في فاعليات غريبة تعزز اختلاف الثقافات بين الدول والشعوب، تحتفل مدينة نيو أورلينز، بالولايات المتحدة، بمهرجان واستعراض غريب في فاعلياته وأحداثه.
مهرجان ماردي جرا، في ولاية لويزيانا يتوقع القائمون عليه أن يصل زواره إلى 11 مليونا بحلول عام 2019 حيث إن ما يجذب الزوار إلى هذه المدينة الشهيرة ويشدهم إليها هو أنواع الأطعمة الشهية المختلفة التي تتميز بها نيو أورلينز والمهرجانات الموسيقية وطيبة أهلها وكرمهم وطبعًا الاحتفال الصاخب بمهرجان ماردي جرا.
ويسمى مهرجان ماردي جرا (ثلاثاء المرفع) ويعني المصطلح "الثلاثاء الدسم" إشارة إلى المأكولات الدسمة واللهو الصاخب الذي يقام يوم الثلاثاء الذي يسبق موسم الصوم الكاثوليكي في كل ربيع. هذا العام يقام الاحتفال بمهرجان ماردي غرا يوم 28 فبراير. ويحدث في الأسابيع التي تسبق بدء الصوم الكبير، وهو فترة تستمر 40 يومًا ويصومه العديد من المسيحيين قبل عيد الفصح.
بدأ مهرجان ماردي جرا، منذ أكثر من 200 عام، وكانت الأقنعة تؤدي وظيفة "المساواة بين الناس”، كما قالت آن جوتشيوني، التي تدير متجرًا لبيع الأقنعة في نيو أورلينز. وكان الكرنفال يشكل يومًا تختلط فيه الطبقات الاجتماعية وتسمح الأقنعة للناس بالتآخي مع غيرهم سواء كانوا من طبقة أعلى أو أدنى من طبقة محيطهم المعتاد دون خوف من الحُكم عليهم. وفي حين لم تعد مثل هذه القيود الاجتماعية موجودة اليوم، فلا تزال الأقنعة ذات أهمية حاسمة في أزياء المحتفلين.
وتتذكر جوتشيوني رجلًا اشترى قناعًا جلديًا متقن الصنع مجهزًا بقرون ثور حقيقي وعينين حقيقيتين محنطتين من متجرها للاحتفال بثلاثاء المرفع. وفي اليوم التالي، اتصل الرجل بجوتشيوني ليخبرها مدى ما أثاره ذلك القناع من اهتمام كبير. وقالت “لقد دُعي إلى كل حفلة يقيمها الأشخاص المهمّون، وأضافت “أن التستر وراء القناع يغير كل شيء.”
أعداد الفاصوليا الحمراء والأرز يبدأ تقليديًا يوم الاثنين، وهو “اليوم الذي تغسل فيه عادة الملابس، لذلك يمكنك أن تخرج من المطبخ وتترك الفاصوليا على النار حتى تنضج”. وفي يوم الثلاثاء، يقدم الأرز إلى جانب الفاصوليا المطهوة ببطء، ما ينتج عنه وجبة الطعام المفضلة لدى سكان نيو أورلينز.
ترعى الاحتفالات منظمات اجتماعية تعرف باسم “كروز” وتركب في عربات استعراضية، وتُقذف الأشياء الصغيرة إلى المتفرجين. تقذف بعض المنظمات أشياء تحمل أسماء وعلامات تجارية معينة، مثل الأحذية المزينة بإتقان بالغـ التي يقذفها أعضاء منظمة ربّات الإلهام الإغريقيات، أو ثمرات جوز الهند المطلي برسوم يدوية التي توزعها منظمة زولو.
أما منظمات “الكروز الكبرى” فكانت لديها أكبر عربة استعراض في العالم العام الماضي. فقد شاركت منظمات كروز إندميون وباخوس بـ67 عربة و60 فرقة استعراضية في مهرجان العام 2016. أما بالنسبة لأولئك الذين تسنح لهم فرصة ركوب إحدى العربات الخيالية فإنهم يعتبرون ذلك بمثابة شرف حصلوا عليه بشق الأنفس ولن ينسوه أبدًا.
زيارة نيو أورلينز تعني أيضًا الاستماع إلى أنغام الموسيقى الرائعة والجميلة. إذ لا يستطيع سوى أفضل الموسيقيين عزف موسيقى الجاز بشكل جيد، استنادًا إلى جايسون باترسون، مدير الموسيقى في نادي جاز سناغ هاربور في نيو أورلينز.
فموسيقى الجاز هي شكل فريد من أشكال الموسيقى الشعبية بسبب طبيعتها المرتجلة إلى حد كبير. يشجع باترسون هواة موسيقى الجاز على زيارة شارع فرنشمان، الذي وُلدت من رحمه موسيقى الجاز، وحيث لا تزال العديد من الأماكن تقدم اليوم موسيقى الجاز التقليدية. وفي قاعات الرقص الممتدة على طول الطريق، يستطيع الناس الرقص على أنغام الموسيقى كما كان دأبهم في حقبة الثلاثينيات من القرن العشرين.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
