بالطلاق الودي.. إسرائيل تُمهد لتوطين الفلسطينيين في سيناء.. وخبراء: تهجير الأقباط يُمهد الطريق لـ "الحماية الدولية"

صورة ارشيفية

لم تكن "أرض الفيروز"، على مر العصور بعيدة عن دائرة الأطماع، سواءً على المستوى المحلي أو الدولي، نظرًا لتميزها بطبيعة جغرافية من الطراز الأول، وقد تزايدت هذه الأطماع خلال الأعوام الثلاثة الماضية، بعدما أصبحت شبه خالية من السكان، وقد ظهرت هذة الأطماع بوضوح خلال الـ48 ساعة الماضية، وذلك بعد نزوح ما يقرب من 60 أسرة قبطية إلى مدينة الإسماعيلية، لتكون موطنًا للفلسطينيين، أو الإرهابيين القادمين من القارة الأوروبية.

"الطلاق الودي"

قالت تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة، في مقال بمجلة نيوزويك الأمريكية، إن "تل أبيب" في حاجة إلى "طلاق ودي" من الفلسطينيين، ورأت،"ليفيني" أن حل الدولة الواحدة لن يؤدي إلا لمعارك دموية يخسر فيها الطرفان.

"نتنياهو" يجب إرسال قوات دولية لقطاع غزة

كما أعلن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، دراسة فكرة إرسال قوات دولية إلى غزة. حسبما ذكرت القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلى.

ورد "نتنياهو" على سؤال جولى بيشوب، وزيرة الخارجية الأسترالية، بشأن الصراع الفلسطينى الإسرائيلى: "إن الجيش الإسرائيلى يجب أن يسيطر على الضفة الغربية كلها، وإن السيادة الفلسطينية ستكون محدودة"، مضيفًا أنه ينبغى البحث فى بدائل أمنية بواسطة إدخال قوات دولية إلى قطاع غزة.

"الخارجية الفلسطينية"

واعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية أن تصريحات "نتنياهو" تكشف حقيقة الموقف الإسرائيلى من حل الدولتين، وإصراره على تفريغه من مضمونه الحقيقى.

"حماس"

وبدورها، أعلنت حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، في بيان صحفي لها رفضها التام لمقترح "نتنياهو". وقال المتحدث باسم حماس، عبداللطيف القانوع، إن إرسال قوات دولية إلى قطاع غزة "هو أمر خطير ومرفوض تمامًا".

"حديث العقل"

في السياق ذاته، وصف السفير معصوم المرزوقي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، التصريحات الأخيرة لـ"تسيبي ليفني"، بحديث العقل.

وأضاف" المرزوقي" في تصريحات خاصة، لـ"أهل مصر" أن الحديث عن حل الدولة الفلسطينية فقط دون الإسرائيلية، حديث غير عملي ولا محل له من الإعراب، لافتًا إلى أن كافة المراكز البحثية الإسرائيلية، أكدت أن الشعب الإسرائيلي لن يوافق على ذلك، مشيرًا إلى أن حل الدولة الفلسطينية يخلق العديد من المطالب للشعب الفلسطيني كمناقشة حق العودة، وتعداد الإنجاب بين الشعبين والعنصرية، بالإضافة إلى المناصب القيادية، وغيرها من المشكلات التي من الصعب حلها.

اقتراح "القذافي"

وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، عرض حل القضية الفلسطينية منذ التسعينيات، مطالبًا بإنشاء دولة تسمي "دولة إسراطين"، الأمر الذي أغضب الشعبين آنذاك، مؤكدًا أن هذا الاقتراح يعد "أذكي حل" قدمة قائد عربي للقضية.

"تهجير الأقباط"

وحول علاقة تهجير أقباط سيناء في الأيام الماضية، بتصريحات" ليفني" قال "المرزوقي": لا شك أن الجماعات الإرهابية في سيناء، لها علاقة وطيدة بذلك، مؤكدًا أن تهجير أقباط سيناء يصب في مصلحة الجماعات الإرهابية وضد الدولة المصرية، الأمر الذي يفتح الطريق أمام الحديث الدولي.

وأردف، أن ما يحدث في سيناء منذ 2012، يصب في مصلحة إسرائيل، لافتًا إلى أن حادث الإرهاب الأخير يفسح الطريق أمام العالم لتدخلها في الأراضي المقدسة.

"ما يجب علي القيادة المصرية"

وبشأن ما يجب على القيادة المصرية فعله، أكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أنه يجب وبأقصي سرعة تشكيل لجنة لتقصي حقائق تضم كافة الخبراء، وليس العسكريين فقط، وذلك لنقل الصورة كاملة والعمل على وضع حلول واضحة وسريعة وفعالة لوقف هذا النزيف.

"الإرهاب" والعلاقات الخارجية

وعلى الجانب الآخر، أيد "مزروقي" الآراء التي تؤكد أن ما يحدث في سيناء يصب في مصلحة مصر من ناحية العلاقات الخارجية، مؤكدًا أن هذة المصلحة ستتضح بعد زيارة الرئيس السيسي الولايات المتحدة الأمريكية ولقائه بدونالد ترامب خلال الأيام المقبلة.

إشغال القيادة المصرية

من جانبه، قال الدكتور سعيد اللاوندى، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الأحداث الجارية في سيناء منذ 5 سنوات هدفها، ليس موجهًا لفئة بعينها كالمسيحيين، بل لإشعال الفتنة الطائفية، والعمل على إبعاد القيادات المصرية عن مسيرة التنمية والبناء.

وأضاف "اللاوندى" في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن التنظيمات الإرهابية على مر الزمان يكون هدفها واحد، هو ضرب الوحدة الوطنية بالبلاد، مؤكدًا أن الشأن المصري يختلف كثيرًا عن الدول الأخرى، فهي لن تنجح في تفكيك وحدتنا الوطنية مهما بلغ من ضغوط سواء أكانت داخلية أو خارجية.

وحول سعي إسرائيل، لإقامة دولة فلسطين بشبة جزيرة سيناء، قال "اللاوندى": هذه الفكره غير حقيقية ولا يمكن تطبيقها، فالقيادة المصرية تختلف عن القيادات كافة، ومن المستحيل أن يتم التفريط في شبرًا واحدًا من الأرض المصرية.

اصطياد في الماء العكر

وتساءل خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عن سبب صدور هذه التصريحات في الوقت الحالي قائلًا: "العالم الغربي يرى مسيرة التنمية المصرية خلال الثلاث سنوات الأخيرة، الأمر الذي يعد بالنسبة له كارثة، فعمل على الاصطياد في الماء العكر، بإطلاق التصريحات في الوقت الراهن، من أجل إشغال القيادة المصرية عن مهامها الرئيسة، وكسر الوحدة الوطنية.

سيناء محاور رئيسية في القضية الفلسطينية"

في السياق ذاته، قال اللواء جمال مظلوم، الخبير العسكري، إن إسرائيل تعلم جيدًا أن مصر وخاصة شبة جزيرة سيناء، أحد المحاور الرئيسية في القضية الفلسطينية، فهي تسعى للضغط المستمر على القيادة المصرية للتخلي عن موقفها تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن مصر لن تفعل إلا ما يكون في صالحها وصالح شعبها مهما كلفها الأمر.

وأضاف "مظلوم" في تصريح لـ"أهل مصر"، أنه في ظل حروب الإرهاب الشرسة والجماعات الإرهابية، في العالم، تسعي كل دولة لتأمين وحماية حدودها، لافتًا أنه من حق الدولة المصرية أن تتعاون مع الجهات الخارجية للحد من هذه المكائد.

وتابع "مظلوم" أن العالم الغربي وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل يعملان على رسم واشاعة صورة غير حقيقية للدولة المصرية، وإظهارها أنه عبارة عن بؤرة للإرهاب في الوطن العربي، الأمر الذي يساهم في تحقيق مطامعهم علي المستوي العالمي والمحلي، وضرب الدولة المصرية.

نزوح 45 أسرة قبطية

وكان مجلس كنائس مصر، أعلن السبت الماضي، نزوح الأقباط من سيناء، إثر سلسلة اعتداءات استهدفتهم في هذه المنطقة التي ينشط فيها تنظيم أنصار بيت المقدس. وأضاف البيان، أن 45 أسرة قبطية وصلت إلى مدينة الإسماعيلية، وذلك بعد نشر تنظيم أنصار بيت المقدس، مطلع الأسبوع الماضي، شريط فيديو توعد فيه باستهداف الأقباط الذين يشكلون نحو 10 في المئة من سكان الدولة المصرية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
وفاة والدة مي عز الدين بعد تدهور حالتها الصحية