من بناء المنازل إلى طباعتها، إنها دبي التي تسابق الزَّمن أملا في كل الجديد والمتقدم من الابتكارات التي كانت تعتبر ضربا من الخيال منذ سنوات قليلة، وضمن هذه الابتكارات طباعة المنازل بدلا من بنائها، وهو المشروع الذي تعمل على تنفيذه مدينة دبي حاليا.
اللحظة التي أُعلن فيها توقف الآلة الكاتبة لمخترعها يوهانز جوتنبرج في منتصف القرن الخامس عشر وظهور الطابعة بشكلها الحالي شكلت وقفة في تاريخ الابتكارات في العالم، وما بين هاتين المحطتين أشكال من التطور ومراحل متنوعة من براءات الاختراع، ولكن هل دار بعقل يوهانز جوتنبرج وهو في القرن الخامس عشر أن تتحول فكرته يومًا ما إلى طابعة ثلاثية الأبعاد.
ولكن بطبيعة النفس البشرية الباحثة عن الراحة وإنجاز المهام بوقت أسرع وتكاليف أقل ظهرت عام 1993 ولأول مرة فكرة الطباعة ثلاثية الأبعاد وهي واحدة من أشكال تكنولوجيا التصنيع والتي يتم عبرَها تكوين مجسم ثلاثي الأبعاد عن طريق وضع طبقات رقيقة متتالية من مواد مختلفة بشكل تراكمي يصل بنا في النهاية إلى خَلْقِ جسم كامل، وتتيح هذه الطابعات للمطورين والمصنِّعين القدرة على طباعة أجزاء متداخلة معقدة التركيب تحوي مواد مختلفة بمواصفات ميكانيكية وفيزيائية متعددة.
وفي البداية استُعملت الطباعة ثلاثية الأبعاد في صناعة مجسمات بسيطة كالمجوهرات والمعادن والأحذية وطب الأسنان وبعض الصناعات الطبية عن طريق 3 أنواع من تلك الطابعات أهمها الثرموبلاستيك أو البناء بالترسيب المنصهر، إلّا أن أحدث صيحات الطباعة ثلاثية الأبعاد والتي دشنها الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي وهي طباعة المباني خاصة بعد افتتاح مكتب المستقبل الذي يعد أول مكتب مطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد على مساحة 250 متر مربع ويعد المبنى الأول من نوعه على مستوى العالم من جهة أنه معد للاستخدام البشري، وتم مراعاة التكامل بين تصميم المبنى وطباعته وتوفير الخدمات الرئيسية كالكهرباء والمياه والاتصالات.