على باب مقهى "الناجم الشعبي" في منطقة الرفاع، جنوبي العاصمة البحرينية المنامة، وقف القهوجي "أحمد" ذو الملامح الآسيوية بزيه المميز الذي يحمل شعار المقهى يرصد الجالسين في انتظار ان يحضر لهم ما يريدون.
ويجيد "أحمد" وزملاؤه من الآسيويين التعامل مع الجميع على اختلاف جنسياتهم ولغاتهم، فهم داخل مجتمع واحد يمثل نموذجا للتعايش بين الجاليات في البحرين، وإن اختلف في بعض تفاصيله عن اي مكان عام اخر في المملكة الصغيرة.
وداخل هذا المجتمع لا يمثل اختلاف اللغة أو الثقافة حاجزا في التعامل والاستمتاع بالوقت. فما أن جلست حتى اسرع "أحمد" لسؤالي عما اريد.
وقال وهو لا يجيد العربية "شاي حليب..شاي نعناع..شاي كشري..قهوة؟". وادهشتني هذه الكلمات وغيرها واعادت إلى ذهني الصورة النمطية الراسخة لدى اي مصري عن المقهى.
ويعمل "أحمد"، وهو من بنجلاديش في المقهى، منذ عامين مع زملاء آخرين من بلدان آسيوية وعربية مختلفة.
والجالية البنغالية من أكبر الجاليات في البحرين التي تشكل جل قوة العمل، وتتصدرها الهند بأكثر من 50 بالمئة من هذه العمالة.
ومؤخرا، قال الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم سوق العمل البحرينية أسامة العبسي، في تصريحات لمراسل وكالة انباء الشرق الاوسط في المنامة، إن عدد العمالة الاجنبية وصل الى حوالي 600 الف عامل وافد في 2016.
وكما هو مجتمع المقهى في تعايشه، تعمل وتعيش كل هذه الجاليات في كافة مناحي الحياة بالبحرين دون مشكلات أو توترات قد يصاب بها اي مجتمع متعدد الجاليات في بلدان أخرى من العالم.
فالجميع منشغلون بشؤون حياتهم كانشغال رواد المقهى بوسائل التكنولوجيا الحديثة، فمنهم من تدابع اصابعه ازرار حسابه المحمول "اللاب توب" أو هاتفه الذكي فيما يشاهد آخرون مباراة حماسية باحد الدوريات الأوروبية الشهيرة.
وقال أحد المصريين، وهو من مرتادي المقهى ويعمل في البحرين من حوالي 12 عاما، الجميع هنا يعيش في تسامح ولا يشعر أحد بانه في مجتمع غريب عليه.
وتبدد رائحة تدخين النرجيلة أو "الشيشة"، حسبما نطلق عليها في مصر، والمشروبات المقدمة مثل الشاي والقهوة التركية وغيرها، اي شعور بالغربة.
وتنتشر المقاهي في البحرين، وتشهد اقبالا كبيرا من البحرينيين والمقيمين خاصة من العرب، كما في مقهى "الناجم الشعبي" الذي لا يبدو اسمه مألوفا لغير البحرينيين.