس إلى القاهرة، لبحث العلاقات بين الجانبين، قبل أيام معدودة صُورت جولة لمسؤولين فلسطينيين في المنطقة الحدودية برفح، صاحبتها وعود من حماس بحفظ الهدوء على الحدود.
و أطلق عدد من الكتاب والمحللين الإسرائيليين خلال الأيام القليلة الماضية في بعض الصحف الإسرائيلية سلسلة من التحذيرات بشأن التقارب بين القاهرة وحماس، خلال مد ساعات فتح معبر رفح، وحديث القاهرة عن دراسة إقامة منطقة تجارة حرة في رفح المصرية لخدمة القطاع.
من بين هؤلاء "يوني بن مناحيم" الذي كتب على مركز القدس للشئون العامة والسياسية يقول تخشى الدوائر الأمنية الإسرائيلية من تطورين نتيجة للتفاهمات الجديدة بين مصر وحماس. الأول، إدخال بضائع من مصر لقطاع غزة عبر معبر رفح، دون تفتيش، وبداخلها كميات كبيرة من الأسمنت والحديد، المستخدمين في بناء أنفاق حماس".
ويدور القلق الإسرائيلي حول إحتمالية أن تتصدى مصر فقط لتهريب السلاح من القطاع لشمال سيناء، وليس في الاتجاه المعاكس، لأن ذلك لا ينطوي على تهديد مباشر على الأمن المصري.
وأشارت دراسة إسرائيلية نشرها معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب إلي إن الأوساط السياسية والأمنية في إسرائيل تراقب عن كثب التطورات الحاصلة على صعيد العلاقة بين مصر وحركة حماس.
واعتبر الجنرال شلومو بروم، الباحث في المعهد، أن تطور الأوضاع بين حماس ومصر يتطلب من إسرائيل التأسيس لقواعد مع مصر لإستغلال هذه اللحظة التاريخية لإجراء حوار إستراتيجي بينهما يخصهما في النظرة المشتركة إلى مستقبل قطاع غزة، لخدمة مصالحهما الأمنية.
من جهته قال أوفير فينتر، الخبير الإسرائيلي المشارك في ذات الدراسة إن التغير في علاقات مصر وحماس لاعتبارات سياسية وأمنية واقتصادية يجب أن يكون حافزا لإسرائيل لرفع مستوى التنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية المصرية والإسرائيلية، لمواجهة تنامي الجماعات المسلحة في سيناء وقطاع غزة.
وأضاف فينترأن إسرائيل مطالبة بأن توضح لمصر بأن تفاهمها مع حماس لا يجب أن يجعل من الأخيرة جهة قانونية شرعية معترفا بها.