تصاعد الخلاف بين رجال الدين المؤيدين للمرشد الأعلي علي خامنئي، وبين رجال الدين الشيعة المحسوبين علي المعارضة، قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في مايو المقبل وفقًا لصحيفة "يو أس توداي"الأمريكية.
و قالت الصحيفة يبدو أن اشتعال الصراع علي خلافة خامنئي من قبل المتشددين والاصلاحيين، واقتراب الانتخابات الرئاسية، ذهب بالمتشددين إلي الحصار ضد رجال الدين الاصلاحيين والمعارضين لنظام خامنئي، وسياسيته خلال 27 عامًا يشير إلي أن إيران تشهد عامًا صعبًا ومخاوف من المحافظين من خروج إيران من قبضتهم الحديدية فيؤدي إلى إسقاط نظام إمتد لأربع عقود كاملة.
ومن المراجع الشيعية المعارضة لخامنئي وتيار المحافظين والداعمة للتيار الاصلاحي، المرجع الشيعي آية الله محمد رضا نكونام، والمعتقل في السجن الساحلي بمدينة.
وقالت الصحيفة أن السلطات الإيرانية أعتقلت آية الله محمد رضا نكونام في يناير 2015 دون سابق اتهام واضح؛ وحكمت المحكمة الابتدائية عليه بالسجن لمدة عامين، لكن محكمة الاستئناف الخاصة برجال المذهب الشيعي في إيران رفعت العقوبة إلى خمس سنوات.
وأشارت بعض وسائل الإعلام في حينها إلى أن اعتقال نكونام كان نتيجة نقد وجهه إلى مكارم شيرازي، وهو من كبار مراجع الشيعة في إيران حول موضوع سرعة الإنترنت.
كما تعتبر أهم أسباب اعتقاله هو معارضته وانتقاده للمرجع الشيعي "ذو النفوذ القوى بإيران"، وآية الله محمد تقي مصباح يزدي المحسوب على المحافظين، عضو مجلس التشخيص، من علماء الدين البارزين ويُحسب على التيار اليميني المحافظ أو التقليدي المقرب من المرشد الأعلى على خامنئي.
يعتبر آية الله محمد رضا نكونام أحد المراجع، ويدرس فقه الخارج في الحوزة العلمية، وهو الذي يخوّل رجال الدين الشيعة من نيل درجة الاجتهاد، وأيضا في الاقتصاد الإسلامي، وله شعبيته بين التيار الإصلاحي، ومن المراجع الداعمة للرئيس الإيراني حسن روحاني.
كما أعتقلت السلطات الإيرانية نجل المرجع الراحل آية الله حسين علي منتظري الذي كان من منتقدي النظام الإيراني.
ووفقًا للصحيفة في وقت سابق حكمت المحكمة الخاصة برجال الدين في إيران بالسجن علي 21 من المعارضة وخلع رداء رجال الدين ضد أحمد منتظري، نجل المرجع الشيعي الراحل آية الله حسين علي منتظري، الذي كان خليفة الخميني مرشد الثورة الأول حتى عزله عام 1988، وذلك بسبب نشره شريطًا صوتيًا تضمن جزءًا من لقاء والده مع أعضاء "لجنة الموت" التي ارتكبت مجازر بإعدام عشرات الآلاف من السجناء السياسيين في صيف 1988.
وقالت الصحيفة أًتُهم منتظري بـ"العمل ضد الأمن القومي" بسبب تسريبه الشريط الصوتي الذي يعود لحديث والده مع أعضاء "لجنة الموت" التي ارتكبت مجازر بإعدام عشرات الآلاف من السجناء السياسيين عام 1988، والتي أثارت جدلًا واسعًا بين أوساط النظام.
وكان أحمد منتظري، قال في تصريحات سابقة، إنه مازال لديه الكثير من الوثائق سيتم نشرها في المستقبل لتنوير الرأي العام، وسط تحذيرات من المتشددين بمواجهته ومحاسبته.
وتطرق آية الله منتظري حسب ما جاء في الملف الصوتي خلال لقائه بأعضاء "لجنة الموت" المسؤولين عن إعدامات 1988 إلى قضية المحاكمات غير العادلة والفعل الانتقامي من خلال الإعدامات الجماعية، وقال مخاطبا إياهم: "إنكم ارتكبتم أكبر جريمة في تاريخ الجمهورية الإسلامية"، محذرًا من أن "التاريخ سيعتبر الخميني رجلًا مجرمًا ودمويًا" وفقًا للصحيفة.
وقال النواب إن مذبحة السجناء السياسيين "جريمة ضد الإنسانية" وعليه " يجب تقديم الجناة إلى العدالة".
من جانبها دعت المعارضة الإيرانية المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى التدخل لإطلاق سراح أحمد منتظري نجل أيه الله حسين منتظري، من سجون النظام الحاكم في إيران.
ووفقًا للصحيفة يرفض مهدي كروبي، أحد تلاميذ آية الله الخميني، النهج المتشدد في السياسة الداخلية والصدام في السياسة الخارجية.
ترأس البرلمان مرتين، وأخفق في الوصول إلى رئاسة الجمهورية مرتين، وحين دافع عن منهجه الإصلاحي وطالب بالتغيير اعتقل.
ولم يعترف بنتائج انتخابات الرئاسة 2009 التي أعطت الفوز لأحمدي نجاد، وظل مع زعماء من الإصلاحيين يعبر عن احتجاجه على ما سماه تزوير الانتخابات، وينتقد نظام نجاد باستمرار.
وفي الأشهر الأولى من عام 2011 اعتقله الأمن الإيراني بتهمة التحريض على العنف، وظل رهن الإقامة الجبرية بمنزل تابع للحرس الثوري دون محاكمة حتى فبراير 2014، حين حددت إقامته بمنزله في منطقة جاماران شمال طهران، وهو تحت الإقامة الجبرية حتى الآن.